هناء الحمادي (أبوظبي)

يظل مهرجان الشيخ زايد التراثي، حدثاً ثقافياً عالمياً يجمع العديد من حضارات وعادات وثقافات الشعوب المشاركة في المهرجان، ومنذ انطلاقه تشارك عشرات الدول بعرض مختلف جوانب حضاراتها من الثقافة، والأسواق الشعبية، والمنتوجات، والحرف التقليدية، والأهازيج الفلكلورية.
ويحمل جناح طاجكستان، عادات وثقافات، حيث يسعى المشاركون إلى إعطاء صورة جميلة عن الشعب الطاجكستاني، الذي لا ينفصل عن تراثه وماضيه العريق، وتشارك محال متعددة تتنوع فيها البضائع والملابس التقليدية التي تمثل فلكلور الشعب الطاجيكي بتبايناته، إضافة إلى معروضات الجلد الطبيعي والصوف، المنتشرة بشكل كثيف، فضلاً عن السجاد المصنوع يدوياً، الذي يفتخر به شعب طاجكستان باعتباره الأفضل عالمياً، وأكد تجار الجناح أن مشاركتهم في مهرجان الشيخ زايد، عاماً بعد عام، تعود عليهم بالفائدة الكبيرة؛ نظرا للإقبال الشديد الذي يشهده من قبل الزوار من مختلف الجنسيات.
وقالوا: إن الزوار يقبلون على شراء المنتجات بشكل كبير، لما تتمتع به من شهرة عالمية وجودة عالية، خصوصاً السجاد المصنوع يدوياً من الصوف، والمعاطف والقبعات والسجاد المصنوع يدوياً من جلود الحيوانات.

مياه طبيعية
يعرض بوكاريز امروف مياهاً نقيةً في محله، من مياه الأنهار العذبة والمياه الجليدية الطبيعية، إذ تتميز طاجكستان بالأنهار العذبة، ويقول: « تغطي معظم مساحة أراضي جمهورية طاجكستان مرتفعات وجبال، وتمتلك موارد مائية ضخمة تنحدر من تلك المرتفعات ومن أحضان الجبال الشامخات، نحو سهول ووديان بقية بلدان آسيا الوسطى، لتكون شرياناً أساسياً للحياة في كافة هذه المناطق».
ويضيف: «تعد بحيرة ساريز التي تحيط بها الجبال المذهلة الخيار الأمثل لمُحبي المياه العذبة النقية والطبيعة الجميلة، فهذه البحيرة توفر إمكانية ممارسة الرياضات البحرية، إلى جانب كونها مكاناً مثالياً للاستجمام والراحة للباحثين عن الهدوء والمناظر الطبيعية الخلابة، مشيراً إلى أن أفضل فترة لزيارة البحيرة في يونيو وسبتمبر، وهي الأشهر الأمثل لهذه الرحلة، مما يجعل البحيرة مزدحمة ويصعب السفر خلال الشهور الأخرى، وشهر يوليو، يعتبر شهر السياحة الطاجيكية، فهو يتميز بسخونته، مقارنة مع الشهور المذكورة، وكذلك فإن شهر أبريل يمكن أن يكون جميلاً للسفر، خصوصاً مع تفتح الأزهار.
ولفت إلى أن مشاركة جناح طاجكستان في مهرجان الشيخ زايد، تحظى بإقبال الكثير من الزوار، الذين يشترون كميات كبيرة من هذه المياه الجليدية الطبيعية لما تمتاز به من مذاق جميل، وقد طبع على زجاجات المياه شعار عام التسامح.. وعن مشاركة جناح طاجكستان في المهرجان يؤكد أنه تجربة جديدة وجميلة، حيث يعد المهرجان فرصة لتلاقي الشعوب بعاداتها وتقاليدها وحضاراتها المختلفة، ففي كل عام يشهد إقبالاً جماهيرياً كبيراً، وذلك بسبب تنوع الفعاليات والأنشطة التي تقام يومياً على مدار أيامه.

عسل طبيعي
وتشتهر أيضاً جمهورية طاجكستان بالعسل الطبيعي من «زهرة القطن»، ويقول شوت هبوز: «عسل القطن نوع من العسل يستخرج من رحيق أزهار وأوراق القطن، ويتميز بأنه ذو رائحة جميلة، وكثافته خفيفة، وطعمه لذيذ، كما يتميز بسرعة التجمد وتحول لونه إلى اللون الأبيض النقي كالثلج، أو مائل إلى اللون الأصفر، ويحتوي على العديد من العناصر الغذائية، مثل «الحديد، كما يحتوي على نسبة عالية من سكر العنب وسكر الفواكه».
ويضيف: «يستخدم العسل غالباً في طاجكستان لتحلية المأكولات، وفي العلاج عن طريق أخذ ملعقة أو ملعقتين، وتذويبهما في كأس من الماء الدافئ ثم التحريك جيداً، ويتم تناوله مرتين يومياً، ويفضل تناوله قبل الأكل بنصف ساعة، أو بعد الأكل بساعتين، أي على معدة فارغة، كما يستخدم كدهان خارجي لعلاج الأمراض الجلدية والحروق، وذلك عن طريق دهنه مباشرة وهو خام، دون إضافة أي مادة له على المنطقة المصابة مرتين أو ثلاث مرات يومياً، مبيناً أنه في موسم الشتاء يكثر القطن في الكثير من المزارع، وغالباً ما يأتي العسل في طاجكستان باللون الأصفر أو الأبيض، ويكون مضافاً له المكسرات، حيث يفضل البعض تناوله بالمكسرات، مما يضفي مذاقاً لذيذاً وشهياً.

