أحمد النجار (الشارقة)

رسائل موسيقية عابرة للثقافات، ترتحل من قلب الشارقة إلى العالم.. مقطوعات وجدانية بنكهة الفلامينكو وعراقة الطرب الصوفي، ونفحات الأداء الأوبرالي، ضمن أمسية رومانسية ملهمة، جوهرها المحبة وأنغامها السلام وألحانها التسامح الراقي الذي يعكس إشراقات التعايش الإنساني، وذلك ضمن تألق الإمارة الباسمة الفني في اليوم الثاني لمهرجان الشارقة للموسيقى العالمية بنسخته السادسة، والذي تقدمه هيئة الإنماء التجاري والسياحي، وينظمه مركز فرات قدوري للموسيقى، حيث احتضن أمس الأول مسرح جزيرة العلم حفلاً موسيقياً قدمته الفرقة الكورية والسوبرانو المغربية سميرة القادري والمغني الأوبرالي الإسباني آركانغل الفائز بجائزة «جرامي» لعام 2018، برفقة 15 عازفاً من أوركسترا مهرجان الشارقة للموسيقى العالمية بقيادة المايسترو محمد صديق.

تجارب عريقة
تظاهرة موسيقية احتضنت 3 تجارب عريقة الانتماء، انتزعت حماسة الجمهور الذي كان جزءا مهماً من هذا المشهد بوصفه لوحة موسيقية على خلفية أكبر سارية تحمل علم الإمارات وسط إطلالة على البحر، وعبر تلاوين موسيقية من تراث 3 بلدان هي كوريا وإسبانيا والمغرب، تم تقديم لغة مخملية عابرة للحدود تفهمها كل القلوب، حيث استهلت فرقة دنغيانغ غوزوبا الكورية وصلة البداية، ولامست شغاف الجمهور عبر تقديمها 7 مقطوعات فانتازية من توقيع ثلاثة شباب محترفين على الإيقاع والصولو والجيتار، حيث مزجت بين الجاز والبوب وموسيقى شعبية مختارة من التراث الكوري.

روائع النغم
الأنغام الكورية ذات الطابع الرومانسي، وصفها متذوقون وموسيقيون متخصصون، بأنها بمثابة انفعالات درامية وحوارية ملهمة أبطالها ثلاثة أصدقاء تحدثوا عزفاً بلغة شفافة لامست القلوب بنعومتها وعذوبتها، اختزلوا فيها كثيراً من مشاعر الحب والفرح والشوق والبكاء والحزن والسكون، عواطف موسيقية معقدة لم يتوقف الجمهور عن التصفيق لها بحرارة، وتوثيقها بعدسات هواتفهم لتبقى شاهدة على ذكرى جميلة في أمسية موسيقية تنتصر للحب والفرح والجمال لتصنع الإلهام الذي يغذي الذائقة بروائع النغم العالمي.

صوت الفرح
وعقب الوصلة الكورية، كان الجمهور على موعد مع توليفة موسيقية جمعت بين الروح الأندلسية وعراقة الغناء المغربي، مع صوتين عالميين في الحضور والأداء لهما مكانة خاصة، هما السوبرانو المغربية سميرة القادري والمغني الأوبرالي الإسباني الشهير آركانغل، حيث قدمت سميرة قطعتين من التراث الأندلسي مطعمة بالغناء المغربي، معتبرة أن الشارقة تعد بالنسبة لها أول منصة فنية عربية تؤدي فيها الغناء الأوبرالي، وتفننت القادري في أداء أغنية أوبرالية رافقتها مشاهد على الشاشة تجسدت فيها قصة حب من التراث الأوروبي، بطلتها فتاة تفكر بالهجرة إلى حبيبها من أجل تتويج حبها بالزواج، وعلى وقع صوت سميرة بفخامته وأناقته، عرضت الشاشة العملاقة في خلفية المسرح مشاهد من فيلم رومانسي يحاكي كلمات الأغنية على طريقة الفيديو كليب.
وتألقت القادري في تقديم مزيج غنائي بين الأوبرا والفلامينكو، بمشاركة المغني الإسباني آركانغل، حيث حلقا عالياً في سماء الطرب الأندلسي المطعم بنفحات التراث المغربي، ثم ارتحلا في فضاء الموسيقى الإسبانية مع فخامة الأداء المبهر والقدرات الصوتية المترفة بأناقة الإحساس.
وأكدت سميرة لـ«الاتحاد»، أنها تنشد دائماً أن تكون سفيرة للحب والسلام بين كافة الشعوب والثقافات من أجل نشر صوت الفرح وقيم التعايش والتسامح.