أسهمت مهندستان مواطنتان في تطوير تقنية جديدة لرفع قدرة آبار نفطية ضئيلة الإنتاج (خاملة) تابعة لشركة أبوظبي العاملة في المناطق البرية “أدكو”. ونجحت التجارب الأولية التي قام بها فريق بحث يضم المواطنتين على 10 آبار تابعة لحقل ساحل، عبر حقنها بأحدث وسائل التكنولوجيا الحديثة في صناعة النفط والغاز، وإعاقة حركة السائل في الخزان البترولي. وقال عبدالمنعم الكندي الرئيس التنفيذي لـ”أدكو” إن الشركة قامت بتجربة حفر بئرين بضغط أقل من ضغط المكمن نفسه في حقل ساحل بهدف رفع إنتاجية منابع تلك الآبار في خطوة تعد الأولى من نوعها في المنطقة، ضمن خطة الشركة الرامية إلى رفع طاقتها الإنتاجية الحالية إلى 1,8 مليون برميل يوميا. وقال الكندي لـ”الاتحاد” إن إنتاج بعض المكامن ارتفع من 500 برميل يوميا إلى 1500 برميل يوميا من خلال تطوير التقنية الجديدة. وأضاف الكندي أن من شأن الخطوة ايضا تقليل التكاليف والمحافظة على استدامة تلك الحقول في الإنتاجية في اتجاه الاستغلال الأمثل لموارد الأرض.?وقال إن المشروع لن يكون الأول من نوعه على مستوى الدولة أو مستوى الخليج العربي فحسب بل سيكون المشروع الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط بشكل عام. وأضاف الكندي أن فرق البحث الفنية المتخصصة التابعة للشركة نجحت بعد عدة دراسات في الحصول على نتائج إيجابية مكنت الشركة من حفر تلك المكامن. وقال “النتائج سيتم تعميمها على بقية حقول الشركة”. وأشاد الكندي بجهود الكوادر المواطنة وفرق العمل التي أسهمت بالوصول الى هذه النتائج الإيجابية، موضحا ان الفريق شمل عناصر نسائية أسهمت وبشكل فاعل في جهود الشركة للوصول إلى أفضل المعايير والنتائج في عمليات التنمية والتطوير للحقول البرية. وقدمت المهندستان المواطنتان اللتان تعملان ضمن فرق العمل والبحث التابعة للشركة ورقتي عمل خلال معرض أبوظبي للنفط والغاز الذي اختتم اعماله الاسبوع الماضي وشرحتا تفاصيل المشروع الرائد الذي تقوم “ادكو” بتطويره. وقالت المهندسة طيبة الهاشمي، مدير العمليات والتكنولوجيا في حقل (ساحل/ شاه/عصب) بشركة أدكو لـ”الاتحاد” إن ورقة العمل التي قدمتها بعنوان “احدث تطبيقات الانتاج اثناء عملية الحفر في الابار” تهدف إلى تحقيق الرؤية المستقبلية 2020 لـ”أدكو”. وقالت “قامت شركة بإجراء دراسات موسعة عبر فرق فنية تم تشكيلها للقيام بالبحث في معظم المكامن النفطية التابعة للشركة لمعرفة مدى تأثر المكامن اثناء عمليات الحفر، حيث اظهرت تلك الدراسات التأثير السلبي لاستخدام السوائل المستخدمة في عمليات الحفر الحالية أثناء الضغط “تحت السطحي “خلال عمر البئر”. وأوضحت أن الدراسة خلصت الى وجوب حفر البئر بضغط اقل من ضغط المكمن البترولي نفسه حتى يتسنى التقليل من الآثار السلبية الناتجة من تلك العملية في الحالات السابقة، مشيرة الى أن “ادكو” طبقت هذه التقنية في أحد المكامن النفطية في حقل ساحل والتي تتميز بطبيعة مسامية ونفاذية ضعيفة في جدران طبقات تلك البئر أسهمت في نجاح التجربة وايضا ضاعفت من إنتاجية تلك البئر وزيادة العمر الافتراضي لإنتاجيته. وأشارت إلى أن التجربة أظهرت نتائج غير متوقعة لفرق البحث التابعة للشركة في البئر الاولي، حيث تضاعف الانتاج بنسب كبيرة، إضافة إلى كم المعلومات الخاصة بالتراكيب الجيولوجية الخاصة بالبئر من حيث إمكانية معرفة اذا ما كانت الطبقات الجيولوجية المرتبطة بالبئر طبقات مساعدة أم العكس. وأضافت الهاشمي أن تجربة الحفر الجديدة اثبتت قدرة مضاعفة انتاج البئر ثلاث اضعاف الانتاج الطبيعي الحالية اضافة إلى تخفيض تكاليف الإنتاج مما يعني امكانية تعميم هذه التجربة على الآبار الأخرى التابعة للشركة. ومن جانبها، قالت المهندسة عائشة المرزوقي، مهندس بترول أول/ حقل بوحصا، في ورقة العمل التي قدمتها في “اديبك” أيضا بعنوان “التعميم والترشيد الامثل لتجزئة حفرة البئر باستخدام أجهزة التحكم في التدفق الداخلي” إن نجاح التجربة التي أجرتها الشركة في عملياتها في اختبار مضاعفة انتاج المكامن الخاملة (ضئيلة الانتاج) في الابار التي تتراوح أعماقها الافقية ما بين 1000 و 6000 قدم أسهمت بتوفير البدائل والحلول المناسبة والتكنولوجيا والتقنيات الحديثة اللازمة لتنفيذ تلك الاستراتيجيات ووضع الحلول المناسبة لها بأفضل التكاليف. وأوضحت أن الدراسات أثبتت وجود ثغرات جيولوجية وفنية تمكن طاقم العمل من التعرف عليها وتم إيجاد خطط بديلة لتنفيذها خلال الأعوام الماضية وصولا إلى النتائج الحالية. اضافت المرزوقي لـ”الاتحاد” أن فريق البحث تمكن من تطبيق التجربة بنجاح.وأشارت إلى أن الشركة طبقت التجربة على 10 آبار أثبتت نجاحاً ملحوظاً من خلال زيادة إنتاجها وإعاقة حركة السوائل في الخزان البترولي. وأشارت المرزوقي إلى أن “أدكو” قامت بإجراء دراسة أخرى من حيث دمج هذه التقنية مع تقنيات جديدة للعمل على مضاعفة إنتاجية الآبار ورفع مستوى المكامن، حيث تبين أن هناك قابلية لزيادة الاحتياطي النفطي لكل بئر بما يتراوح بين 5 إلى 7 ملايين برميل، والعمل على التحكم بهذه الآبار من حيث الإنتاج ووقف زحف المياه إليها. ومن هذا المنطلق، تخطط الشركة لتطبيق هذه التقنية الجديدة في بئرين جديدتين مطلع العام المقبل في حقل بوحصا كجزء من عمليات التطوير لأكبر حقول الشركة. ? وتسعى «أدكو» إلى زيادة إنتاجها إلى 1,8 مليون برميل يومياً بحلول عام 2017 في إطار خطة تبلغ تكلفتها الإجمالية 45 مليار درهم. وكانت “أدكو” قد قامت بالتنسيق مع شركة مصدر نوفمبر العام الماضي ايضاً المرحلة التجريبية لمشروع حقن غاز ثاني أكسيد الكربون في مكامن النفط بحقل الرميثة وذلك في إطار سعي «أدكو» لتحسين عملية استخلاص النفط والمساهمة في الجهود الرامية لاحتواء الانبعاثات الكربونية.