أيمن زيدان: جمهور الشاشة صاحب ذاكرة ضعيفة
شدد الممثل السوري أيمن زيدان على ضرورة عدم وضع الدراما السورية موضع المنافسة أمام الدراما المصرية، لأن كل واحدة منهما تقدم لوناً مختلفاً، وفي المحصلة الكل يكمل المشهد العربي. ورفض زيدان أن ينصب نفسه كما يقول وصياً على أحد، ولا أن يكون ناقداً للدراما التي صنعته ويؤكد أن الدراما السورية، ما تزال الأنجح عربياً. أيمن يطل حاليا مع مسلسل “رايات الحق” في إعادة جديدة للعمل الذي جسد فيه إحدى الشخصيات المثيرة للجدل، حيث لعب دور مسيلمة بن حبيب الحنفي المعروف بلقب “مسيلمة الكذاب” بعدما ادعى النبوة في عصر النبي، وتناول المسلسل الجديد مرحلة مهمة في التاريخ العربي الإسلامي وهي الفترة التي أعقبت وفاة الرسول، حيث ارتدَّت مجموعة من القبائل العربية عن الإسلام. والمسلسل من تأليف محمود عبد الكريم، وإنتاج شركة بانة للإنتاج الفني وإخراج المخرج الأردني محمود الدوايمة. وكان زيدان جسد شخصية “أبي جهل” في المسلسل التاريخي “صدق وعده” الذي عرض قبل فترة.
فخ العولمة
الفنان السوري دخل مجال الدراما المصرية مع أول مسلسل بعنوان “عيون ورماد” هو أول عمل يقدمه باللهجة المصرية، بالإضافة إلى أنه قام بدور رجل شرير على غير عادته، وهو من تأليف د. أيمن عبد الرحمن، وإخراج د. خالد بهجت، وشارك في بطولته خالد الصاوي، وداليا مصطفى، وأسامة عباس، وياسر جلال، وهياتم، وسهام جلال، ومنة فضالي، ومها أبو عوف، وعدد من الوجوه الجديدة من بينها فريدة، وريم هلال، وحنان العربي، وسمية الجنايني. وجسد فيه شخصية محورية ومهمة على الصعيد العملي والاجتماعي، وتدعى “عبد العزيز مرجان”، وتدور عام 1990 خلال فترة الغزو العراقي للكويت. كما تناول مسألة العولمة ومحاولات تغيير هوية المنطقة، وفكرة وقوع المواطن العربي في فخ العولمة عقب انتهاء الحرب الباردة دون أن يعي العرب ما يُدبر لهم في الخفاء، فتبدأ الأحداث من حرب الخليج الأولى وصولا إلى سقوط بغداد، وما يليه من أحداث أثرت على العالم.
ضعف ذاكرة الجمهور
من جانب آخر، أشار زيدان إلى ضعف ذاكرة الجمهور المشاهد حاليا:”سأعترف بحقيقة قد لا يعرفها البعض وهي أن جمهور الشاشة صاحب ذاكرة ضعيفة نتيجة غزارة الإنتاج، ولا يعلق في ذهنه إلا كل ما هو جديد و”ساخن” أو بعض المحطات المهمة مع تقادم الزمن. أعتقد أننا قدمنا في الدراما بعض المحطات الراسخة ولا يمكن لعشرات البرامج أن تلغيها مثل “نهاية رجل شجاع” و”أخوة التراب” وغيرهما”.
وعن نظرته للدراما السورية في مواجهة الدراما التركية، قال “كل فنان يسأل عند نجاح أي مشروع فني مهما كانت هويته عن الإضاءة مثلاً: هل كانت مبتكرة؟ وهل يحمل العمل ذهنية إخراجية لافتة؟ وهل كان الديكور جميلا أم عاديا؟ وهل قدم العمل مواضيع لم يسبق التطرق إليها؟ وستكون الأجوبة كلها (لا). عندئذ يتحول السؤال للاختصاصيين الاجتماعيين لأنهم أكثر قدرة على التحدث عن هذه الظاهرة وبشكل متقن أكثر منّا. في الكثير من الأحيان تكون الدراما أشبه بتعويض عن احتياجات اجتماعية أو انتكاسات نفسية حيث نجد نموذجا متوخى لحياة مختلفة. عندما تعجز القوانين الفنية عن إيجاد الأجوبة يتحول الرد للقوانين الاجتماعية”.
وقال زيدان إنه جدد تجربته في التقديم بسبب إعجابه بفكرة “لقاء الأجيال” الذي حاول ردم الهوة بين جيلين مختلفين، مؤكداً أن البرنامج ليس معرفياً فقط وإنما من شأنه أن يلعب دورا اجتماعياً مهماً. ولفت إلى أنه ليس بالضرورة أن يتحول كل ممثل إلى مقدم برامج ناجح “لا أعتقد ذلك. وليس بالضرورة أن يكون كل ممثل مقدما ناجحا أو العكس، فالتقديم بنظري له فضاءات أخرى ومختلفة وأنا أرى أن الممثلين الناجحين في التقديم والذين دخلوا هذا النفق بإضاءة جديدة هم قلائل.. الممثل الذي يتحول إلى التقديم إن لم يخط خطوة إضافية ويتمكن من خلالها من حمل سماته كممثل للبرنامج نفسه سيكون مجرد مذيع فقط..
البرامج تستطيع أن تحمل معها إمكانيات الممثل وتوظيفها واستثمارها في هذا المنحى، وبرنامج “سوبر ديو” من البرامج التي تحمل فضاءات لاستخدام المهارات التمثيلية”.
المصدر: بيروت