أسماء الحسيني (القاهرة - الخرطوم)

ناقش مجلس الوزراء السوداني، في جلسة استثنائية أمس برئاسة عبدالله حمدوك، ميزانية العام الجديد 2020. وقال فيصل محمد صالح، وزير الثقافة والإعلام السوداني والناطق باسم الحكومة، إن هذا هو الاجتماع الثاني لمجلس الوزراء للتداول حول الميزانية، وأوضح أن الحوار حول الميزانية مازال متواصلاً، وأشار إلى أن مجلس الوزراء شكل لجنة مصغرة لمناقشة خيارات موضوع رفع الدعم، باعتباره الموضوع الأساسي.
وقال صالح: إن الميزانية تقترح رفع الدعم عن البنزين والجازولين بصورة متدرجة، موضحاً أن ذلك سيقابله مضاعفة مرتبات العاملين بالدولة، فضلاً عن الدعم الاجتماعي النقدي المباشر للقطاعات الفقيرة، إضافة لزيادة الإنفاق على التعليم والصحة لتحقيق مجانية التعليم والعلاج بالمستشفيات الحكومية. وأوضح وزير الإعلام السوداني، أن اللجنة المصغرة ستعقد اجتماعات تنتهي اليوم للوصول إلى خيارات التدرج في رفع الدعم، وأكد أنه ليس هنالك اتجاه لرفع الدعم عن الخبز في ميزانية 2020.
وأضاف أن مجلس الوزراء قرر أن تطرح هذه القضايا لحوار مجتمعي مع القطاعات المختلفة من الشعب للاستماع إلى الآراء حولها. وقال صالح، إنه من المتوقع أن تبدأ الحوارات المجتمعية ابتداءً من اليوم، وإن ذلك سوف يكون عبر كافة وسائل الإعلام، وإنه سيتم تنوير المواطنين بحقيقة الوضع الاقتصادي والسبل والخيارات الموجودة للتعامل معه، ليكونوا شركاء في العلاج، ولا يفرض هذا العلاج في مجلس الوزراء.
جاء ذلك وسط توجس ومخاوف المواطنين السودانيين من الصعوبات التي يعانيها الاقتصاد السوداني في المرحلة الحالية، وهو ما سينعكس بشكل سلبي على ميزانية العام الجديد، وحذر سودانيون عديدون في تصريحات لـ«الاتحاد» من مغبة رفع الدعم عن البنزين، أو عن السلع الأخرى، مؤكدين أن الوقت غير مناسب تماماً لمثل هكذا قرارات، وقال خبراء سودانيون لـ«الاتحاد»، إن رفع الدعم ستكون له انعكاساته على الفقراء ومحدودي الدخل، وهم شريحة لا يستهان بها في السودان، فضلاً عن معدومي الدخل. وأضافوا أنه قد يؤدي إلى توتير الأوضاع في السودان، الخارج لتوه من ثورة ضد غلاء الأسعار وشح السلع الرئيسية.
من جانبه، دعا رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك الشباب إلى عدم رمي «المعاول»، وقال إن الثورة بدأت الآن، وإن الفترة الانتقالية تتطلب الحراسة، وإن الديمقراطية لابد أن يعمل من أجلها. وأوضح حمدوك في ملتقى الإعلام البديل بالخرطوم، أمس، إن الإعلام البديل مطالب بمراقبة أداء الحكومة، وأوضح أن الإعلام البديل ساعد خلال الثورة السودانية في ابتكار أشكال التواصل.
ومن ناحية أخرى، أكد الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني ثقته الكاملة في قوات الدعم السريع، وقال: إن قيادة القوات المسلحة تحتاج لهذه القوات ضمن خططها لحراسة الحدود، وكل ما يهدد أمن الوطن. جاء ذلك في خطاب له، أمس، بقاعدة قري العسكرية، حيا فيه أفراد القوات المسلحة والدعم السريع، وامتدح الدور الذي قاما به في تثبيت الأوضاع أثناء الثورة السودانية.
وأكد البرهان أهمية تأمين التغيير في السودان وحمايته، والوصول في نهاية الفترة الانتقالية إلى انتخابات ترضي الشعب السوداني، ودعا إلى عدم الالتفات للشائعات ومحاولات الفتنة. كما دعا البرهان الذين لم يستجيبوا للسلام، بأن يتركوا السلاح جانباً.

رموز «البشير» يواجهون تهماً عقوبتها الإعدام
أعلن النائب العام السوداني، السر علي الحبر، أن النيابة العامة دونت بلاغات في مواجهة من كشف عنهم الرئيس المعزول عمر البشير أثناء محاكمته بأنهم تسلموا منه أموالاً ومن بينهم إدارة جامعة أفريقيا ورجل الدين المتشدد المناوئ لثورة ديسمبر عبدالحي يوسف.
وقال الحبر في مؤتمر صحفي بمطار الخرطوم، أمس: «شرعنا في التحقيق في الجرائم التي ارتكبت في إقليم دارفور (غرب البلاد) منذ 2003، التي توقف التحقيق فيها منذ 2008»، مشيراً إلى أن المتهمين في هذه الجرائم قيادات في النظام السابق. وأضاف الحبر أن لجنة تحقيق وطنية سابقة استطاعت أن تصل إلى متهمين من قيادات الأجهزة الأمنية ولكن التحقيق توقف. وأوضح الحبر أن جميع رموز النظام السابق يواجهون بلاغات جنائية، وأن المحكمة الدستورية عندما أصدرت قراراً بالإفراج عن عدد منهم لم تخاطب النيابة العامة.
وقال النائب العام، إن أحمد هارون أحد قادة السابق يُواجه ثلاث تهم خطيرة. وأشار الحبر إلى أن عدداً من رموز النظام السابق يواجهون تهماً تصل عقوبتها الإعدام ولا يمكن الإفراج عن مرتكبيها بالضمان. وأشار الحبر إلى أن النائب العام للنظام السابق أمر بحفظ عدد من بلاغات الفساد إلا «أننا ألغينا جميع أوامر الحفظ وشرعنا في التحقيق فيها».