أحمد عبدالعزيز (أبوظبي)

أكد اللورد طارق أحمد وزير الحريات الدينية في الكومنولث البريطاني، أن الجهود المبذولة من دولة الإمارات العربية المتحدة لتدعيم السلم والتسامح في المجتمعات ولدى بلاده اهتمام بمشاركة دولة الإمارات هذه الجهود لتعزيز تقارب الأديان والوحدة بين الإنسانية على أساس التفهم بين تعاليم مختلف الأديان التي تدعو إلى السلم.
وقال اللورد أحمد في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» على هامش المؤتمر الذي عقد مؤخراً في أبوظبي: «إن جلسات مؤتمر المواطنة الشاملة أتاحت لنا الفرصة للاستماع إلى كلمة معالي العلامة عبدالله بن بيه رئيس مجلس حكماء المسلمين، والتي تعكس أهمية التكاتف من أجل التوحد ليس فقط لإعلاء قيم التسامح التي هي الأساس في التعايش بين المجتمعات، ولكن أيضاً من أجل احترام الآخر والتفهم للأفكار المتعددة من مختلف المتحدثين الذين يمثلون الأديان وكل ذلك يجسد التوحد بين الأديان، ويؤكد التقاء الآيات القرآنية ونصوص الإنجيل التي تدعو إلى الوحدة والتوحد بين الإنسانية، وأن نقف معاً لاحترام حرية العقيدة والإيمان».
وأضاف أن «الرسالة التي نود أن نرسلها من جانب المملكة المتحدة للمبعوث الخاص لرئيسة الوزراء البريطانية لحقوق الإنسان وحرية الأديان وهذه من أولى الأولويات التي نعمل على إعلائها من خلال الفعاليات واللقاءات التي تحتضنها دولة الإمارات العربية المتحدة».
وأشار اللورد أحمد إلى أهمية قيمة التسامح والتي يجسدها هذا الشهر الذي يشهد فعاليات ومؤتمرات وقمة للتسامح والتي تهدف إلى إرسال رسالة رئيسة علينا إدراكها وهي أن الأديان لا تحمل أسساً للصراعات، وإنما الأسس الدينية لمختلف الشرائع واحدة وتدعو للتكامل والتحاور وتقودنا إلى الوحدة بين الإنسانية والوصول إلى السلام والتعايش في محبة، وهذا أهم ما تبلوره مبادرات دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا الشأن وأن نلتقي على أرض الإمارات بقادة دينيين من مختلف الطوائف الدينية والتحاور والتحدث معهم ليس فقط في جلسات المؤتمر، ولكن أيضاً على الهامش نجد أن الحوارات، حيث التقينا قادة كاثوليكيين والسيخ والهندوسية وهذا أمر رائع لأن نجد هذا المناخ ما تتمتع به الإمارات في التعايش بين مختلف الثقافات والأديان.
ولفت إلى أن التعاون بين المملكة المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة فيما يتعلق بنشر التسامح والتفهم ولدينا تشارك قوي في مختلف المجالات التجارية وأيضا الصعيد الثقافي بين البلدين، ولدينا مثال في مؤتمر المواطنة الشاملة الذي يجسد أحد أهم أوجه التعاون، حيث تستضيف الإمارات فعالية تنظمها الخارجية البريطانية، وهذا أمر جدير بالتكاتف من أجله، وأن يجمع دولاً أخرى للتوحد خلف هدف سامٍ، وهو نشر التسامح.
وعن تجربة مراكز «هداية» و«صواب» اللذين يحاربان الأفكار المتطرفة والعنيفة، ويعملان على تصحيح مفاهيم الشباب، قال اللورد أحمد: «إن التطرف والإرهاب لا مكان لهما في الأديان وكذلك في المجتمعات التي لديها تطور، كما أن الإرهاب لا وجود له في الدين الإسلامي، وهذا ما يجب أن ننطلق منه والوصول إلى فعاليات مثل التي تستضيفها دولة الإمارات والمبادرات التي تطلقها والتي تركز على الحوار والتكاتف وليس الحديث عن الصراعات الدينية، بل علينا التأكيد على التواجد في مثل هذه الملتقيات التي تدعم التقارب والتلاحم بين الأديان».
وأضاف أن مركز «هداية» يحمل اسماً يعكس رسالته، و«هي الإرشاد الصحيح والسليم لتعاليم الأديان، وهذا ما يدعو إليه الدين الإسلامي للوصول إلى التعاضد الإنساني والتعايش في حالة من التسامح وإنه بالفعل من المبادرات المهمة لدحر الفكر المتطرف والعنيف».