سامي عبدالرؤوف (دبي)

بدأت أولى جلسات القمة، بجلسة حوارية لقادة التسامح «شارك فيها كل من معالي الدكتورة أمل عبد الله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، والأميرة لمياء بنت ماجد آل سعود، الأمين العام وعضو مجلس أمناء مؤسسة الوليد الإنسانية العالمية في السعودية، ومعالي الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، والسفير الدكتور أحمد إيهاب جمال الدين مساعد وزير الخارجية لحقوق الإنسان والمسائل الإنسانية والاجتماعية الدولية من جمهورية مصر العربية، واداما دنينغ المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بمنع الإبادة الجماعية» وأدارتها الإعلامية إيمان لحرش من قناة سكاي نيوز العربية.

فخر واعتزاز
واستهلت معالي الدكتورة أمل عبد الله القبيسي حديثها بالقول: إن قادة دولة الإمارات هم قادة التسامح ومصدر الفخر والاعتزاز، متطرقة إلى الدور الذي انتهجه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وقالت التسامح بالنسبة لمؤسس دولتنا قيمة أخلاقية عالية مبنية على احترام الاختلاف مع الآخر، واليوم الإمارات تضم 40 كنيسة ومعبدا في دلالة واضحة على احترامها لمختلف الديانات والمعتقدات، وكل ذلك بلا شك أدى إلى وجود مناخ ملائم، تسوده قيم الخير والحب، بعيدا عن الغلو التطرف.

تمكين المرأة
بدورها، تحدثت الأميرة لمياء بنت ماجد آل سعود، عن دور المنظمات غير الحكومية في نشر وترسيخ التسامح وعملها جنبا إلى جنب إلى جانب الحكومات، واستعرضت جهود مؤسسة الوليد في تمكين المرأة من خلال مجموعة مراكز منتشرة في أفضل المؤسسات التعليمية، وقالت إن جهودهم لردم الفجوة التي نشأت جاءت بعد هجمات 11 سبتمبر، وعمدوا على تنفيذ دراسات وأبحاث حول واقع حياة المسلمين في المجتمع الأوروبي وكيفية تأمين ظروف معيشية بصورة أفضل.
وقالت :«للأسف الصحافة الغربية لديها صورة مغلوطة عن المرأة بأنها مضطهدة في السعودية، ولكن لا أحد يعرف المرأة السعودية وإمكانيتها وقدراتها، وأتمنى من هذا المنبر وفي ظل تواجد شخصيات قيادية من دول عالمية أن نعطى فرصة وأن يتم تقبل واحترام عاداتنا وتقاليدنا، التي هي جزء من منظومة الوجود تقبلهم كما يتقبلون الآخر بكل احترام ومودة دون إصدار أحكام مغلوطة عنهم».

دور رجال الدين
وأجاب معالي الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، عن تساؤل حول الدور المنتظر من القادة والدبلوماسيين ورجال الدين لنشر التسامح باعتبارهم قدوة في محيط مجتمعاتهم، قائلاً: على القائد أن يحمل خصالاً عديدة مثل العدالة والمساواة وقبول الآخر والتعايش المشترك».

الوسطية والاعتدال
وسلط السفير الدكتور أحمد إيهاب جمال الدين الضوء على جهود مصر في اتباع خط الوسطية والاعتدال رغم محاولات الاستهداف لهوية الدولة ونسيجها الاجتماعي، مؤكدا أن مصر حصنت نفسها بجهد واضح من قيادتها وإرادتها السياسية.
وأشار إلى أن مصر حاضنة للحضارات والأديان، وهو أمر معروف تاريخيا، فتجد قرع أجراس الكنائس إلى جانب أصوات المآذن والمعابد، في امتزاج راق للحضارات، ورغم المحاولات، فإن المجتمع المصري ملتزم ومتمسك بقيمه، وثمن تجربة الإمارات من خلال تخصيص وزارة للتسامح.

تصاعد العنصرية
من جهته، أكد أداما دنينغ أن الأمم المتحدة حققت الكثير، فيما يتعلق بالمواثيق والقوانين لكن تبقى أيديهم مكبلة فيما يتعلق بالنزاعات والجرائم التي تحدث ضد الإنسانية، فالكل معني في الأمم المتحدة لتكريس، وجعل الإنسان مركزا لجميع القرارات، ولكن ما نشهده اليوم هو تراجع في احترام حقوق الإنسان، متسائلا: لماذا نشهد في الفترات الأخيرة نشوب وتصاعد العنصرية، ونرى مهاجري بودابست على سبيل المثال يتم إذلالهم وجرح إنسانيتهم».
كما تحدث عن المجازر التي حدثت للروهينجا، التي ذهب ضحيتها 800 ألف شخص بسبب هويتهم ولأنهم فقط مسلمون، وهذا أمر لا يقبل، مشددا على أنه لا أمن إذا لم يتم اتخاذ إجراءات تمنع وقوع الجرائم، وأكد أنه لا مستقبل للمنطقة دون إعادة إعمار فكري وهو ما يحتاج لإرادة سياسية.

مبادرات جديدة للتسامح قريباً
قالت معالي الدكتورة، أمل القبيسي، رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، لـ «الاتحاد»: إن «المجلس يعتزم تنفيذ مزيد من المبادرات لتعزيز التسامح خلال الفترة المقبلة، وتعكس هذه المبادرات القيم والمبادئ التي قامت عليها دولة الإمارات». وأشارت إلى أن أحد أهداف المجلس الوطني الاتحادي، تعزيز المواطنة الصالحة، وهو يعمل على تعزيز المشاركة المجتمعية، ودعم الأفراد وخاصة الشباب، لافتة إلى أن الإمارات تمتلك بنية تشريعية متميزة جداً في مجال التعايش وقبول الآخر، من أبرزها قانون مكافحة التميز والكراهية. ووصفت التسامح، بأنه «حياة ووجود» بالنسبة لدولة الإمارات، «لأننا نحارب به ونحي به أيضاً أجيالنا المستقبلية، والإمارات صانعة السلام وأيقونة التسامح والتعددية»، وأكدت القبيسي، أن دولة الإمارات تبعث برسائل للعالم أجمع من خلال تشريعاتها ومبادراتها، بأنها مستمرة في توفير عمل ممنهج ومدروس لشحذ الهمم لزرع قيم التسامح وتصديرها على المستويين العربي والعالمي.