مقاعد الدرجة الأولى «في مهب الريح»
خفضت شركات الطيران الأميركية عدد مقاعد الدرجة الأولى على الرحلات الطويلة نظراً لتراجع نسبة المسافرين عليها. وفي ظل تقليص الشركات لميزانياتها وتعثر الاقتصاد وارتفاع أسعار تذاكر الدرجة الأولى للرحلة ذهاباً وإياباً لأكثر من 15 ألف دولار، أصبح في مقدور ركاب الدرجة الأولى المتكررين الحصول على هذه المقاعد مجاناً كحافز مقابل الأميال التي قطعوها.
وكانت مقاعد الدرجة الأولى على الرحلات الدولية ولعقود عدة رمزاً لترف التحليق في السماء، حيث تفوق نظيراتها على الرحلات الداخلية التي تكاد تشابه مقاعد الدرجة السياحية. ومن ضمن أكثر من 500 طائرة تابعة لخطوط طيران أميركية تتجه إلى أوروبا وآسيا وأميركا الجنوبية، 27% فقط توفر مقاعد على الدرجة الأولى. وقلصت الآن اثنين من أكثر خطوط الطيران الأميركية تقديماً لهذه المقاعد “أميركان أيرلاينز” و”يونيتد أيرلاينز”، من حجم مقصوراتهما الفاخرة. وأعلنت “أميركان أيرلاينز” أنها بصدد خفضها على متن الرحلات الدولية بنحو 90% من 750 إلى 80 مقعداً فقط. كما فرغت “يونيتد” من صيانة أسطولها التي يتم بموجبها خفض مثل هذه المقاعد بنحو الثلث.
وخفضت كذلك خطوط الطيران الأجنبية مثل “كونتاس” و”لوفتهانزا”، من عدد مقاعد الدرجة الأولى على الرحلات الدولية. وفي حقيقة الأمر، تقوم خطوط الطيران بإعادة تسمية خدماتها الفاخرة من خلال استبدال الدرجة الأولى بدرجة رجال الأعمال التي تنافس معظم مقصورات الدرجة الأولى في الوقت الحالي وأنها أفضل من تلك التي كانت متوفرة في تسعينات القرن الماضي. وفي غضون ذلك، تقوم الشركات حالياً بإضافة مقاعد جديدة في الدرجة السياحية وتقديم درجة سياحية ممتازة تتميز بمساحات واسعة تمكن المسافرين من تمديد أرجلهم.
وفي استجابة للطلب المتزايد، غيَّرت شركات الطيران نمط الثلاث درجات القديم المكون من الأولى ودرجة رجال الأعمال والسياحية، إلى نظام أكثر خفض للتكلفة مع تجاوز الدرجة الأولى إلى درجة رجال الأعمال والسياحية الممتازة والعادية. ويقول جي سورينسين، مدير مؤسسة “آيديا وركس” المتخصصة في استشارة الطيران: “درجت خطوط الطيران على الاحتفاظ بما يحقق العائدات والتخلص مما يفشل في ذلك. واستمعت للعديد من مدراء الشركات الذين يشتكون من فراغ مقاعد الدرجة الأولى”.
ووفقاً لـ “مجموعة أتموسفير البحثية”، لا يتجاوز عدد المسافرين على متن الرحلات الدولية الذين يدفعون القيمة الكلية لمقاعد الدرجة الأولى سوى الربع، وما يقارب 15% على متن الرحلات الأميركية الداخلية. كما يستغل معظم مسافري الدرجة الأولى الدولية ميزة المسافر المتكرر لترفيعهم من درجة الأعمال أو السياحية. وقادت الظروف الاقتصادية شركات الطيران إلى دمج الدرجة الأولى في درجة واحدة وإطلاق اسم درجة الأعمال عليها، مما ساعد على النجاح في جذب أكبر عدد من دافعي القيمة الكلية للتذاكر. وكان الهدف من وراء ذلك، جذب أكبر نسبة ممكنة من رجال الأعمال منذ أن الاسم أكثر ملائمة لرؤساء الشركات من الدرجة الأولى. ووفقاً لمؤسسة “أدفيتو” الاستشارية التي تساعد الشركات على إدارة شؤون رحلاتها الجوية، فإن 20% فقط من هذه الشركات تسمح لمدرائها بالسفر على الدرجة الأولى، في حين تفضل 75% منها درجة الأعمال.
وبينما توفر الشركات الأميركية الكبيرة خدمة للدرجة الأولى على متن الرحلات القصيرة بقصد تشجيع المسافرين المتكررين، تمكن الدرجتين الأولى والأعمال هذه الشركات من جذب الأثرياء من المسافرين الذين تعتمد عليهم في جمع عائداتها حيث ذكرت “أميركان أيرلاينز” أن 25% من هؤلاء المسافرين يشكلون 75% من عائداتها. وانتهجت بعض خطوط الطيران العالمية طرقاً جديدة لكسب المنافسة، وعلى سبيل المثال توفر “الخطوط السنغافورية” في بعض وجهاتها جناح خاص مع سرير مزدوج للمتزوجين، في حين تقدم “الخطوط الفرنسية” معرض للصور المعاصرة على متن بعض طائراتها وتوفر “طيران الإمارات” جناح خاص مع حمام وثلاجة صغيرة منفصلة.
نقلاً عن: «وول ستريت جورنال»
ترجمة: حسونة الطيب