أبوظبي(الاتحاد)

أكد معالي العلامة الشيخ عبدالله بن بيه رئيس مجلس الإفتاء الشرعي بدولة الإمارات أهمية انعقاد مؤتمر «تحالف الأديان لأمن المجتمعات.. كرامة الطفل في العالم الرقمي» في عام زايد، الذي كان مستقبل الأطفال أمرا قريبا إلى قلبه، مؤكدا ضرورة الاهتمام بالأطفال وحقوقهم لأنهم أجيال الغد. وأشار إلى أن الحديث عن الطفل حديث عن المستقبل واهتمام بمصير الإنسان.
وأشاد بريادة دولة الإمارات في حماية الطفل، لافتاً إلى أن إصدار «قانون وديمة» كان خطوة رائدة من أجل حماية حقوق الطفل بمختلف أوجهها.
وقال: مستقبل الإنسان وحضارته منوطة بطفل اليوم، لذلك كانت رعاية حقوق الطفل من أهم الحقوق التي جاءت في التشريعات والشرائع، وكفلت الشريعة الإسلامية حقوق الأفراد والمجتمعات الإنسانية، بخاصة المخلوقات الهشة التي تحتاج للمحافظة والرعاية، حيث لم تكتفِ الشريعة بالنصائح، بل قننتها بنصوص ملزمة جاءت لصيانة الكينونة الإنسانية.
وأضاف: سنت الشريعة أحكاما عاما وجزئية، ضمن مقاصد ناظمة للمعاملات والعادات، فهيأت وجود البيئة الملائمة للطفل، من خلال تأسيس الأسرة المتماسكة والمتضامنة القائمة على روح المودة والرحمة، ووضعت مؤسسات شرعية للعناية به، إيجاداً لأسباب البقاء والنماء ليكون إنساناً صالحاً يضطلع بدور إيجابي في هذا العالم.
وأشار إلى أن من المؤسسات الشرعية المحافظة على الطفل هي مؤسسة الحضانة التي لا يوجد لها نظير، حيث إن حقوق الطفل هي واجبات على والديه أو على المجتمع أو الدولة، والحضانة هي صيانة العاجز والقيام بمصالحه والقيام بمبيته، وحفظ المحضون بعمل ما يصلحه والتعهد بالعمل فيما يحتاجه.
ولفت إلى أن الحضانة تتعلق بالله والحاضن والطفل، وتزداد أهمية الحضانة في السياق المعاصر، خاصة مع غلبة النزعة الفردية، فابتعد الإنسان عن روح التسامح والسماحة، واستجدت أوضاع جديدة ومتغيرة في أطراف العقد العائلي، حيث لم تكن المرأة في الماضي تذهب إلى العمل، بينما الآن تقوم بالعمل بجانب الرجل.
وبين أن الإسلام كان سباقاً بالعناية بأطفال الحروب، فقد ثبُت في السيرة النبوية أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يقبل بمشاركة الأطفال في المعارك ويردهم، مثلما فعل في غزوة أحد عندما رد عدداً من المراهقين، وهكذا كانت الشريعة سباقة في منع تجنيد الأطفال، لافتاً إلى أن وصايا الرسول الكريم تمثلت في أنه لا تقتلوا شيخاً أو امرأة أو صبياً، كما نهى عن قتل رجال الدين.