صور العُمانية تتجمل بالبحر وتحتمي بالجبل
تستقبل مدينة صور بسلطنة عمان زوارها بمعالمها البحرية مرتبطة بتاريخ النواخذة والسفن التي كانت تسافر إلى جنوب أفريقيا وزنجبار وإلى البصرة والهند والصين عبر مينائها القديم والمعروف قلهات، وعند صور يلتقي خليج عمان وبحر العرب وتحديداً عند نقطة عرفت برأس الحد. وحتى تظل هذه المدينة محافظة على وضعها التاريخي عمد المختصون فيها بمعية الأهالي إلى الحفاظ على هويتها البحرية من خلال إضفاء الطابع البحري على معالم المدينة وأركانها المختلفة.
تسعى سلطنة عمان إلى إعطاء كل مدينة شعارا تعرف به، وتشتهر مدينة صور بشعار سفينة الغنجة والمعروفة خليجيا بأنها كانت تجوب بحار العالم وما أن تدخل أزقة وأحياء هذه المدينة حتى تلفتك الصنعة البشرية التي تركت آثارها في النقوش والحرفة والبناء والتشييد وإبقاء الإرث العماني البحري؛ ففي كل دوار وجد مجسم يحوي على نماذج من السفن والبوصلة والأدوات الملاحية التي كانت تعد المحور الأساسي إلى تقوم به عمليات الإبحار.
الطابع البحري
لم تتخل صور عن الطابع البحري ما أثار دهشة كل مرتاديها وزائريها وعندما تنغمس في طبيعة أهلها تكتشف اعتمادهم على تناول السمك في وجباتهم الرئيسية بالإضافة إلى حبهم ركوب البحر والاعتماد عليه كمورد رزق. إلى ذلك، يقول مدير بلدية صور المهندس سليمان السنيدي “قمنا بتنفيذ عدد من المشاريع ذات الطابع البحري للحفاظ على هوية المدينة والتي تجاوزت 180 مشروعا متنوعا. ويضيف “شاركت المدينة في منافسات شهر البلديات والذي يهدف إلى دعم خطط الدولة التنموية التي تركز على مشاريع التطوير والتحديث وتوفير مستلزمات الحياة العصرية بالولايات؛ كإنشاء الأسواق والمسالخ والحدائق والمتنزهات وصيانتها، ورصف الطرق الداخلية وإنارتها، وإضفاء اللمسات التجميلية، ومشاريع التشجير”، لافتا إلى أن مسابقات الشهر عززت مفهوم العمل الوطني القائم على تكامل جهود المجتمع الذاتية وجهود البلدية وإمكاناتها لتعزيز الخدمات البلدية وتطويرها.
ويوضح السنيدي أن من جملة المشاريع التي ركزت على الطابع البحري للمدينة القيام بتنفيذ المشاريع الخدمية ومشاريع النفع العام والاهتمام بالمظهر الجمالي، وإقامة وتطوير الحدائق القائمة والمتنزهات، وتجميل مداخل الولاية والأسواق والأحياء السكنية ومشاريع التشجير، وتركيب أنظمة الري الحديث وإقامة المظلات، مضيفاً أن المشاريع الخدمية تضمنت مشاريع التجميل والتطوير كإقامة وتطوير الحدائق والمنتزهات والتي من بينها إنشاء حديقة الرصاغ، وتركيب ألعاب الأطفال، كما شملت مشاريع تجميل الطرق والأسواق والأحياء السكنية تنفيذ عدد من مشاريع التطوير والتجميل بلغت أكثر من 38 مشروعاً أبرزها إقامة مشروعي المسار الصحي بمنطقة العيجة ونيابة رأس الحد، ومشروع تجميل الميدان العام بمنطقة الصبخة، وتجميل وصيانة جميع الدوارات المرورية بمختلف مناطق الولاية، إضافة إلى تركيب عدد من أعمدة الإنارة ورصف المواقف العامة أمام المساجد، وتركيب البلاط المتشابك لأرصفة الشارع العام وتنفيذ مشاريع التشجير وتركيب أنظمة الري الحديث لعدد من المناطق والشوارع العامة والداخلية بالولاية.
