شادي صلاح الدين (لندن)

بدأ زعيم حزب العمال البريطاني، جريمي كوربين، التحرك لإجبار هيئة حزبه البرلمانية للتصويت ضد صفقة «البريكست» التي أعدها رئيس الوزراء، بوريس جونسون، غداً الجمعة، فيما توصف بأنها الدعوة الاستراتيجية النهائية لزعيم حزب العمل المنتهية ولايته.
وستمنح خطوة كوربين رئيس الوزراء فرصة جديدة لإقامة خطوط فاصلة واضحة بين المحافظين والعمال بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
كما تفاخر بأن البرلمان الجديد كان «أكثر ديمقراطية إلى حد كبير» مقارنة بالبرلمان السابق لأنه «لن يضيع وقت الأمة في حالة من الجمود والانقسام والتأخير». وقال «يوم الجمعة، سيضع هذا البرلمان اتفاقية الانسحاب. ثم سيقوم هذا البرلمان الديمقراطي الجديد، برلمان هذا الشعب، بعمل شيء ما... ماذا سيفعل هذا البرلمان؟ سننهي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي». ويعتقد كوربين وحلفاؤه أن الانقسام بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كان السبب في تراجع حزب العمال وتلقيه أسوأ هزيمة له منذ 90 عاماً تقريباً.
وفي ظهور يسوده التوتر أمام المجموعة البرلمانية لحزب العمال، قال كوربين للنواب أنهم تحت قيادته سيواصلون معارضة صفقة جونسون.
وقال كوربين «يوم الجمعة، لدينا مناقشة حول مشروع قانون اتفاقية الانسحاب». «سنصوت ضده لأنه من خلال وضع جدول زمني مستحيل لصفقة جيدة مع الاتحاد الأوروبي، أظهر بوريس جونسون بالفعل أن أولويته هي صفقة سامة مع دونالد ترامب، يبيع من خلالها هيئة خدمات الصحة الوطنية وتخاطر بسلامة طعامنا. ومشروع قانون اتفاقية الانسحاب يهدد بشكل كبير بتقويض اتفاقية الجمعة العظيمة (المنظمة لاتفاق السلام في أيرلندا).
وعلى جانب آخر، تعرض جيريمي كوربين لانتقادات حادة من قبل نواب حزب العمال، الذين اتهموه بعدم الكفاءة.
وفي اجتماع استمر ساعتين للهيئة البرلمانية لحزب العمال، قال النواب، إن الانتخابات على زعامة الحزب يجب أن تركز على من يمكنه الفوز بالبلاد، بدلاً من أصوات أعضاء الحزب، بمعنى أن النواب يرغبون في زعيم جديد قادر على قيادتهم للفوز على المحافظين في الانتخابات القادمة.
وتشمل قائمة النواب الغاضبين في الحزب: مارجريت بيكيت، وراشيل ريفز، وجيس فيليبس. وقالت مارجريت التي كانت وزيرة للخارجية سابقاً، إن على حزب العمال أن يسأل نفسه السؤال نفسه الذي طرحه بعد هزيمة ثالثة متتالية في عام 1992: ماذا يريد الجمهور؟ وقالت ريفز، وهي وزيرة سابقة في حكومة الظل، لكوربين إن المشكلة في الحملة الانتخابية كانت «أنت»، وإن الحزب واجه «أمية اقتصادية».