أقرّت الحكومة اللبنانية بالإجماع، اليوم الخميس، بيانها الوزاري الذي يتضمن خطة عمل لإنقاذ مالي ومواجهة الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد.
وتضمنت مسودة البيان الوزاري، خططا عامة تشمل خفض أسعار الفائدة، وإعادة رسملة البنوك، وإعادة هيكلة القطاع العام وطلب دعم من مانحين أجانب.
وقالت وزيرة الإعلام منال عبد الصمد، اليوم بعد انتهاء جلسة عقدها مجلس الوزراء بحضور رئيس الجمهورية ميشال عون في القصر الرئاسي قرب بيروت، إن مجلس الوزراء وافق على الخطة مع بعض التعديلات، وصفتها مصادر وزارية بأنها طفيفة.
ولم يتضح على الفور ما التعديلات التي أُدخلت على البيان الوزاري المؤلف من 17 صفحة.
وسيتوجه رئيس الحكومة حسان دياب، الأسبوع المقبل، إلى البرلمان لنيل ثقته.
وتواجه الحكومة الجديدة تحدّيات كبيرة خصوصاً على الصعيدين الاقتصادي والمالي في ظل أزمة سيولة واحتجاجات مطلبية شعبية.
وأعلنت وزيرة الإعلام أن الحكومة أقرت بالإجماع البيان الوزاري.
وقالت إن رئيس مجلس الوزراء أطلق على الحكومة تسمية حكومة «مواجهة التحديات». ونقلت عن عون قوله «بعد نيل الحكومة الثقة، لا بد من العمل فوراً لتعويض ما فات من وقت».
وشكّل دياب في 21 يناير الماضي حكومة مؤلفة من 20 وزيراً، غالبيتهم أكاديميون ووجوه غير معروفة، قال إنها مؤلفة من اختصاصيين حصراً.
ونقلت وزيرة الإعلام عن دياب قوله، خلال الجلسة، إن البيان الوزاري «هو برنامج عمل يحدد تطلعاتنا وغير مستنسخ (..) وهو نتاج وقائع ودراسات ولا يحمل أي حسابات فردية».
وشهد لبنان، منذ 17 أكتوبر الماضي، مظاهرات غير مسبوقة تطالب بتحسين الخدمات العامة ومحاربة الفساد.
ويحدد البيان الوزاري خطوط برنامج عمل الحكومة وتوجهها السياسي العريض. ونقلت وسائل إعلام محلية أن البرلمان سيعقد جلسة يوم الثلاثاء المقبل لمناقشة البيان الوزاري للحكومة، تمهيداً لمنحها الثقة، التي ستنالها على الأرجح.
وتأمل الحكومة، بعد نيلها ثقة البرلمان ومباشرة عملها، أن تحظى بدعم المجتمع الدولي الذي يربط تقديم دعم مالي للبنان بإصلاحات هيكلية في قطاعات عدة وخفض العجز العام.
ويستقبل وزير المالية غازي وزني، غدا الجمعة، وفداً من البنك الدولي برئاسة مدير دائرة المشرق في البنك الدولي ساروج كومار جاه، وفق بيان عن مكتبه.
وشدّد المنسّق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، في تصريحات أمس الأربعاء، على أنّ الإصلاحات هي المدخل الوحيد للحصول على المساعدات المجمدة.
وأمل، خلال لقائه، وفداً من نقابة الصحافة أن «تأتي الحكومة الجديدة بخطة عمل واضحة... مع مهل»، موضحاً «بعد ذلك، سنحاول تقديم المساعدة، لكن يجب أن يبدأ مع عمل الحكومة واتخاذها رزمة إصلاحات حقيقية وتنفيذها بحزم».