متحف شرطة دبي يؤرخ لـ 55 عاماً من الإنجازات
ما بين عامي 1956 و2011 خمسة وخمسون عاماً احتفظ بها متحف شرطة دبي بالصور والأدوات والوثائق، وصندوق برتقال يعود إلى الثمانينات من القرن الماضي، وحبة فجل اجتهد تجار السم في إخفاء المخدرات في ثناياها إلا أن يقظة الأجهزة الأمنية في القيادة العامة للشرطة دبي كانت لهم بالمرصاد على اختلاف الفارق الزمني الفاصل بين الأحداث.
وجاءت فكرة إنشاء المتحف بهدف تأريخ وتوثيق ما قام أفراد الشرطة ليتعلم منهم أجيال المستقبل، بالإضافة إلى إبراز التراث الحضاري والوجه المشرق للشرطة.
بدايات التشييد
خلال الفترة الانتقالية من قيادات بريطانية إلى قيادات عربية لشرطة دبي، كان ثمة معالم قديمة من ملابس وتجهيزات على وشك الإتلاف، فكان المتحف الحاضن لها، وتشكل فريق عمل بإشراف اللواء عبدالرحمن رفيع مدير الإدارة العامة لخدمة المجتمع، وقام بالاستعانة بمصممين وفنيين لجمع المعلومات والمقتنيات وكل ما يتعلق بالمرحلة، واستغرق ذلك مدة لا تقل عن سنتين في ظل الاجتماعات وتبادل الأفكار والتوجيهات، وتم تحديد موقع المتحف القديم، وكان عبارة عن مكان لورشة أنشأتها الإدارة العامة للخدمات والتجهيزات، وتم البدء في تشييد المتحف عام 1985م وافتتاحه 19 نوفمبر1987م.
ويعتبر متحف شرطة دبي أول متحف مؤسسي تابع لجهة حكومية في الدولة بشهادة هيئة دبي للثقافة كما تمت إضافته إلى قائمة المتاحف العربية، وبلغ عدد زوار المتحف خلال العام الماضي 2107 زوار.
وبينت حنان عبيد الشامسي مسؤولة المتحف أن مقتنيات المتحف في تزايد مستمر، إضافة إلى القضايا الجديدة من قضايا المخدرات والقتل، كما تم تزويد المتحف بمنتجات المؤسسات العقابية التي يعرض جزء منها للبيع في دكان المتحف، كما قمنا بإضافة مجموعة من الآلات الموسيقية التابعة للفرقة الموسيقية في أكاديمية شرطة دبي. للمتحف لغته الخاصة به، فبمجرد عبور البوابة الخشبية للمتحف، تتوزع على يمين الزائر ويساره مجموعة من القاعات تخفي كل قاعة في أرجائها قصصا وقضايا وأحداثا بدأت تروي مجرياتها منذ عام 1956 ولغاية يومنا الحاضر، وقبل الدخول إلى القاعات يرى الزائر على يمين المدخل لوحة لكبار الزوار.
لغة المكان
وقبل أن يصل الزائر إلى الممر تستوقفه خمسة أبواب خشبية يعبر من خلالها إلى التاريخ، فالقاعة الأولى وهي القاعة الخاصة بسعادة الفريق ضاحي خلفان تميم، قائد عام شرطة دبي، تشتمل على المرسوم الذي تم فيه تعيينه قائداً عاماً لشرطة دبي في عام 1980، وقربه الهدايا التي أهديت لسعادته من داخل الدولة ومن مختلف الدول الصديقة والشقيقة، بالإضافة إلى الجوائز التي تسلمها سعادته، مثل جائزة تكريمه من قبل الأمم المتحدة لاختياره أبرز شخصية عربية للعام 2001 في مجال مكافحة المخدرات والتي قام بتسليمها له الدكتور مهدي علي الممثل الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا لبرنامج الأمم المتحدة، كما تم منح سعادته الدبوس الذهبي من المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وهو أعلى وسام يمنح لأول شخصية عسكرية وكان ذلك في 4/4/2007.
قاعة اليوبيل الذهبي تشتمل على صور خاصة بالاحتفالات التي أقيمت بمناسبة مرور خمسين عاماً على إنشاء شرطة دبي، وتجسد هذه الذكرى العطرة الإنجازات التي حققتها شرطة دبي، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو العربي أو الدولي، كما يتعرف الزائرون لهذه القاعة على التسلسل التاريخي لتشكيلات قيادات شرطة دبي المتعاقبة، ابتداء من تولي أول قائد عام لشرطة دبي في عام 1956 وهو البريطاني بيتر اتش كلايتون، ومن ثم بيتر جورج بعد عامين، ليأتي أول قائد إماراتي تولى منصب القائد العام، وهو عبد الله أبو الهول في عام 1975، حيث كان الفريق ضاحي خلفان مدير الشؤون الإدارية والمالية في ذلك الوقت، وقبل توليه منصب القائد العام في عام 1980. وهناك صور لعدد من قادة وضباط ورتبهم العسكرية على اختلاف المراحل الزمنية، كما تشتمل معروضات هذه القاعة على ركن خاص بالصور التذكارية المتنوعة.
قاعة المشاركات الاجتماعية تشتمل على قسم خاص بحملات التوعية المرورية، وهي نماذج من ملصقات حملات التوعية الأمنية المرورية التي تنظمها شرطة دبي سنوياً بهدف التقليل من حوادث السير، وكان تاريخ أول حملة في عام 1984، وقسم خاص بمشاركة شرطة دبي في إنقاذ منكوبي زلزال «بم» في إيران وبعض الدول الأخرى، وقسم خاص بالأسلحة العراقية والتي تم إحضارها من الكويت وذلك بعد تحريرها في عام 1991.
قسم خاص بالحرف اليدوية ويضم الصناعات والمشغولات اليدوية التي يقوم بإنجازها السجناء، ويشتمل على معروضات يتم بيعها بأسعار رمزية لزوار المتحف، مثل الشعارات الخاصة بالشرطة، والساعات والحقائب والميداليات والكروت الخاصة باليوبيل الذهبي.
بين الماضي والحاضر
قاعة التجهيزات العسكرية والفنية، تشمل مجموعة من الأسلحة القديمة والحديثة، وكذلك الأجهزة القديمة مثل أول رادار بحري كانت تستخدمه القوات البحرية في الستينات، وأول رادار لرصد مخالفي السير والمرور وكذلك الأزياء القديمة الخاصة بشرطة دبي، بالإضافة إلى الشارات والرتب العسكرية ومسمياتها من الماضي والحاضر.
ومن الأمور اللافتة التي تحتويها هذه القاعة جهاز كمبيوتر ناطق يسجل أماكن تواجد الضباط والمسؤولين في الشرطة حسب أرقام نداءاتهم بحيث يتم وضع المؤشر على أحد الأرقام فيبين مكان وجود الضابط برسالة صوتية.
أما قاعة التحريات والأدلة الجنائية، فتشمل على إنجازات الشرطة في مجال مكافحة المخدرات التي تتمثل في عرض بعض الوسائل التي استخدمت في تهريب وإخفاء المخدرات.
المصدر: دبي