دينا محمود (لندن)

كشفت مواقع عالمية متخصصة في حركة السفر الجوي النقاب عن الأسباب الحقيقية للتهديدات التي دأبت شركة «الخطوط الجوية القطرية» المثقلة بالخسائر على إطلاقها بالانسحاب من تحالف «وان وورلد» (عالم واحد) الذي يضم 13 من كبريات شركات الطيران العالمية، وسخرت مما تزعمه الشركة بشأن قدرتها على العمل بشكل منفصل عن التحالف دون أن تتضرر إيراداتها المتراجعة أساساً في الوقت الحاضر جراء مقاطعة الدول الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) لقطر منذ يونيو 2017.
واستنكر موقع «سيمبل فلاينج» ادعاء الشركة القطرية بأنها ليست بحاجة إلى التحالف، وأن بوسعها تحقيق نتائج أفضل بكثير عبر الاعتماد على قدراتها الذاتية، وذلك في إشارة ضمنية إلى تفاقم الأزمات التي تضرب الشركة منذ فرض الدول الأربع تدابيرها الصارمة ضد الدوحة، ما أدى إلى خسائر 11% من شبكة الخطوط و20% من الإيرادات خلال ستة أشهر. وقال إن الشركة القطرية تلوح بالانسحاب من «وان وورلد» بسبب غضبها الشديد حيال علاقات الشراكة التي تجمع بين أعضاء في التحالف الذي دشن عام 1999، مع شركات طيران خليجية تعتبرها «القطرية» منافساً قوياً على الصعيد الإقليمي، وكذلك بفعل ردود الفعل الرافضة للخطط التوسعية التي وضعها الناقل القطري باتجاه مقاصد أسترالية، ما سيلحق خسائر بالشركات المحلية العاملة هناك.
واتهم الموقع «الخطوط القطرية» بـ«الهذيان» فيما يتعلق بتهديداتها المتكررة التي لم تنفذها قط بالانسحاب من التحالف الجوي الضخم الذي يسيّر رحلات إلى قرابة ألف مطار في أكثر من 158 دولة حول العالم، ويخدم نحو 528 مليون مسافر سنوياً. وقال في إشارة إلى الأساليب المتهورة إن مسؤولي الشركة يعمدون إلى «التحرش» ببعض شركات الطيران الكبرى من بين أعضاء التحالف واستعدائها، مثل «أميركان أيرلاينز» الأميركية و«كانتاس» الأسترالية.
وأبرز التقرير خروج مسؤولي بعض هذه الشركات عن صمتهم الذي التزموا به لفترة طويلة حيال التهديدات القطرية، وذلك عبر تصريحات أدلى بها مؤخراً المدير التنفيذي لـ«كانتاس» آلان جويس وشدد فيها على أن بمقدور الناقل الجوي لقطر الانسحاب من تحالف «وان وورلد» إذا شاء. وألقى الضوء على التحدي الذي انطوت عليه نبرة جويس في حديثه عن تهديدات «القطرية» بالانسحاب، خاصةً قوله: «إذا كانت «القطرية» تشعر بأنها ستُبلي على نحوٍ أفضل خارج وان وورلد، فإن الأمر يعود إليها»، وهي تصريحات التزم المسؤولون القطريون الصمت حيالها حتى الآن.
وأبرز «سيمبل فلاينج» الخلاف المحتدم تحت السطح بين «القطرية» و«كانتاس» بفعل خطط الشركة الأولى لفتح خطوط جوية تصل مباشرة إلى مدن أسترالية، مثل أديلايد، وبريزبن وبيرث. ومن شأن تدشين مثل هذه المسارات الجديدة تجنيب «القطرية» الاعتماد، كما كان الحال في السابق على «كانتاس» لإيصال مسافريها إلى مدن أسترالية أخرى غير عاصمتها كانبيرا ومدينة سيدني، ما سيؤدي إلى تقليص أرباح الناقل الوطني لأستراليا الذي يرفض بشدة خطط الدوحة توسع «القطرية» في رحلاتها صوب أستراليا.