عقيل الحلالي (صنعاء)

دمرت ميليشيات الحوثي الانقلابية، أمس السبت، مشروعاً حيوياً ومزارع في مديرية التحيتا جنوب محافظة الحديدة الساحلية (غرب) حيث تستمر الميليشيات بالتصعيد العسكري وارتكاب خروقات نارية يومية للهدنة الإنسانية الهشة التي أعلنت بموجب اتفاق السويد قبل عام. وذكرت مصادر ميدانية في الحديدة لـ«الاتحاد» أن ميليشيات الحوثي قصفت بالمدفعية والقذائف الصاروخية والرشاشات مناطق زراعية غرب مديرية التحيتا المطلة على البحر الأحمر وتسيطر عليها القوات اليمنية المشتركة، المدعومة من التحالف العربي، منذ منتصف العام 2018.
وأوضحت المصادر أن قذائف الميليشيات تساقطت على مزارع للمواطنين غرب التحيتا، ودمرت مشروعاً مائياً بالطاقة الشمسية يغذي مزارع المواطنين ومنازلهم وبلغت تكلفته أكثر من 13 مليون ريال يمني، لافتة إلى أن القصف أصاب ماكينة البئر الارتوازي وألواح الطاقة الشمسية ما أدى لتوقفه عن العمل.
واستنكر سكان محليون إجرام ميليشيات الحوثي واستهدافها لمشاريع الطاقة البديلة في الحديدة بعدما تسببت بحرمان اليمنيين من كهرباء محطة مأرب الغازية بعيد اجتياحها للعاصمة صنعاء وإشعالها لحرب أهلية مدمرة مستمرة منذ أواخر العام 2014.
وواصلت ميليشيات الحوثي، امس السبت، خروقاتها النارية للهدنة الإنسانية في الحديدة، واستهدفت بقذائفها المدفعية والصاروخية مواقع للقوات المشتركة في مديريات التحيتا وحيس والدريهمي ومنطقة الجاح الساحلية بمديرية بيت الفقيه.
وأكد مصدر مطلع في القوات المشتركة أن ميليشيات الحوثي استبدلت، السبت، أحد ضباط الارتباط التابعين لها في نقطة المراقبة المشتركة «سيتي ماكس» شرق مدينة الحديدة لتأكيده تعرض النقطة، الجمعة، لقصف من قبل الحوثيين ما أسفر عن إصابة جندي يعمل ضمن فريق إمداد نقطة المراقبة. وقال المصدر :«قامت ميليشيات الحوثي بإخفاء واستبدال الضابط بآخر في محاولة منها للتغطية على خروقاتها وانتهاكاتها للهدنة الأممية في الحديدة».
إلى ذلك، اندلعت، أمس السبت، اشتباكات عنيفة بين القوات المشتركة بقيادة ألوية العمالقة الجنوبية، وميليشيات الحوثي الانقلابية غرب مديرية قعطبة بمحافظة الضالع (جنوب). وبحسب مصادر عسكرية ميدانية، فإن الاشتباكات اندلعت في وقت مبكّر أمس السبت في محيط منطقة الفاخر، غرب قعطبة، وامتدت بعد ساعات إلى أطراف موقعي بتار والجب في شمال غرب المديرية الواقعة شمال غرب الضالع.
ونشبت المعارك، التي استخدمت فيها أسلحة ثقيلة ومتوسطة، إثر تصدي القوات المشتركة لهجوم جديد للميليشيات الحوثية على منطقة الفاخر الاستراتيجية المحررة مطلع أكتوبر الماضي. وقال مصدر ميداني إن القوات المشتركة تمكنت من التصدي للهجوم الذي كان يستهدف بدرجة رئيسية اقتحام الحوثيين لمعسكر الجب الاستراتيجي، مؤكداّ مقتل وإصابة العشرات من عناصر الميليشيات خلال المواجهات.
وكان 17 مسلحاً حوثياً قتلوا وجرح 21 آخرين، نهاية الأسبوع المنصرم، في معارك عنيفة مع القوات المشتركة على أطراف موقعي بتار ومعسكر الجب، بحسب بيان للجيش اليمني ذكر أن بين قتلى الميليشيات القياديان الميدانيان أبو أكرم السراجي، ومنصور البساره. ويوم الجمعة، شيعت ميليشيات الحوثي في محافظة إب المجاورة 12 على الأقل من عناصرها لقوا مصرعهم في المعارك غرب قعطبة.
وفي سياق آخر، دانت وزارة حقوق الإنسان اليمنية، أمس السبت، الهجوم المسلح الذي شنته ميليشيات الحوثي الانقلابية، الأربعاء الماضي، على قرية المصاقرة بمديرية الحدأ بمحافظة ذمار جنوب صنعاء. وذكرت وزارة حقوق الإنسان في بيان، نشرته وكالة الأنباء اليمنية الحكومية، أن «ميليشيا الحوثي شنت هجوماً مسلحاً على قرية المصاقرة بمختلف أنواع الأسلحة، وفرضت حصاراً خانقاً على القرية، واعتدت على الحرمات والأعراض وروعت الأطفال والنساء وشردتهم»، مشيرة إلى أن الهجوم تسبب بمقتل خمسة مدنيين بينهم امرأة واحتراق ثلاثة منازل وتضرر عدد آخر.

الميليشيات تحكم سيطرتها على «الضرائب»
أصدرت ميليشيات الحوثي الانقلابية قرارات بتعيين العشرات من عناصرها في قطاع الضرائب في العاصمة صنعاء وباقي المحافظات الخاضعة لسيطرتها وذلك ضمن مخططها للسيطرة على الإيرادات المحصلة عبر هذا القطاع. وأوضحت مصادر في مصلحة الضرائب في صنعاء أن الحوثيين قاموا بتعيين نحو 100 عنصر من الموالين لهم كمسؤولين ومحصلين في إدارة الضرائب بالعاصمة صنعاء ومحافظات أخرى خاضعة لهم ، موضحة أن الميليشيات الانقلابية تسعى لتحسين مواردها المالية عبر الاستحواذ على الإيرادات التي يتم تحصيلها .