أحمد عبدالعزيز (أبوظبي)
تستعد الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث لإصدار معيار جديد لاستمرارية الأعمال، وذلك في العام الجديد 2020، ليصبح معياراً بمواصفات إماراتية خاصة ويعكس الانتقال من مرحلة تأسيس فكر الاستجابة للاستمرار في الأعمال بأوقات الأزمات والطوارئ إلى مرحلة جديدة لوضع البرامج من خلال المعيار الجديد.
جاء ذلك في الملتقى الأول لـ «استمرارية الأعمال أثناء الأزمات 2019.. الجاهزية والتكامل» ونظمته القيادة العامة لشرطة أبوظبي برعاية معالي اللواء الركن طيار فارس خلف المزروعي قائد عام شرطة أبوظبي، الذي عقدت جلساته على مدار يوم واحد أمس، في فندق فيرمونت باب البحر بأبوظبي. وأوصى الملتقى الأول لاستمرارية الأعمال أثناء الأزمات، بضرورة عقد لقاءات ثنائيه بين فرق إدارة الكوارث واستمرارية الأعمال لجميع الشركاء الاستراتيجيين مع إدارة الأزمات والكوارث بالقيادة العامة لشرطة أبوظبي. ودعا المشاركون في الملتقى الذي نظمته شرطة أبوظبي إلى مواصلة التنسيق وعقد الملتقيات في مجال استمرارية الأعمال بين جميع فرق الطوارئ من أجل الاطلاع على التطورات والتغييرات المستمرة، وحث المشاركون على ضرورة تبادل الخبرات والتجارب الناجحة مع الدول المتقدمة في مجال استمرارية الأعمال.
محطة مهمة
وأكد معالي اللواء الركن طيار فارس خلف المزروعي قائد عام شرطة أبوظبي في كلمته الافتتاحية التي ألقاها العميد سهيل سعيد الخييلي، مدير قطاع العمليات المركزية بشرطة أبوظبي بالإنابة عنه، أن الملتقى يمثل محطة مهمة في مجال تبادل المعرفة والخبرات واستشراف المستقبل ومواجهة التحديات في حالات الطوارئ والأزمات.
وأشار إلى أن اجتماع خيرة الخبراء والمختصين في اعتماد أفضل النظريات والمبادرات يسهم في ضمان استمرارية الأعمال وتقديم كافة أنواع الخدمات لقطاعات المجتمع المختلفة، دون التأثير على جودة الخدمات، وبما يكفل استمرارية تعزيز مفهوم الأمن والاستقرار وتعزيز ثقة أفراد المجتمع بالمؤسسة الشرطية.
الجاهزية والاستعداد
وتابع المزروعي: «نعلم جميعاً أن ضمان استمرارية الأعمال خلال الأزمات والطوارئ لابد أن يكون في أفضل صورة من خلال الوصول إلى أعلى درجات الجاهزية والاستعداد لكافة الوحدات الشرطية والأمنية ووحدات الدعم والإسناد واعتماد أفضل المبادرات الاستراتيجية الكفيلة بضمان أفضل مستويات التعاون والتنسيق بين كافة القطاعات الأمنية والشرطية من جهة ومع الشركاء من جهة ثانية، في إطار عالٍ من التكامل والجاهزية والكفاءة على الأداء وفق أعلى مستويات الجودة في بيئة المخاطر والحد من التأثيرات السلبية لتلك المخاطر والتهديدات.
تعزيز الأمن
من جانبه، أوضح العميد سهيل سعيد الخييلي، مدير قطاع العمليات المركزية بشرطة أبوظبي، أن الملتقى يأتي في إطار الحرص على استمرارية العمليات وتقديم الخدمات لمواطني ومقيمي وزوار إمارة أبوظبي، مؤكداً الاهتمام بالتنسيق والتعاون واعتماد أفضل مستويات التكامل والجاهزية، لافتاً إلى أن الأزمات والتهديدات هي من أكبر المخاطر التي تعمل الأجهزة المختصة على اعتماد أفضل السبل والآليات المناسبة للحد منها والتقليل من آثارها.
تجربة شرطة أبوظبي
وقدم عدد من المشاركين في الملتقى عدة مشاركات تطرقت إلى تجارب مؤسساتهم في هذا الإطار، وقدم العقيد أحمد ناصر الكندي مدير إدارة الأزمات والكوارث بشرطة أبوظبي عرضاً تقديمياً، استعرض من خلاله تجربة شرطة أبوظبي في مجال إدارة استمرارية الأعمال، وأهم الإنجازات التي تمت خلال الفترة السابقة، والخطط البديلة أثناء التعامل مع الطوارئ والأزمات والكوارث، وتأهيل وتدريب الكادر البشري الشرطي للتعامل مع أي حدث واستحداث المراكز الشاملة في إمارة أبوظبي والتي من خلالها تتمكن المراكز الشرطة من تقديم الخدمات جميعها بنفس المستوى.
مديرون للأزمات لـ«الاتحاد»: «استمرارية الأعمال» ضرورة في حالات الطوارئ
أكد مديرون لإدارة الطوارئ والأزمات في جهات حكومية، في تصريحات لـ«الاتحاد» على عامش ملتقى شرطة أبوظبي لاستمرارية الأعمال، أهمية الوصول إلى معيار حديث مطور لاستمرارية الأعمال، مشيرين إلى ضرورة أن يتحلى هذا المعيار بالمرونة اللازمة ما يسمح للمؤسسات والهيئات بتطبيق برامج الاستجابة واستمرارية الأعمال في حالات الطوارئ والأزمات والكوارث بما يتناسب مع قدرات وحجم هذه المؤسسات.
وقال سلمان علي السلمان رئيس قسم استمرارية الأعمال بالهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث: «إن الدولة انتقلت من مرحلة تأسيس فكر استمرارية الأعمال إلى بناء قدرات المؤسسات في هذا الشأن إلى أن وصلنا إلى النضج الكامل في إدارة استمرارية الأعمال، حيث إن المعيار الجديد يتيح للمؤسسات حرية التصميم والتطبيق بما يتناسب مع حجمها في حالات الطوارئ والأزمات والكوارث».
وقال العقيد أحمد ناصر الكندي مدير إدارة الأزمات والكوارث بالقيادة العامة لشرطة أبوظبي: «إن الهدف من الملتقى ضمان الجهود الحكومية والخاصة في تطبيق منظومة استمرارية الأعمال ومشاركة الخبرات والممارسات الريادية في مجال استمرارية الأعمال مع مختلف الجهات الحكومية والشركاء الاستراتيجيين».
وقال الدكتور سيف جمعة الظاهري مدير إدارة السلامة والوقاية بالهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات: «الملتقى منصة مهمة لنشر الثقافة وتبادل الخبرات فيما يتعلق بالاستجابة للطوارئ والأزمات والكوارث»، مشيراً إلى أن الهيئة تتواجد في الملتقى كخطوة من الخطوات التي قامت بها دولة الإمارات سواء على المستويين المحلي والاتحادي في هذا المجال».