انخفاض المشاكل الأسرية بنسبة 90% في شهر رمضان
انخفضت نسبة المشاكل الأسرية خلال شهر رمضان إلى 90%، حيث تم حل معظم المشاكل الأخرى بالتصالح والتوافق في هدوء ويسر.
وقال عبد القادر عجال مستشار أسري بمؤسسة صندوق الزواج، إن روحانيات وطبيعة شهر رمضان الفضيل تساعد على انخفاض معدلات المشاكل الأسرية بنسبة عالية جداً، كما أن التعامل مع هذه النوعية من القضايا يكون بسهولة ويسر.
وأوضح أن المشكلات الزوجية والأسرية تعتبر ظاهرة طبيعية، وعلينا النظر إلى الأسباب والمنشأ وراء ظهور هذه المشكلات قبل النظر للظاهرة نفسها.
وأضاف المستشار عبد القادر عجال قائلاً: “تتلخص أسباب المشاكل الأسرية في ثلاث نقاط رئيسية، هي: الجهل أي عدم العلم بالشيء، وثانياً الظلم “التعدي” وهذا بطبيعة البشر، وثالثاً تدخل الأطراف الخارجية، وعلى رأس ذلك وساوس شياطين الجن، وهي في شهر رمضان مصفدة، ما يؤدي لقلة المشاكل خلال شهر رمضان الكريم”.
ولأنّ الأجواء الإيمانية تجعل الإنسان يستشعر قيم العفو والصفح، وهذا يتركز على ثلاثة محاور أسأسية وهي : المحور الذاتي النفسي والمحور التربوي الاجتماعي، وأخيراً المحور الثقافي الشرعي. فإذا كانت ذات هذا الشخص قوية، تكون شخصيته قوية ، وقد يتأثر الشخص بالبيئة التي ولد فيها فتؤثر على الجانب التربوي، أما من الجانب الشرعي، فيعتمد على المعلومات الشرعية التي يملكها الشخص، فإذا كانت المحاور الثلاثة سليمة، كانت الحياة الأسرية سعيدة وصحيحة.
وأشار المستشار عبد القادر عجال إلى المشاكل التي قد تحدث بين الزوجين إثر الطلبات والاحتياجات ومشتريات شهر رمضان، وهذه مشكلة مشتركة بين الطرفين، حيث يلبي الزوج الطلبات والمرأة تريد أن تسعد زوجها وأسرتها من خلال إعداد طعام الإفطار الفاخر والنادر، وبعد وضع الطعام على المائدة وامتلاء البطون ينتبه الزوج لما يحدث من حوله من الإفلاس لجيبه، وبالمقابل تنتظر المرأة الشكر والثناء لما قدمت يداها من أطايب الملذات، ولكن يفاجئها الزوج بالغضب ويعتبر ذلك إسرافاً وتبذيراً، ومن هنا تنشأ المشكلة.
ومن الأمثلة أيضاً التي تؤدي للمشاكل، سوء توقيت طلب الاحتياجات المنزلية، أي قبل الإفطار بساعة أو في الأوقات الحرجة لأحد الطرفين، فعلى الزوجة مراعاة الأوقات المناسبة. وعلى الزوج التعاون والتماس الأعذار للزوجة ومراعاتها، لأنها تكون في “معمعة” معركة المطبخ، وكذلك قد تحدث المشاكل قبل موعد الإفطار بسبب سوء توزيع الأدوار.
وأوضح أن الله تعالى شبه الزوجين باللباس، فقال في كتابه العزيز “هنّ لباس لكم وأنتم لباس لهنّ”، فعلى الزوجين الابتعاد والتخلي عن التعالي، فلا توجد كرامة بين الزوجين، لأن كرامة الزوج من كرامة الزوجة وكرامة الزوجة من كرامة زوجها، إذن الكرامة مشتركة بينهما.
من جانبها، قالت حبيبة الحوسني مدير عام صندوق الزواج بالإنابة: “استطاع المستشارون في مؤسسة صندوق الزواج حل ومتابعة الكثير من المشاكل الأسرية عبر المكالمات الهاتفية بواسطة برنامج الخط الساخن”.
وأشارت إلى أن الخط الساخن تلقى خلال النصف الأول من العام الحالي أكثر من 100 اتصال، منها 3 حالات من خارج الدولة، وتمت متابعة جميع الحالات.
وأوضحت حبيبة الحوسني مدير عام صندوق الزواج بالإنابة بقولها: “دشن الخط الساخن في عام 2010 ليقدم خدمات توعية وإرشاد من قبل المختصين، ولاقى تجاوباً كبيراً من الجمهور من داخل الدولة، إضافة إلى الاتصالات الخارجية من الدول الخليجية والعربية”.
وأوضحت حبيبة الحوسني مدير عام صندوق الزواج بالإنابة، أن المستشار الأسري الذي يتلقى المشكلة يتعرف إلى بيانات المتصل ويتعامل معها بسرية تامة للوصول للحلول المناسبة، كما تتم متابعة الحالة لمعرفة مدى الاستفادة وإرسال رسائل نصية تحمل التوعية والنصائح حسب الحالة.
وأوضحت أن أكثر الخلافات التي تقع بين الزوجين هي خلافات مالية وعدم التفاهم والمشاكل العدوانية والخيانة الزوجية. ويعتبر موسم الصيف وقت ذروة الخلافات الزوجية والأسرية بسبب العطلات والسفر، والتي تؤدي إلى وصول النزاعات إلى ساحات المحاكم.
المصدر: أبوظبي