محمد عبدالسميع (الشارقة)

استضاف برنامج الميلس، الذي ينظمه متحف الشارقة للتراث، أمس، الباحثين نجيب الشامسي، وعلي العبدان، في ندوة بعنوان «الصوت ودور الأهازيج الشعبية كمصدر تراثي». قدمتها نورة أحمد المغني، أمينة المتحف.
تحدث الشامسي عن الموروث الشعبي ودوره في صياغة أخلاقيات وسلوكيات المجتمع. مشيراً إلى أن كل بيئة من بيئات مجتمع الإمارات تشكل تكويناً ثقافياً تراثياً مختلفاً، فسكان الجبال يختلفون عن سكان البيئة الريفية أو الزراعية أو الساحلية أو الصحراوية، في العادات والتقاليد واللهجة والفنون.
وأشار الشامسي إلى أن الموروث الشعبي في الإمارات قد جسد نظاماً حياتياً متكاملاً ومنهجاً تربوياً وإبداعياً، أسهم في وجود أجيال متعاقبة من المجتمع، قادرة على الإبداع والابتكار والتفكير. وأن الموروث الشعبي يعتبر مخزوناً إبداعياً وفنياً استقى مادته من رحلات الشعر والانتقال عبر البدو من منطقة لأخرى، بحثاً عن الماء، وملحمة الغوص الإبداعية وما تضمنته من (قصص، وشعر، وفنون، وأغانٍ وأهازيج).
من جانبه قال العبدان: إن الفنون الشعبية في الإمارات كانت وما زالت منبع الألحان ومخزون التراث الفني لدولة الإمارات، وهي التي شكلت وكونت الذائقة الفنية لكثير من الأعمال الغنائية والأناشيد الاجتماعية والوطنية في الإمارات، فمن تلك الفنون فن الحدوة البحرية الذي يرتكز في لحنه الأساسي على مقام الراست من طبقة نغمة الصول، وهذا في المناطق الشمالية من الإمارات، كما أنه قد يشتمل على جنس البياتي، ضمن هيئة مقام الراست، في بعض الأحيان، كما في حدوة أهالي دبي، وهذا ما استثمره مطربو الإمارات القدماء في أغانيهم الشعبية، مثل الفنان حارب حسن الذي كان كثيراً ما يستخدم مقام الراست من طبقة نغمة الصول في أغانيه، وكذلك الفنان علي بن روغه الذي استثمر مقام البياتي من طبقة الصول أيضاً في أغانيه، وفي هذا موافقة للألحان الشعبية المستفادة من فن الحدوة البحرية كما هو ظاهر، ومن جانب آخر نجد فن الآهاله غنياً بالألحان المختلفة القائمة على المقامات العربية الأصيلة، مثل مقام الحسيني والحجاز ونحوهما، ما شكل مصدراً مهماً للكثير من الأعمال الفنية في الإمارات.