مكسرات طاجكستان
ولابد لمحبي المكسرات في جناح طاجكستان من أن يشتروا بعضاً من اللوز والجوز والمشمش المجفف، وعن ذلك يقول كرشيد توهير: تعتبر المكسرات مصدراً للألياف التي تساهم في حماية القلب، حيث تحتوي على دهون غير مشبعة تساعد على خفض الكولسترول الضار في الجسم.
ويضيف: «يحتوى الجناح على المكسرات النيئة، التي تعد من مصادر البروتين المهمة، كما يتم عرض مكسرات محمصة بحسب الطلب، وتتنوع المكسرات ما بين اللوز، والجوز، والكاجو، والمشمش المجفف، وحب الشمام المجفف، وكل زائر يجد ما يجذبه من تلك الأنواع المختلفة من المكسرات اللذيذة التي تشتهر بها جمهورية طاجكستان، والتي تقبل على شرائها كثير من النساء والعائلات.
وأضاف أن مهرجان الشيخ زايد يجمع حرف وعادات وتقاليد الشعوب في مكان واحد، وأنه شخصياً تفاعل مع موروثات الشعوب الأخرى، واستطاع أن يتعامل مع طيف واسع من زوار المهرجان الذين أقبلوا على أورقة جناح طاجكستان، منذ بداية انطلاق أيام المهرجان.

جلود طبيعية
ويضم جناح طاجكستان الكثير من الجلود الطبيعية للحيوانات، وفي أحد المحال تجد يونسي ريمي يجتهد لتقديم مختلف الخيارات والاقتراحات للزبون والزائر، ولديه الكثير من المنتجات الجلدية المصنوعة يدوياً، وبينما تبحث عن المطلوب، لا يدعك تغادر متجره إلا وقد عثرت على ضالتك، أو اقتنيت شيئاً لم تخطط له مسبقاً، حيث يسارع في توفير البدائل.
وتلمع الجاكيتات الجلدية في جناح طاجكستان، وتلمع معها عيون السيدات والرجال الذين جاؤوا لشراء الكثير من السترات والمعاطف والقبعات المصنوعة من جلد الذئاب والأرانب والسناجيب، ويوضح يونسي: «لعلَّ أبرز ما يميز جناح طاجكستان الجلود الأصلية، المتمثلة في المعاطف والحقائب والأحذية الباهظة الثمن، لكنها تعرض في محال طاجكستان بأسعار مناسبة جداً، وأقل بكثير من المولات والمحال التجارية الأخرى، لذا تحظى هذه الجلود بإقبال كبير من الزوار.
ويضيف: «منذ انطلاق مهرجان الشيخ زايد والإقبال يتزايد على جناح طاجكستان، نظراً لتنوع معروضاته المصنوعة يدوياً، وهي فرصة ليتعرف الجمهور عادات وتقاليد جمهورية طاجكستان».

صناعة السكاكين
ومن يزر محل يهروب هوشيموف يجد العديد من السكاكين بأحجام مختلفة وتصاميم منوعة، ويقول : «لديَّ الكثير من السكاكين المختلفة الأحجام والأشكال، كما أن النقوش المطبوعة عليها هي أكثر ما يميزها، فكل ما هو موجود في المحل صنع يدوياً بأيدي صناع مهرة، وتتميز مقابض بعض السكاكين بأرجل الحيوانات أو قرونها.
ويضيف: «يتوفر في المحل أيضاً سكاكين بأحجام صغيرة جداً ومتوسطة، صنعت بطريقة حرفية في التصميم والمقابض، وألوانها تتراوح بين اللون البيج والبني الذي يلقى إقبالاً كبيراً من هواة جمع السكاكين ذات الأشكال الغريبة والمختلفة، معتبراً أن مشاركة جمهورية طاجكستان في المهرجان فرصة للتعرف على عادات وتقاليد وحضارات الشعوب.

سجاد يدوي
في ركن من الجناح تفحص الزائرة نعيمة حيدر من باكستان، ملابس صنعت من خيوط طبيعية تحمل نقوشاً جميلة وزخارف لافتة للانتباه، تقول عنها: «تعجبني الصناعات التقليدية اليدوية، فكل جزء منها يحمل رسالة جميلة عن طاجكستان من خلال فنها وتطريزاتها الجميلة التي تتميز بها»، وتضيف: «جئت لزيارة مهرجان الشيخ زايد للتعرف أكثر على عادات وتقاليد الدول المشاركة في المهرجان، والتعرف أكثر على جناح طاجكستان الذي يتميز بمحاله التي كل منتجاتها طبيعية ومن خيرات البلاد.

زيارة سنوية
أوضح جاسم راشد أنه يزور الجناح سنوياً ضمن مهرجان الشيخ زايد، حيث إنه يضم الكثير المعروضات والصناعات الجلدية التي تصنع يدوياً وبحرفية عالية، أما نوعية الجلود، فهي من أكثر ما تلفت انتباه زوار الجناح فهي نوعية جيدة وذات فراء ناعم، مؤكداً أن الفن والجمال عنصران أساسيان في صنع الجلود.

إقبال الجمهور
تؤكد فاطمة المقبالي، زائرة لجناح طاجكستان، أن الجناح يحظى بإقبال من الجمهور، ويكفي تنوع معروضاته ما بين المياه الجليدية الطبيعية والعسل الأصلي والمكسرات المجففة والمفيدة للجسم، كما أن الجلود تعتبر من أكثر المعروضات التي تلفت الانتباه.