أشرف جمعة (أبوظبي)

توصل المبتكر الإماراتي عبدالله الشحي، في طفولته، إلى ابتكارات مهمة مدفوعاً برغبة البحث عما يدور داخل الأجهزة الكهربائية، فترك نفسه يستكشف عوالمها وهو في سن التاسعة، وعندما عرف وجهته في المرحلة الثانوية، وأيقن أنه ذاهب بعيداً عن التقليدي والمألوف، ابتكر جهازاً صغيراً للتنبيه ضد السرقة، وفي المرحلة الجامعية أطلق العنان لفكره في عالم الابتكار، وقدم عبر مسيرته نحو 60 اختراعاً، سجل منهم ثلاثة، ونحو 22 قيد التسجيل، ويواصل الشحي ابتكاراته، آملاً أن تسير المركبات على الطريق بالماء، وعلاج الأمراض الخطرة بجهاز مبتكر، كما أنجز ابتكارات أخرى، منها ما يجعل الهاتف النقال لا يحتاج إلى إعادة شحن البطارية بالطرق التقليدية، فضلاً عن الكثير من الابتكارات الأخرى، وهو ما يجعل أفكاره محل تأمل، خاصة في ظل اهتمام دولة الإمارات بالابتكار والمبتكرين، وسط عالم يتجه نحو آفاق أخرى من التكنولوجيا لمسايرة التقدم في كل شيء.

حلول غير تقليدية
يقول الشحي: عشت طفولتي في رحاب التأمل والبحث عن أفكار بإمكانها أن تساعد الآخرين، ومن حيزي الضيق خرجت بأفكار، أعتقد أن بإمكانها أن تقدم حلولاً غير تقليدية للكثير من المشكلات التي يعانيها الكثير من الناس، مشيراً إلى أن أفكار المخترع تتحول إلى واقع ملموس، وأن أعظم الابتكارات التي خدمت البشرية كانت مجرد فكرة في البداية، ثم تطورت بعد التجريب والبحث.
ويذكر أنه أنجز عدة اختراعات جديدة في الفترة الماضية، مثل جهاز لعلاج المرضى من الكثير من الأمراض، وقد فكر في هذا الجهاز بعد أن تعرض أحد أشقائه إلى مرض أودى بحياته، فبعد هذه المأساة قدم هذه الفكرة لبرنامج «تكامل» لتسجيله، ومن ثم الحصول على براءة اختراع، ويرى أن هذا الجهاز قادر على التعامل مع بعض أنواع البكتيريا الضارة في الجسم، ويعتمد في عمله على عدم التدخل الجراحي، وبهذه الميزة سيكون له دور في إنقاذ المرضى من مشكلات صحية كثيرة، فضلاً عن أنه اخترع سريراً طبياً مغايراً، موضحاً أنه استفاد من عمله في الإسعافات الأولية، والورش التي يقدمها في هذا المجال، وأنه يعتز ببعض الألقاب العلمية التي أطلقتها عليه بعض الجهات.

حماية الأرواح
ويضيف الشحي، أنه من ضمن الابتكارات الأخرى التي أنجزها مؤخراً، جهاز لحماية الأرواح داخل السيارة، موضحاً أن فكرته مختلفة عن كل الاختراعات التي قدمت من قبل في هذا الصدد، حيث تعتمد على توفير الهواء داخل السيارة في حالة نسيان الأطفال، فضلاً عن ابتكار جهاز يسهم في سهولة خروج السيارة من منحدرات رملية، من خلال الضغط على زر معين، وأن هذا الجهاز لا يؤثر في أي جزء من السيارة، ولا يعد عبئاً عليها.
ويبين أنه أيضاً أنجز فكرة جديدة، تتمثل في إدخال تقنيات مبتكرة للهواتف النقالة، تعمل على حماية البيانات بطريقة آمنة ومغايرة في الوقت نفسه، فضلاً عن إدخال تقنية أخرى تساعد على عدم تلف سماعة الأذن، وكذلك عدم نفاد البطارية، والإسهام في أن يتم الشحن تلقائياً من دون وسيط، ويؤكد أنه أيضاً وضع يده على فكرة قد تجعل رواد الفضاء يتحدّون الجاذبية.

أحلام وأمنيات
يتمنى عبدالله الشحي أن يحقق آماله ويمارس عمله في مكان يتماهى مع حياته التي تقوم على أساس الابتكار، ويأمل بأن يتم اختيار نحو عشرة مبتكرين إماراتيين خلال شهر الابتكار سنوياً، ومن ثم مساعدتهم على تسجيل براءات الاختراعات الخاصة بهم، حيث إن الإمارات فيها مبتكرون عالميون، وهو ما يستوجب العناية بهم وأن يحدث بينهم تعاون من أجل خدمة هذا المجال الحيوي في الدولة.