الشارقة (الاتحاد)

نجح كريم بنزيمة في الحفاظ على هيبة الريال، قبل موقعة الكلاسيكو، بهدف قاتل منح به التعادل لفريقه في مباراة لم يكن الملكي هو الطرف الأفضل فيها، وعلى الرغم من أن التعادل ليس طموح الريال في أي مباراة يخوضها، فإنه أتى بطعم الانتصار، بالنظر إلى سيناريو المباراة، وتفوق خفافيش فالنسيا في كثير من فتراتها، كما أن توقيت وطريقة تسجيل هدف التعادل، جعلت الجميع على يقين بأن الملكي نجح في حفظ الهيبة والمعنويات قبل قمة القمم الكلاسيكية، التي تجمعه مع البارسا غداً في الكامب نو.
كريم بنزيمة رفع رصيده للهدف 12 في الليجا الموسم الحالي، ليعادل ليونيل ميسي قبل ساعات من القمة الموعودة، وهي مفارقة من شأنها رفع الحوافز لدى النجم الفرنسي الذي أصبح في وضع مقارنة من حيث التأثير مع ميسي، بل إن بنزيمة يتفوق على الساحر الأرجنتيني من حيث صناعة فرص التسجيل، والتي بلغ عددها 31 فرصة، الموسم الحالي في الليجا، في حين صنع ليون 30 فرصة تسجيل، ولكن نجم التانجو عاد ليتفوق عليه من حيث صناعة الأهداف، والتي بلغ عددها 6، وفي المقابل صنع الفرنسي 5 أهداف.
والأرقام والإحصائيات المشار إليها، وظهور فكرة المقارنة الرقمية على الأقل بين بنزيمة وميسي، من شأنها رفع معنويات النجم الفرنسي، فقد تحول منذ رحيل كريستيانو رونالدو إلى نجم أول في الفريق، بعد أن كان مجرد لاعب يقوم بأدوار تكتيكية مساعدة من أجل رونالدو، وفي الوقت الذي كانت حمى المقارنات بين ليو والدون تجتاح العالم على مدار أكثر من عقد، أصبح بنزيمة في وضع مقارنة مع ميسي، ولو بصفة مؤقتة، وبحكم تقارب وتشابه الأرقام بينهما الموسم الحالي في الليجا. مفارقة أخرى شهدتها المباراة التي خرج منها الريال بأقل الخسائر، فقد كان أقرب للهزيمة في جحيم المستايا معقل خفافيش فالنسيا، وهي أن تيبو كورتوا الذي كان مثار سخرية جماهير الكرة العالمية، بالنظر إلى معدلات استقباله للأهداف، تحول إلى صانع لها على الرغم من أنه حارس مرمى، فقد شارك في تسجيل هدف التعادل عن طريق الضربة الرأسية التي ارتدت وسجل منها بنزيمة هدف التعادل، وهو الأمر الذي جعله مثار إعجاب كبير، بل ومقارنات مع بعض المهاجمين الذين لم يتمكنوا من إحداث نفس التأثير، وخاصة على مستوى الضربات الرأسية. من جانبه، قال زين الدين زيدان: إن الحصول على نقطة واحدة من المباراة أمام فالنسيا أمر يدعو للخجل، قياساً بطموح الريال الدائم لتحقيق الفوز، وبالنظر كذلك للمحاولات الهجومية للفريق وخاصة في شوط المباراة الأول، وأقر زيدان بتفوق فالنسيا في الشوط الثاني، كما أشار إلى أنه لم يطلب من كورتوا الخروج لمساعدة الهجوم في المشهد الأخير للمباراة، ولكن هذا الأمر له مدلول خاص، وهو شجاعة وحماس نجوم الريال وبحثهم الدائم عن التسجيل والفوز وعدم الاستسلام.
وفي الجانب التنظيمي لموقعة الكلاسيكو بين البارسا والريال، كشفت تقارير إسبانية عن أن 12 مدرعة سوف يتم تخصيصها لحماية الريال خلال فترات وجوده في برشلونة لخوض المباراة، وذلك تحسباً لأي مشكلات أمنية في ظل التوتر الحالي، وتهديد بعض الجماعات السياسية بالقيام بمظاهرات تدعو للانفصال الكتالوني عن مدريد، وكشفت التقارير كذلك عن أن فرص اجتياح الملعب، أو الهجوم على حافلة الريال، أو منع الفريق الملكي من خوض المباراة بأي طريقة تخرج عن سيطرة الأمن، ليس وراداً بدرجة كبيرة، فقد تم اتخاذ كافة التدابير من أجل حماية الجميع، والتي تضمن إقامة المباراة التي يترقبها الملايين حول العالم.