منى الحمودي (أبوظبي)

نجح الفريق الطبي في مدينة الشيخ خليفة الطبية، التابعة لشركة «صحة»، في زراعة كلية تبرع بها أب لطفله من ذوي الهمم، بعد رفض العديد من المستشفيات خارج الدولة إجراء العملية بسبب احتمالية عدم نجاحها، نظراً لحالة الطفل النادرة، حيث يعاني متلازمة «جيوبرت»، وهو اضطراب وراثي نادر سببه خلل في جزء من الدماغ، ويؤثر على جميع أعضاء الجسم، ومن بينها الكلية.
وأوضح الدكتور محمد بدر الزمان، استشاري جراحة ورئيس قسم زراعة الكلى في مدينة الشيخ خليفة الطبية، أن عملية زراعة الكلى للطفل زايد تعتبر الثانية فيما يتعلق بالأطفال من ذوي الهمم. أُجريت الأولى منذ سنوات قليلة لطفل مصاب بمتلازمة داون، فيما كان الطفل زايد يعاني متلازمة «جيوبرت».
وأضاف: «لكون الطفل زايد من ذوي الهمم، كان من الصعب توقع ردة الفعل حول الألم ومدة البقاء بالعناية المركزة، لكنه كان متفاعلاً مع العملية بشكل كبير، والآن كلية الطفل تعمل بشكل جيد ولا يتوقع وجود أي مضاعفات في المستقبل».
وأوضحت مريم الكعبي، والدة الطفل المتزوجة من ابن عمها، أن نجلها الأول زايد عندما كان يبلغ خمسة أشهر، قال لها أحد الأطباء: «إنه لن يتمكن من الكلام أو المشي، وسيبقى على السرير طوال حياته بسبب المتلازمة التي يعانيها، مما دعاها لأخذ الأمر بتحدٍ، وأصبح قادراً على المشي والتحرك والكلام والبلع، كما أنه كان يعاني طول نظر حاد جداً، وتم تفصيل نظارة طبية خاصة به، وأصبح قادراً على الرؤية. لكن ولأن مرض زايد كان نادراً فضلت السفر للخارج، حيث تقرر بدء العمل بغسيل كلوي، فيما لم تكن حالة زايد بحاجة إلى ذلك، حيث دخلت بكتيريا في الدم، ما كلفنا 40 يوماً من العلاج بالمضادات الحيوية مع توقف الغسيل، ما رتب تراكم السموم. ومع رفض مستشفى ثانٍ قبول الحالة قررت الأم العودة إلى الوطن. ليتقرر زرع كلية من والده المتبرع، إلا أن الكلية لم تعمل بالرغم من مطابقتها، ليخيم الحزن على الجميع. ليقرر الأطباء الأكفاء بمدينة الشيخ خليفة الطبية أخذ خزعة وإرسالها للولايات المتحدة، ليأتي الرد بعدم وجود رفض للكلية من جسم زايد، والأمر لا يعدو كسلاً في صمام الكلية، التي بدأت في العمل بعد أسبوعين ونصف الأسبوع من زراعتها بشكل طبيعي».
وقالت:«بعد 5 سنوات من التحديات لعلاج زايد، جربت أن أحمل مرة ثانية، ولله الحمد رزقت مؤخراً بطفلي الثاني (عبدالله) الذي تبين أنه يعاني الإعاقة نفسها، لأدخل في تحدٍ جديد مع الابن الثاني (عبدالله) الذي تبين أن كليته بدأت بالفشل، ولا بد من تدخل طبي». وقالت الدكتورة زبيدة الإسماعيلي، رئيس قسم أمراض كلى الأطفال في مدينة الشيخ خليفة الطبية: «تم إجراء العملية بيسر من دون أي مضاعفات كبيرة لزايد، لكن وقت العملية كان أطول من المتوقع»، لافتة إلى أن عملية زراعة الكلية إحدى أكثر العمليات الدقيقة والمعقدة.