عدن (الاتحاد)

تتجاهل ميليشيات الحوثي الإرهابية معاناة السكان الذين يعيشون تحت وطأة انعدام المشتقات النفطية والغاز المنزلي وغلاء الأسعار وانقطاع الرواتب، لتسخر إمكاناتها المالية الضخمة للإنفاق على فعالياتها الطائفية ومهرجاناتها.
وكثفت ميليشيات الحوثي خلال الأيام الأخيرة أنشطتها الطائفية في صنعاء وبقية المحافظات الخاضعة لها، استعداداً للاحتفال بذكرى المولد النبوي، وتنفق الميليشيات أموالاً طائلة على مناسبتها الطائفية في خطوة استفزت مشاعر موظفي الدولة الذين لم يتسلموا مرتباتهم منذ 20 شهراً.
وفي الوقت الذي تحرص فيه الميليشيات على الإنفاق بشكل سخي على فعالياتها الطائفية المتعددة واحتفالاتها المتكررة من خلال تخصيص مبالغ ضخمة تقدر بمليارات الريالات، دون أن يلقي قادتها أي بال لمعاناة مئات الآلاف من الموظفين الحكوميين الذين أوقفت دفع رواتبهم منذ 20 شهراً. وقال وزير الإعلام اليمني معمر الارياني، في تغريدة على «تويتر»، إن «سلطات الانقلاب الحوثية رصدت مبلغ ‏65 مليار ريال لإحياء شعائرها الطائفية المستوردة من طهران والدخيلة على مجتمعنا اليمني، فيما رواتب الموظفين تنهب منذ ثلاثة أعوام وملايين اليمنيين في مناطق سيطرتها يتضورون فقراً وجوعاً‎». وعادة ما تلجأ الميليشيات إلى تمويل الفعاليات من إيرادات المؤسسات الخاضعة لها، كما تجبر التجار على دفع مبالغ ضخمة للمشاركة في تغطية النفقات ودفع المكافآت لعناصرها الذين تحرص على عدم وقوعهم في فخ الحاجة كما حال أغلب السكان والموظفين.
وقامت مليشيات الحوثي باستعدادات كبيرة، لإحياء الفعالية، تضمنت طباعة عدد كبير من المطبوعات الطائفية واللافتات الدعائية، ونشرها في شوارع العاصمة، وتوزيع كم كبير من الأعلام الخضراء.
وما إن تنتهي الميليشيات من فعالية طائفية، حتى تأتي فعالية أخرى، من «الغدير» إلى ذكرى «الصرخة» إلى «عاشوراء» إلى ذكرى الانقلاب، وكل فعالية تحتاج إلى ملايين الريالات، وما أن تنتهي من إزالة لوحات دعائية ضخمة رفعت في مناسبة ما، حتى ترفع بدلاً عنها لإحياء مناسبة أخرى، وبميزانية ضخمة تحدق فيها أنفس كسرها الجوع، وقلوب ساخطة.
أحد أبرز ملاك شركات الدعاية والإعلان بصنعاء، قال إن ما تنفقه ميليشيات الحوثي، لطباعة صور مئات من قتلاها تصل تكلفة كل قتيل إلى 140 ألف ريال، حيث يتم طباعتها بالفورمات، ويشير بخصوص طباعة الدعاية الطائفية، إلى أن أمانة العاصمة فقط تحتاج إلى نحو 2000 لافتة كبيرة الحجم، وتكلفة الواحدة 150 ألف ريال، وطباعة 30 ألف لوحة من الحجم الصغير بما يقارب 20 ألف للواحدة.
وأضاف أن تكلفة اللوحات القماشية، التي تعلق في الحارات 10 آلاف ريال للواحدة على الأقل، والتي يكتب عليها عبارات للهالك «حسين الحوثي» وغيره، ويتم طباعة عشرات الآلاف منها، ناهيك عن أكياس المخمل التي تكلف نصف مليون ريال لـ10 آلاف كيس وتم طباعة أضعاف هذا العدد. كما تنفق الميليشيات الإرهابية ملايين الريالات على ندوات وفعاليات طائفية في صنعاء ومحافظات خاضعة للانقلاب.