سامي عبد الرؤوف (دبي)

أكّد مسؤولون بالعمل الخيري، أن إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عام 2020 «عام الاستعداد للخمسين» يمثل انطلاقة جديدة لتحقيق التنمية الشاملة في الدولة وتعزيز الدور الإنساني للإمارات على المستوى العالمي.
وكشف هؤلاء المسؤولون، في تصريحات خاصة لـ« الاتحاد»، عن تنفيذ العديد من البرامج والأنشطة والمبادرات الإنسانية على المستويين المحلي وخارج الدولة في الكثير من بلدان العالم، انطلاقاً من ريادة الإمارات في العمل الخيري على مستوى العالم، وما حققته من إنجازات في هذا المجال.
وأشاروا، إلى استعداد القطاع الخيري والإنساني ومؤسساته في الدولة بصورة علمية مدروسة ومتكاملة لعام الاستعداد للخمسين العام المقبل 2020، امتثالاً لتوجيهات ورؤية قيادة الدولة الرشيدة، وترجمة لسياسة دولة الإمارات، في أن يكون 2020 عام الانطلاقة الكبرى، وإطلاق مسيرة «الخمسين» الثانية.
وقالوا: «أبناء الإمارات متحفزون لـ50 عاماً أخرى من البناء والتنمية، والقطاع الإنساني أحد ركائز الخطط التنموية طويلة المدى».

خطط طموحة
في البداية، قال عابدين طاهر العوضي، مدير عام جمعية بيت الخير: «شهدت دولة الإمارات منذ قيام الاتحاد تطورات في شتى القطاعات، وفق خطط واستراتيجيات طموحة تهدف إلى تسخير الوسائل والإمكانات لتحقيق التنمية المستدامة، وقد حققت الدولة بسواعد أبنائها إنجازات كثيرة جعلتها تحظى بمكانة مرموقة عالمياً».
وأضاف: « واكبت (بيت الخير) التطور الذي شهدته الدولة في ظل قيادتنا الرشيدة، لاسيما في مجالات الجودة والحوكمة وبناء الكوادر وتدريبها، فأدخلت الأنظمة الإلكترونية لضبط الأداء، وتسريع الإجراءات، وتحقيق رضا المانحين والمستفيدين».
وأشار العوضي، إلى أن الجمعية سعت لتكون الأولى في تقديم المساعدات داخل الدولة، من خلال الإبداع والابتكار في العمل الخيري، وإسعاد المستفيدين، والارتقاء بمؤشرات التكافل الأسري والتلاحم المجتمعي، ومواكبة كل ما يتعلق بتحقيق رؤية الإمارات 2021.

تنويع الدخل
وأكد، حرص «بيت الخير» على تنويع مصادر الدخل، والأوقاف بشكل خاص، مشيراً إلى أن الجمعية تولي اهتماماً خاصاً بالأوقاف كمصدر من مصادر الدخل الثابتة والمستمرة، تلبية لاحتياجات الفئات المستحقة للمساعدة في الجمعية.
وقال العوضي: «اتخذ مجلس إدارة الجمعية قراراً بزيادة الأوقاف بحيث تغطي في المستقبل 50% من مواردها، لتحقيق الاستدامة في الموارد، وقد بدأت (بيت الخير) إجراءات إنشاء وتنفيذ وقفين جديدين أحدهما في منطقة النهدة في دبي والآخر في إمارة رأس الخيمة، ليتم استلامهما في عام الاستعداد للخمسين».
وأشار العوضي، إلى أهمية التعاون والتكامل الخيري، وضرورة تضافر الجهود الخيرية لتحقيق قفزة نوعية في العمل الإنساني في الفترة المقبلة.
ونوه بمشاركة «بيت الخير» في تأسيس وتمويل مركز غسيل الكلى بدبي، الذي يشكل نموذجاً للتعاون الخيري، حيث يقام كمبادرة مشتركة أطلقتها دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي بالتعاون مع هيئة الصحة.
ويشارك في تمويل المشروع بالإضافة إلى «بيت الخير»، «دار البر» و«دبي الخيرية»، وقد تم إنجاز ما يقارب 17% من إجمالي مشروع حتى الآن، على أن ينتهي في شهر سبتمبر من العام المقبل 2020.

