مراد المصري (دبي)

كلما انتقدوه أو شككوا بنجاحاته، عاد من بوابة المناسبات الكبيرة، هذا حال الفرنسي زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد الإسباني، الذي أكد أنه رجل الأوقات الصعبة والقادر على إعادة بناء سفينة «الملكي»، وقيادتها لتجاوز العواصف والأعاصير، بعدما كان «العقل المدبر» وراء أداء عظيم غير متوقع، حدّ من خلاله من خطورة منافسه برشلونة، وخرج بنقطة عقب التعادل السلبي في مواجهة «كلاسيكو» الدوري الإسباني أمس الأول، كانت ستصبح 3 نقاط، لو أحسن اللاعبون استغلال الفرص التي سنحت لهم.
ورغم أن برشلونة كان قادراً على تسجيل الأهداف، لكن ريال مدريد ظهر أفضل وأكثر شراسة وقراءة لمنافسه، ليدون «زيزو» اسمه في سجلات التاريخ التي لا يمل من فتح صفحة جديدة، حينما أصبح أول مدرب لريال مدريد لا يعرف الخسارة في أول خمس زيارات إلى ملعب «الكامب نو»، فمنذ توليه المهمة للمرة الأولى في عام 2016، حقق فوزين وتعادل ثلاث مرات في مختلف البطولات، منها التفوق بالدوري بنتيجة 2-1 في أبريل 2016، والتعادل 1-1 في الدوري في ديسمبر من نفس العام، ثم تفوق بنتيجة 3-1 في كأس السوبر في أغسطس 2017، وتعادل 2-2 في مسابقة الدوري في مايو 2018، وأخيراً عاد بتعادل سلبي هذه المرة.
وقلب زيدان التوقعات من خلال أسلوب الضغط العالي على لاعبي برشلونة، وفيما انتظر الجميع أن يسير على خطى مدربي ريال مدريد الآخرين في السنوات الأخيرة، عبر «ركن الحافلة» والتراجع للدفاع على غرار البرتغالي جوزيه مورينيو، فإن «زيزو» غرس الشجاعة مرة أخرى لدى لاعبيه، حينما يتعلق الأمر بزيارة «الكامب نو» وعرف كيف يحقق نتيجة إيجابية؟ ربما تشكل نقطة فاصلة في مسيرة الفريق هذا الموسم، بعدما احتاج تحقيق هذا النوع من النتائج في مناسبة كبيرة، لكسب رضا الجماهير مرة أخرى.
واعتبر زيدان أن فريقه استحق الفوز، بالنظر لمجريات المباراة بشكل عام، لكنه أكد أن الحصول على نقطة أمر إيجابي في رحلة إلى ملعب صعب دائماً على الزائرين، وقال: «نجحنا بالسيطرة على مجريات المباراة في أغلب الأوقات، إلا أننا لم ننجح في استغلال تلك الهيمنة والعودة إلى مدريد بنقاط المباراة الثلاث».
و سجل سيرجيو راموس، رقماً قياسياً جديداً، بعدما أصبح أكثر لاعب على الإطلاق مشاركة في «الكلاسيكو»، برصيد 43 مباراة في مختلف البطولات، ليكسر الرقم الذي كان مسجلاً باسم سانشيز وخينتو تشافي اللذين لعبا 42 مباراة.
وخاض راموس، الذي لعب أساسياً دائماً في مواجهات الكلاسيكو، المباريات بواقع 29 مباراة، بالليجا منذ وصوله إلى النادي قبل 15 موسماً.
فيما قابل برشلونة 7 مرات بكأس الملك، و6 مباريات في السوبر الإسباني، ومباراة بدوري الأبطال.
يأتي هذا فيما يعد هذا التعادل السلبي الأول في مواجهة «الكلاسيكو» في جميع البطولات، منذ 6235 يوماً، وتحديداً منذ مباراة 23 نوفمبر 2002، ليتوقف شريط الأهداف الذي كان حاضراً دائماً في مواجهة الفريقين.

