قدمت المصّممة الإماراتية رابية زي مجموعتها الجديدة لموضة المحجبات لموسمي رمضان والعيد في خط الملابس الجاهزة، رافعة شعار الحشمة والوقار كعنوان يؤطر عملها، مظهرة شكلاً مختلفاً من القطع والموديلات العملية التي تتسم بحس المعاصرة والبساطة والأناقة بلا حدود. بالرغم من أن انطلاقة المصّممة الإماراتية رابية زي كمصممة فتية في عالم الموضة، لم تتجاوز البضع سنوات فقط، حث بدأت في منتصف العام 2007، وذلك بعد أن أكملت تعليمها في أكاديمية لتصميم الأزياء في أميركا، لتنطلق منها بمشوار الطموح والعمل، وتشارك بعدد من العروض الناجحة من خلال مواسم مختلفة من أسابيع الموضة العالمية، في كل من لندن، ونيويورك، وميامي، ودبي، وتقدم نفسها كمصممة صاعدة من فئة “المواهب الشابة”، وتستقطب الأنظار لموهبتها المبشرة بطراز جديد ومعاصر من ملابس المحجبات على وجه التحديد. إطار إسلامي فضلت زي في هذا الشهر الفضيل أن تبقى محافظة على خطها الذي عرفت به، لتقدم مجموعة عصرية من الملابس الجاهزة، ذات الطراز الغربي والخطوط الأوروبية، ولكن ضمن إطار إسلامي مدروس ووقور، متميزة بابتكار موديلات أنيقة تتسم بحس عملي بسيط وسلس، لتلائم أجواء النساء العاملات وطالبات الجامعة، وهي تشير لهذا، قائلة “انحداري من أصول مختلفة، لأب إماراتي وأم أفغانية مع نشأتي في أميركا، كان سببا لنهجي هذا الاتجاه، ما دفعني لابتكار مفهوماً جديداً للحجاب بحيث أجمع ما بين الحشمة والأناقة، والالتزام الديني مع مواكبة الموضة، محاولة في الوقت ذاته تبديد فكرة ربط لبس الحجاب بالعباية التقليدية السوداء، لأفتح الباب واسعا للنساء المحتشمات وأبتدع خيارات أكثر للمحجبات، فاستبدل العباية الخليجية المعروفة هنا بأنواع أخرى من القمصان الطويلة والفساتين القصيرة التي تسمى بـ”الدرسي”، والتي تلبس مع بنطلونات مختلفة من الجينز، والكريب، والحرير، والقطن “لينين”، وليكون غطاء الرأس اختياريا إما من نفس لون وقماش القميص أو أي وشاح “اسكارف” مطبوع يتناغم وينسجم معه”. الأجيال الشابة وتضيف “تصميم الملابس الإسلامية للمتحجبات بصورة أنيقة ومعاصرة ليست بالعملية الهينة أو اليسيرة كما يظن البعض، لأنها تقولب المصمم وتحجمه وتضعه بإطار صندوق محدد المساحة، لا يستطيع تجاوز حدوده، لأنه محاصر بعدة شروط والتزامات صارمة لا يسهل الالتفاف حولها، فما هو مسموح لبقية المصممين كاستخدامهم عناصر جمالية معينة في قوام المرأة، أو إضافتهم المزيد من التشويق والإثارة على التصميم، من خلال تفصيل بعض القصّات الجريئة مثلا، كالديكولتهات الواسعة والفساتين القصيرة والموديلات الضيقة، لا يتماشى مع شروط ارتداء الزي الإسلامي الملتزم، لذا أحتاج كفنانة ومصممة مسلمة إلى الكثير من الخيال والتفكير قبل الشروع بأي مجموعة أزياء محتشمة تتماشى مع الدين ولا تخرج عن نطاق الأناقة”. ظهرت التشكيلة الجديدة بعدة أنماط ونماذج، كلها تشي بحيوية وديناميكية خاصة، مع بساطة وانسيابية مريحة، قطع وموديلات تحافظ على وقار المرأة الشرقية، وتحترم هويتها الإسلامية الأصيلة، فتعكس شكلا جديدا وغير مألوف من التصميمات العملية المعاصرة، مستلهمة إيحاءات حديثة من ملامح الأجيال الشابة من الفتيات المسلمات. إلى ذلك، تقول زي “من خلال وجودي في دبي وبحثي على الشبكة الإلكترونية وسفري الدائم، تعرفت على شريحة واسعة من النساء المسلمات حول العالم، فرصدت نمط ملابسهم وطريقة تفكيرهم وأسلوب حياتهم، وما يفضلونه من اكسسوارات وألوان وما إلى ذلك، وأوجدت في ذهني نموذج للفتاة المسلمة المعاصرة كما يجب أن تكون، وحولتها لأيقونة أستوحي منها خيالاتي وموديل يلهمني، لأصمم أشكالا مختلفة ومتنوعة من الملابس الجاهزة”. وتكمل “لموسمي رمضان والعيد اخترت ألوانا مرحة وزاهية، بعدة ظلال وتدرجات لونية نابضة بالحياة، لأحتفي بالمرأة في الشهر الفضيل وعيد الفطر، فضمنت تشكيلتي الكثير من قوة الفوشيا الصارخ، وفرحة البرتقالي النضر، وألق الرمادي الفضي، وأناقة البيج العاجي، مع فورة البني الشوكلاته، وسطوة الأسود الفاحم، لأنفذها بخامات وأقمشة مطواعة ولدنة من الجرسية “ سترتيتش” والقطن المنعش، مع الحرير الطبيعي، والكريب جورجيت”. وتضيف “عمدت من خلال اللعب بالقصات والتحكم بانسيابية القماش إلى إضافة المزيد من الحيوية والطاقة على كل تصميم، ونسقت بين الألوان المتضادة والمتجاذبة، لأركب عدة تدرجات لونية مع بعضها البعض، مع نوعيات مختلفة من الخامات ضمن القطعة الواحدة، ثم أكمل لمستي الأخيرة بوشاح مرن يغطي الشعر كحجاب يكون من ذات قماش “الدرسي” أو القميص، لتظهر المرأة المسلمة في النهاية بشكل عصري، منسجم وأنيق”.