برامج ومبادرات
من جانبه، أكد سعيد مبارك المزروعي، نائب المدير العام، أن إعلان عام 2020 «عام الاستعداد للخمسين»، فرصة لتجديد الولاء للقيادة الرشيدة لتحقيق المزيد من الإنجازات، في كافة المجالات، ومن بينها العمل الإنساني والخيري.
وقال: «نشأت دولة الإمارات على يد الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ونهضت بعهده إلى جانب إخوانه حكام الإمارات، الذين كانوا أصحاب الرؤية السديدة، والتوجيهات الحكيمة، وأساس جميع الإنجازات». وأضاف: «سطرت دولتنا الإنجاز تلو الإنجاز، وما زالت تحقق أروع الإنجازات في كافة المجالات، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وإلى جانبه أخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأصحاب السمو حكام الإمارات».
ولفت المزروعي، إلى أن «بيت الخير» تستعد في الوقت الراهن بإعداد برامج ومبادرات للمشاركة في العام 2020، لنواكب خطط دولتنا ومسيرتها الرائدة، فلكل مؤسسة وفرد دور في الاستعداد للمرحلة القادمة، لتظل دولتنا دائماً في مصاف الدول المتقدمة.
وشدد المزروعي، على أن إعلان 2020 عام الاستعداد للخمسين، يحمل الأفراد المسؤولية بالاستجابة لتوجيهات القيادة، لأن الأفراد هم أساس البناء، وأساس المجتمع، داعياً كل فرد أن يؤدي واجبه بإخلاص واجتهاد في المرحلة المقبلة، لنكون دائماً في الصفوف الأولى في العمل الخيري على كافة الأصعدة.

الاستعداد المؤسسي
من جانبه، أكد عبد الله علي بن زايد الفلاسي، المدير التنفيذي لجمعية دار البر، أهمية استعداد القطاع الخيري والإنساني ومؤسساته في الدولة بصورة علمية مدروسة ومتكاملة لعام الاستعداد للخمسين العام المقبل 2020، امتثالاً لتوجيهات ورؤية قيادة الدولة الرشيدة.
وأشار إلى أن هذا الاستعداد ترجمة لسياسة دولة الإمارات، في أن يكون 2021، الذي تستكمل فيه الدولة 50 عاماً على تأسيسها، عام الانطلاقة الكبرى، كما أرادت القيادة، وعام التنمية والبناء والتطوير والتحديث، وإطلاق مسيرة «الخمسين» القادمة، بالعمل الدؤوب والاستعداد لإحداث قفزة تنموية كبرى ومستدامة في مسيرة دولة الإمارات، بجانب الاحتفاء بخمسين عاما مضت من النجاح والازدهار.
وأكد الفلاسي، أن أبناء الوطن متحفزون وعلى أهبة الاستعداد لبناء الخمسين عاما القادمة، والعمل والتخطيط من أجلها، في حين أن جميع مؤسسات الوطن وقطاعاته المختلفة منوطة بمسؤولية الإعداد والعمل والتخطيط لـ2020 و2021، وللخمسين عاماً القادمة، التزاماً بمسؤولياتها الوطنية.
وأشار إلى أن قيادة الدولة تهدف إلى تطوير الخطط والمشاريع التنموية وآليات التفكير بها، في ظل ما صممه فريق الآباء المؤسسين لحياتنا ودولتنا ومسيرتنا اليوم. وصولا إلى التخطيط للمستقبل، وتصميم الخمسين عاماً القادمة، للأجيال الجديدة من أبناء الإمارات.
وبين الفلاسي، أن دولة الإمارات، برؤية قيادتها الحكيمة، تصب اهتمامها وخططها التنموية، الباحثة عن الاستدامة والتقدم والريادة عالميا، على إحداث قفزات واسعة ونوعية في الاقتصاد والتعليم والبنى التحتية والصحة والخدمات إجمالا والإعلام وكافة القطاعات الأخرى، والعمل بروح الفريق الواحد، بروح الاتحاد، وبروح الشيخ زايد، ونقل قصة الإمارات إلى العالم، نحو بناء «إمارات المستقبل».
وشدد الفلاسي، على أهمية قراءة ودراسة التوجيهات والرؤى، التي طرحتها قيادة الدولة في مبادرة الاستعداد للخمسين عاما، ومن أبرزها العمل سويا في جميع القطاعات، مواطنين ومقيمين، وأن نكون متحدين.

