شادي صلاح الدين (لندن)
أقر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» جياني إنفانتينو بأن استضافة قطر لـ48 منتخباً في بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 أمر صعب جداً، وشدد في تصريحات لصحيفة «الجارديان» البريطانية على أن استضافة دول أخرى لبعض المباريات هو النتيجة المنطقية المحتملة لدراسة الجدوى الخاصة بتوسيع فرق المونديال.
وأصر إنفانتينو على خطته بزيادة عدد فرق المونديال من 32 إلى 48، وهو ما يعني استضافة الدول المجاورة لقطر لبعض المباريات، على عكس رغبة الدوحة. لكنه اعترف في الوقت نفسه بأن فرص زيادة عدد المنتخبات قليلة، معرباً عن تمنياته بأن تساعد كرة القدم في تقليل التوترات في المنطقة وخاصة مقاطعة الدول العربية (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) للدوحة. وقال «ربما تكون كرة القدم وسيلة لبناء الجسور. لقد شهدنا كذلك مع تقديم الملفات لاستضافة بطولة عام 2026، ومنح الحق في تنظيم كأس العالم لثلاث دول هي الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، والتي أعتقد أنها لا تملك أيضاً أفضل العلاقات السياسية أو الدبلوماسية. لكن كرة القدم تصنع المعجزات، كما نعرف».
وتابع إنفانتينو «من الواضح أن العلاقة مع الدول المجاورة لقطر هي عامل يعقد الوضع. لكن من ناحية أخرى، وعلى الرغم من وجود علاقات دبلوماسية معقدة أو صعبة، عندما يتعلق الأمر بكرة القدم يتحدث الناس مع بعضهم البعض»، لافتاً إلى أن المنتخبات القطرية لا تزال تلعب في منافسات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ضد فرق من الدول الأخرى في الخليج والشرق الأوسط. وأشارت الصحيفة إلى أن اللجنة المنظمة للبطولة تتعاون مع دراسة الجدوى التي تجريها الفيفا لزيادة عدد منتخبات المونديال، لكن الدوحة غير متحمسة لهذا الأمر مشيرة إلى التوترات في علاقة قطر بدول المنطقة بسبب مواقفها السياسية المثيرة للجدل. وعاد رئيس «الفيفا» للحديث عن خططه لزيادة عدد منتخبات المونديال، قائلاً «تمتلك قطر ثمانية استادات وتستعد لبطولة كأس العالم التي تضم 32 منتخباً. بالطبع الأمر لا يحتاج إلى عبقرية إينشتاين لكي تعلم أنه قد يكون من الصعب تنظيم مونديال بمشاركة 48 منتخباً في ثمانية استادات في بلد واحد». وتابع»لذا ربما يتعين أن نتطلع إلى مشاركة بعض المباريات الإضافية خارج هذا البلد، وهو ما يضع بعض التعقيدات والصعوبات الإضافية بالطبع، وسيتم النظر فيها».
وتابع»هناك مناقشة مفتوحة وصريحة. إذا كان ذلك ممكناً، فأنا سعيد جداً. إن لم يكن، ولا تزال البطولة منظمة بمشاركة 32 منتخباً، فأنا سعيد للغاية في أي حال. ولكن لن أكون سعيداً إذا لم نجربها. إذا كان ذلك سيساعد كرة القدم، فهذا عظيم. إذا كان لها تأثير جانبي، فلديها تأثيرات أكثر إيجابية في المنطقة، بل هي أفضل من ذلك، لأن هذه المنطقة، خاصة في المناخ الحالي، مهمة جداً للعالم بأسره». وعندما سئل عما إذا كانت المملكة العربية السعودية يمكن أن تصبح دولة مضيفة لمباريات البطولة المقبلة، أجاب رئيس «الفيفا»، «نحن بحاجة إلى أن نأخذ في الاعتبار الوضع الجيوسياسي، على أمل أن تتطور الأمور، ليس لكرة القدم ولكن للعالم. وإذا كان أي نقاش حول كأس العالم يمكن أن يساعد بأي وجه من الوجوه على جعل الوضع يتطور في تلك المنطقة، فيما يتعلق بالمملكة العربية السعودية، فقد يكون له تأثير جيد». وقال في ختام تصريحاته»أنا لا أتظاهر بأننا نقوم بكل شيء بشكل مثالي، بالتأكيد لا.. نحن نرتكب الكثير من الأخطاء، لكننا نحاول العمل بطريقة صادقة».