غالية خوجة (دبي)

«بدأ اهتمامي بالفن التشكيلي منذ الصغر، وشاركت في المسابقات الفنية المدرسية، وفزت بالجائزة الأولى في مسابقة شنكار الدولية للفنون، كما شاركت في العديد من الدورات الفنية في سن مبكرة، ودرست الرسم وتصميم الجرافيك والخزف والأزياء وتصميم المجوهرات»، بهذه الذكريات، بدأت التشكيلية المصممة عائشة السويدي، وتابعت: تخرجت في جامعة الإمارات العربية المتحدة، ورغم تخصصي في علم النفس وعملي في وزارة الشؤون الاجتماعية وجمعية النهضة النسائية- دبي، فإنني واصلت مسيرتي في مجال الفن، والتحقت بجمعية الفنون التشكيلية بالشارقة، وتعمقت في المدارس الفنية الطبيعية والسريالية والتجريدية، ورأيت أن التنقل بين الأساليب الفنية يمنح مساحة إضافية للتعبير عن الأفكار والذات والعالم بحرية أكبر، إلى أن يمتلك الفنان أسلوبه الخاص المميز.
أمّا عن كيفية توظيفها للبيئة المحلية كطبيعة وآثار وشخوص، فأجابت: أتأكد من خصائص الثيمة الموضوعية لما أرسمه، لتظهر لوحاتي بثيمة فنية متحركة بين الطبيعية والزخرفة والرمزية، وهذا الظهور تشكّله البنية الرمزية والإشارية المستمدة من طبيعة الإمارات التي تضيف الحياة لأعمالي.
وتابعت: مثلاً، روح البيئة البحرية تشكل جملة سحرية من المؤثرات والأحاسيس من خلال الألوان المتداخلة والمواد الأخرى، التي وظفتها في مجموعتي أمواج وإيقاعات، لاسيما اللون الأزرق وتموجاته وتغيرات ألوانه من وقت لآخر، ومتغيراته الدلالية والنفسية، وكذلك إيقاعات الأمواج وهي تتداخل بألوانها الأخرى وتدرجاتها لتعكس رموزاً وإشارات تحكي عن بيئتها وعلاقتها الوجدانية بالمكان والناس والظلال والذاكرة والأحلام. ثم شردتْ قليلاً، واسترسلت: كان عملي الفني الأول مجموعة من 12 طابعاً لمعالم مختلفة من الدولة، وكان العمل رسالة لإظهار معالم جماليات الإصدار الأول لطابع البريد يحمل اسم دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك في يناير 1973، عندما انضمت دولة الإمارات إلى اتحاد البريد العالمي، ومقره مدينة بيرن في سويسرا، ونالت المجموعة إعجاب المهتمين في مختلف أرجاء الدولة؛ لأنها تناولت موضوعات مختلفة عبرت في مجملها عن فكرة واحدة فقط، وهي وحدة الإمارات السبع تحت علم واحد وشعار واحد وقيادة واحدة قوية متماسكة.
وعن علاقتها بالآثار الإماراتية البارزة في تشكيلاتها وتصاميمها، قالت: العمل الفني رسالة حب وانتماء للوطن الغالي، ورأيت أن إظهار جماليات معالم الكائنات الأثرية، بتفاصيلها وعوالمها وألوانها المتواجدة في متاحف الدولة، فضاء آخر لأدوات الذاكرة الجمعية وكائناتها لتسرد حكاياتها لنا، للأجيال، فنكتشف فيها جزءاً منا وبعداً آخر للحياة.
واختتمت: جديد أعمالي تصميم وتنفيذ جواهر خفيفة للاستخدام اليومي، وهي مستوحاة من نقوش ومشغولات ذهبية أبدعتها الحضارة الإماراتية قبل 4000 سنة.

عن الفنانة
شاركت في عدد من معارض ومهرجانات الفن التشكيلي داخل الإمارات، منها معرض (الإهداء) الاحتفالي بالتشكيلية الدكتورة نجاة مكي بالمجمع الثقافي في أبوظبي، ومعرض (اليوم الوطني 48) في انعكاس للفنون البصرية بحي الفهيدي التاريخي، كما تمثل أعمالها الفنية جزءاً من مجموعة اللوحات الدائمة في متحف المرأة بدبي. ولها مشاركات خارج الإمارات، منها مشاركة في العمل الجداري الفني التشكيلي في احتفالات مصر بمئوية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.