زيدان: إنها كرة القدم
قال زين الدين زيدان مدرب الريال، عقب مباراة الكلاسيكو: «إذا أتيحت للمرء فرص إحراز أهداف، فعليه أن يستغلها، وهذا ما افتقدناه في بعض الأوقات».
وأضاف زيدان: «أداء الفريق كان جيداً، ولكننا أردنا الفوز. هذه هي كرة القدم، ويجب أن تفكر أنه في بعض الأحيان تقوم بكل شيء على نحو جيد، ولكن لا يمكنك الفوز».
وقدم كاسيميرو، لاعب خط وسط الريال، أداءً جيداً أمام برشلونة، ولكنه نال بطاقة صفراء، كانت الخامسة له في الدوري هذا الموسم، مما يعني غيابه عن مواجهة أتلتيك. وربما يعود فيدي فالفيردي للمشاركة في خط الوسط، بجوار لوكا مودريتش، بعد أن جلس على مقاعد البدلاء أمام برشلونة. وقال زيدان عن اللاعب الأوروجواياني الشاب: «إنه يقدم موسماً جيداً لأنه في كل مباراة يتحسن مستواه عما قبلها».
وأضاف: «إنه لاعب مهم، مثله مثل العديد من اللاعبين الآخرين. هذا العام جديد بالنسبة له... إنه يلعب بشكل منتظم الآن».

فالفيردي: راض عن التعادل
أعرب إرنستو فالفيردي مدرب فريق برشلونة، عن رضاه بنقطة التعادل التي حصل عليها فريقه خلال لقائه مع ضيفه ومنافسه التقليدي ريال مدريد.
وقال فالفيردي: «حصلنا على نقطة بعد مجهود كبير من الطرفين، واجهنا خصماً قوياً، سيطر على المباراة في بعض الفترات، وأتيحت لهم بعض الفرص وهو ما قمنا به أيضاً، وفي النهاية حصل كل فريق على نقطة واحدة». أوضح مدرب برشلونة: «الريال فرض سيطرته أكثر منا في الشوط الأول، وكانت لدينا بعض الصعوبات في الخروج بالكرة بعيداً عن المنطقة الخطرة في ظل تقدم ظهيري الريال». وعن الدفع براكيتيتش بدلاً من سيرخيو بوسكيتس، قال: «راكيتيتش لديه القدرة للقيام بدور لاعب الوسط المدافع. كان بوسكيتس يعاني من الحمى، لذلك فضلنا عدم الدفع به».

«قمة العام» تشعل الجولة الـ 18
يتطلع فريقا برشلونة وريال مدريد، من خلال مباراتيهما غداً وبعد غدٍ، إلى إنهاء العام الجاري على قمة الدوري الإسباني.
ويلتقي برشلونة ضيفه ديبورتيفو ألافيس غداً، ويستضيف ريال مدريد أتلتيك بلباو الأحد، ضمن مباريات المرحلة الثامنة عشر للمسابقة. ويتقاسم برشلونة والريال الصدارة، حيث حصد كل منهما 36 نقطة من 17 مباراة، ليظل سباق التتويج باللقب مفتوحاً على مصراعيه.
ويتقاسم الفرنسي كريم بنزيمة، مهاجم الريال، صدارة هدافي الدوري مع الأرجنتيني ليونيل ميسي، لاعب برشلونة، حيث سجّل كل منهما 12 هدفاً.
ويحل فريق إشبيلية «الثالث» بفارق خمس نقاط، خلف برشلونة والريال، ضيفاً على ريال مايوركا المهدد بالهبوط.
ويلتقي إسبانيول مع مضيفه ليجانيس، حيث يملك كل فريق عشر نقاط من 17 مباراة، ويحتلا المركزين الأخير وقبل الأخير على الترتيب، بفارق خمس نقاط عن المنطقة الدافئة.
ويعاني فريق إسبانيول، الذي تأهل لدور الـ32 بالدوري الأوروبي، بالدوري، تحت قيادة بابلو ماشين، الذي تولى تدريب الفريق في أكتوبر.
وفي بقية مباريات هذه الجولة، يلعب إيبار مع غرناطة، وفياريال مع خيتافي، وبلد الوليد مع فالنسيا، وأوساسونا مع ريال سوسيداد، وريال بيتيس مع أتلتيكو مدريد، وليفانتي مع سلتا فيجو.