مشاريع خدمية
شملت المشاريع المنفذة في مدينة صور صيانة المرافق العامة القائمة والتي تأثرت بالأحوال المناخية وتجديد القائم منها كصيانة الاستراحات والمظلات السياحية، وفي مجال الاهتمام بالصناعات الحرفية نفذت البلدية عددا من المشاريع التي تعنى بالاهتمام بالموروث الحضاري والتراثي للولاية منها إنشاء مصنع للنسيج بمنطقة صباخ، وصيانة وإعادة تأهيل مصنع الخناجر العمانية وإنشاء مظلات للصيادين، وإقامة وتنفيذ ورش تدريبية للشباب في حرفة لنسيج بهدف الحفاظ على هذه المهن التي تعد من الموروث التراثي للولاية. وحول مشاريع الاهتمام بالمظهر العام للولاية وتنفيذ المشاريع الخدمية، يقول السنيدي إن المشاريع بهذا الجانب شملت تنفيذ سدود حماية من الأودية ووادي بني جابر وقلهات، وإنشاء مظلات في بعض مقابر الولاية، كما شملت مشاريع الاهتمام بالمظهر العام تنفيذ حملات للنظافة تواصلت على مدار السنة شملت تنظيف الشواطئ والحفاظ على جماليات الأحياء السكنية والتجارية والصناعية بالولاية وإزالة المشوهات والمنازل القديمة الآيلة للسقوط، كما شملت المشاريع الخدمية تنفيذ مشروع إغلاق مردم الولاية القديم والذي تبلغ مساحته أكثر من ثلاثة كيلومتر مربع وتهيئة المردم الجديد بمنطقة بلاد صور، وتسوير عدد مقابر الولاية وصيانة البعض الآخر.
ومن أجل تعزيز وتنمية الثروات المائية كونها عنصرا أساسيا من عناصر التنمية، يبين السنيدي أنه تم تنفيذ عدد من المشاريع المائية والتي شملت صيانة أفلاج أبو من بمنطقة كبدا وفلج الصغير بمنطقة تيماء وفلج الكبير بمنطقة واد وتركيب الأنابيب البلاستيكية لها، كما تم عمل شبكة إمدادات مياه الشرب لقرية سيوى وبدة بنيابة طيوي وقرية المتجعرة بوادي بني جابر.
الحفاظ على المنجزات
في مجال النهوض بالوعي نحو الحفاظ على المنجزات والثروات المائية، يقول السنيدي إن البلدية حرصت على تفعيل جوانب التنمية لمختلف شرائح المجتمع وأطيافه المتعددة كون أن الوعي يأتي أولاً لخدمات أفضل يتماشى جنب إلى جنب مع تنفيذ المشاريع الخدمية، حيث تمت إقامة معرض شهر البلديات وموارد المياه السادس والعشرين بالميدان العام بمنطقة الصبخة اشتمل على معرض توعوي متكامل.
وأجنحة للشركات الخاصة والأهلية المعنية بالمساهمة في مشاريع شهر البلديات، وموارد المياه ومشاريعه الخدمية، وجناح آخر للصناعات الحرفية يتم فيه توزيع عدد من المطويات التوعوية والكتيبات الإرشادية لزائريه.
ويضيف أن الأنشطة التوعوية التي تنفذها بلدية صور لم تغفل عن استغلال الإعلانات المضيئة المتواجدة بالشارع العام حيث تم تركيب إعلانات تحمل بين طياتها عبارات إرشادية توعوية بأساليب مبتكرة تنمي السلوكيات الحميدة وتعزز مفهوم الوعي لخدمات أفضل، بالإضافة إلى إصدار عدد من المطويات والكتيبات.
ويخلص السنيدي إلى أن مدينة صور استطاعت تحقيق التكامل والتعاون المطلوب بين أجهزة البلديات والمواطنين لتفعيل دور العمل البلدي، وتعزيز مشاريعه الخدمية والتنموية، والتي مثلت فعالياته مناسبة وطنية وذلك بهدف ضمان مشاركة المواطن وتعاونه وتعزيز دوره في بناء وطنه وتنمية مجتمعه، وتأكيد علاقة التعاون والتكافل بين المواطنين وبلدياتهم.
المصدر: مسقط