خطة تنموية
وقال المدير التنفيذي لجمعية «دار البر»: إن المؤسسات الإنسانية الإماراتية، بوصفها تمثل قطاعاً حيوياً واستراتيجياً، يشكل إحدى ركائز الخطط التنموية طويلة المدى، يجب أن يبدأ العمل والتخطيط الفوري استعداداً لـ«عام الاستعداد للخمسين»، وللخمسين عاماً الجديدة من التقدم والتنمية والاستدامة والازدهار».
وأضاف: «هذه الاستعداد يكون عبر وضع خطط تنموية مستدامة واضحة واستراتيجية طويلة المدى، قابلة للتطبيق العملي، وتحديد الأهداف المرحلية المتدرجة، وتوفير الموارد والإمكانيات وتأهيل القوى البشرية، من المواطنين والمقيمين، لتنفيذها وتحويلها إلى واقع عملي، وهو ما تعكف عليه جمعية دار البر حالياً».
وكشف الفلاسي، أن «دار البر» تعمل حالياً، بواسطة فريق عمل متخصص لديها، على وضع خططها وبرامجها ومبادراتها الخاصة بالعام المقبل عام الاستعدادات للخمسين، وستعلن عنها في وقت لاحق بصورة مفصلة.

التوسع خارجياً
من جهته، أعلن أحمد مسمار، أمين سر جمعية دبي الخيرية: «أن الجمعية وضعت خطتها للعام المقبل، باعتباره عام الاستعداد للخمسين، ومن أبرز ما تضمنته خطة الجمعية التوسع في مشاريع الجمعية بالدول التي تنفذ فيها مشاريع».
وأضاف: «أيضاً سنركز على برامج المساعدات في الداخل لتعزيزها والرفع من كفاءتها، وبذلك تكون جمعية دبي الخيرية، عملت في اتجاهيين متوازيين، التوسع في مشاريع الخارج، وتعزيز جودة البرامج داخل الدولة».
وأشار مسمار، إلى أن الجمعية ستركز في العام المقبل على احتياجات وبرامج التعليم والصحة، باعتبارهما الركيزة الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة في أي مجتمع، منوها بالدور الكبير الذي تلعبه دولة الإمارات في مجال العمل الإنساني، مما جعلها دولة رائدة في هذا المجال وتأتي في المرتبة الأولى عالميا لعدة سنوات في حجم المساعدات السنوية مقارنة بحجم الناتج القومي.

حفر الآبار
إلى ذلك، ذكر عمر خلفان، المدير التنفيذي لمؤسسة «بي كايند»، أن المؤسسة قررت بالتعاون مع شركائها من المؤسسات الإنسانية، حفر 100 بئر العام المقبل في دول آسيوية وأفريقية، ضمن خطتها للمشاركة في عام الاستعداد للخمسين، تنفيذاً لتوجيهات القيادة.
وأشار خلفان، إلى استكمال المؤسسة العام المقبل، مشروع حفر 12 بئراً في 7 دول، هي: سيراليون، توغو، باكستان، طاجيكستان وقرغيزستان، وقد تم البدء بكل من النيجر والهند بسبب شدة الحاجة لمياه الصالحة للشرب في المنطقتين اللتين سيتم تنفيذ بئر في كل واحدة منهما، لخدمة شريحة كبيرة من المحتاجين لمياه الشرب.
وأوضح خلفان، أن نوعية الآبار التي سيتم حفرها في الدول السبع المختارة، سيتحدد حسب نوعية وطبيعة التربة في المنطقة المختارة، مشيراً إلى الدور الكبير الذي ستوفره هذا الآبار، فبدون توفر مياه نظيفة، ستظل الأسر والمجتمعات عالقة في دائرة الفقر لعدة أجيال.