أبوظبي (الاتحاد)
شاركت مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون في فعاليات معرض «فن أبوظبي» لهذا العام، وعرضت في جناحها أعمالاً مختارة لفنانين إماراتيين ومقيمين في الدولة، عكست القيم الأساسية التي تبناها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وافتتحت هدى إبراهيم الخميس - كانو، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون الجناح الذي يأتي تحت شعار «زايد: القوة الناعمة»، وذلك بالتزامن مع احتفالات الدولة بـ«عام زايد»، وعكس شعار الجناح القيم الأساسية التي تبناها وعمل من أجلها الوالد المؤسس، وكانت جزءاً أصيلاً من القيم التي تأسس عليها اتحاد دولة الإمارات.
وعرض الجناح عدداً من الأعمال الفنية من إبداع الفنانين: عبدالغني النحوي، ابتسام عبدالعزيز، د. أحمد الفارسي، نايف البلوشي، مهى علي عبدالله، حسين الموسوي، وباتريسيا ميلنز، ورنيم عروق.
وجاء اختيار الفنانين المشاركين في الجناح بناء على دعوة مفتوحة وجهتها المجموعة لمجتمع الفنانين التشكيليين الشباب للتقدم بأعمالهم أو إبداعاتهم المكتملة، والتي تعكس قيم الشيخ زايد: الحكمة والسلام، التسامح والاحترام، الاستدامة وحماية البيئة، التنمية البشرية والمعرفة، والوحدة.
وخلال زيارتها للمعرض، أكدت هدى إبراهيم الخميس كانو، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، أهمية المشاركة في معرض فن أبوظبي، كونه يمثّلُ منصة إبداعية إماراتية تحتضن الحراك التشكيلي عالمياً، وتسهم في ترسيخ مكانة أبوظبي عاصمة للفنون، وقالت: «نشارك هذا العام تحت شعار (زايد: القوّة الناعمة) احتفالاً بعام زايد الذي يصادف مئوية ولادة الباني المؤسس، رحمه الله، حيث أطلقنا دعوة للفنانين التشكيليين من الإمارات، لإنجاز أعمال فنية نعرضها في جناح المجموعة، تستلهم الصفات القيادية للشيخ زايد، وتسلط الضوء على إرثه الذي نعيشه ونحرص على أن ننقله للأجيال القادمة، والمتمثل في قيم الحكمة والسلام والتسامح والاحترام والاستدامة وحماية البيئة وبناء الإنسان والمعرفة والوحدة».
وتابعت: «تجسّد أعمال ثمانية فنانين ضمن جناح المجموعة رؤية الشيخ زايد في بناء جسور التواصل مع العالم، هذه الجسور التي نمكّنها بالدبلوماسية الثقافية كمرتكز لشراكاتنا وعلاقاتنا الدولية، وكأداة لتحقيق التفاعل الإبداعي بين الفنانين الإماراتيين ونظرائهم من المنطقة والعالم».
وختمت سعادتها: «إنّ ما نقدّمه يعكس التزامنا بتحفيز الإبداع والتعبير عن الموروث المحلي بالفنون المعاصرة، من خلال فعاليات تعليمية مجتمعية يقدمها الجناح بينها الندوات الحوارية والجولات الإرشادية وتعليم التصوير الفوتوغرافي باستخدام الهاتف المحمول توثيقاً لتجربة تفاعلية إنسانية عريقة يقدمها معرض فن أبوظبي».
كما استضاف معرض «فن أبوظبي» عملاً فنياً مميزاً بعنوان «قوارير البولينغ» من إبداع نزلاء مراكز إيواء ضحايا الاتجار بالبشر والذي أشرفت عليه الفنانة جينيفر سيمون، وجاء نتاج عامين من العمل الدؤوب مع 20 ناجياً وناجيةً من عمليات الاتجار بالبشر. وتتكون هذه التحفة الفنية من 10 قوارير بولينغ مطلية ومزينة بشكل مختلف عن بعضها، وأمامها كرة بولينغ مكتوب عليها كلمة «الحياة» باللغتين العربية والإنجليزية، ومرصعة بمئات المسامير الصغيرة الحادة. ويقدم هذا العمل الفريد رسالة بسيطة وواضحة مفادها: أن النسوة والأطفال الموجودين في مراكز إيواء في أبوظبي، والذين أبدعوا هذه التحفة بكل محبة وإنسانية، يعلنون وقوفهم بكل اعتزاز في وجه جميع أشكال الاضطهاد، وقد كان إنتاج هذا العمل بمثابة علاج فعال لمداواة جراح هؤلاء الضحايا. ويندرج استخدام الفن والإبداع في العلاج في صميم مشروع «تعابير صامتة» الذي انطلق منذ ست سنوات كنتيجة للتعاون المشترك بين «مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون» ومراكز إيواء ضحايا الإتجار بالبشر.