تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات، انطلق أمس سباق أبوظبي لقوارب التجديف، الذي أقيم على امتداد كورنيش أبوظبي، بمشاركة 60 قارباً، على متنها 1020 بحاراً ونوخذة من إمارات الدولة كافة. واشتملت فعاليات السباق على أربعة أشواط، تميز كل شوط منها بلون من ألوان علم الدولة، وشهدت الأشواط الأربعة منافسة كبيرة عند خط النهاية لكل شوط، عكست حدة المنافسة من قبل البحارة والنواخذة. نال المركز الأول في منافسات الشوط الأول، الذي خصص له اللون الأحمر، القارب “وادي السيجي”، لسمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي بقيادة النوخذة سالم عبيد الزحمي، وجاء في المركز الأول من الشوط الثاني، باللون الأبيض، القارب “البرق”، لصاحب السمو رئيس الدولة، بقيادة النوخذة محمد عبدالعزيز إبراهيم، وحل في المركز الأول من الشوط الثالث، باللون الأخضر، القارب “شناص”، لوزارة الشؤون الرياضية بسلطنة عمان وبقيادة النوخذة ماجد عامر المعمري، وفي منافسات الشوط الرابع باللون الأسود حقق القارب “الريم”، لسمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، وبقيادة النوخذة أحمد إبراهيم الغملاسي المركز الأول عن جدارة. وحصل صاحب المركز الأول على قارب ذهبي، إضافة إلى جائزة نقدية بقيمة 110 آلاف درهم، فيما نال صاحب المركز الثاني جائزة قيمتها 100 ألف درهم، كما نال أصحاب المركز الثالث جائزة نقدية بقيمة 90 ألف درهم. وعقب ختام السباق توج علي عبدالله الرميثي المدير التنفيذي للأنشطة بنادي التراث وعمار محمود الخاجة المدير التنفيذي للخدمات المساندة بالإنابة في النادي، الفائزين في حضور عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي وجمهور غفير من أبناء الدولة والجاليات العربية والأجنبية. وأعدت اللجنة المنظمة للسباق عدداً من الفقرات والبرامج التراثية على هامش فعاليات السباق، حيث أدت العديد من الفرق الشعبية لوحات فنية تضمنت العديد من الأهازيج التراثية بشكل عام وأهازيج البحارة بشكل خاص، إلى جانب مشاركات العيالة والحربية، بينما استقبلت القرية التراثية أبناء الجاليات العربية والأجنبية الذين تابعوا فعاليات السباق، حيث أعدت لهم برنامجاً تعريفياً عن القرية وأروقتها وأهدافها في الحفاظ على الإرث التراثي الأصيل لأبناء الوطن. الفائزون يعبرون عن سعادتهم بالفوز عبر النوخذة سالم عبيد الزحمي الفائز بالشوط الأول عن سعادته بإحراز المركز الأول وبحسن الإعداد والتنظيم للسباق، وأكد أن المستوى الفني كان مرتفعاً، وكانت المنافسة مثيرة في كل الأشواط، مشيراً إلى أن المركز الأول سيكون دافعاً له في السباقات البحرية المقبلة. فيما عبّر النوخذة محمد إبراهيم، الفائز بالمركز الأول في الشوط الثاني، عن أن الفوز لم يكن سهلاً في ظل المنافسة الكبيرة من النواخذة في عرس التراث، وأشاد بجهود سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، وجهده في الحفاظ على الموروث البحري، واختتم قائلاً: “ إننا نعلن راية التحدي في السباق المقبل”. وقدم النوخذة ماجد محمد المعمري، من سلطنة عمان، الفائز بالمركز الأول في الشوط الثالث بالسباق، الشكر لنادي تراث الإمارات نيابة عن أعضاء فريقه المشاركين، مشيراً إلى أن السباقات البحرية تربط ابن الإمارات بتراثه الخالد ليكون جسراً للتواصل بين الجميع، وأشار إلى أنه يشارك في سباقات النادي للعام الثاني على التوالي، وسوف يشارك في السباقات القادمة. وقال النوخذة أحمد إبراهيم الغملاسي الفائز بالمركز الأول في الشوط الرابع إن السباقات التراثية التي يقيمها النادي تعدّ مدرسة تراثية عملية لنقل وحفظ التراث الأصيل، ولخلق التنافس الشريف بين جيل الآباء والأبناء، كما تقارب مثل هذه السباقات بين الخبرات المكتسبة من النواخذة المتمرسين في هذه الرياضة البحرية التراثية في الإمارات وبين أبنائهم الذين يشاركون معهم في القارب نفسه، وهذه فرصة مباشرة وعملية لتلقي الأبناء الخبرة المتراكمة من الآباء في فنون البحر وليس على طريقة تلقي المعلومات النظرية. كنز بحري وأشاد علي عبدالله الرميثي المدير التنفيذي للأنشطة بنادي تراث الإمارات بالدعم اللامحدود التي تلقاه الرياضات التراثية من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله. كما أشاد بالدعم المباشر لسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان والمتابعة المستمرة لأنشطته كافة على مدار برنامجه السنوي مضيفاً: “إن حرص سمو رئيس النادي نابع من إيمانه المطلق بضرورة إحياء تراث الآباء والأجداد المتمثل في أشكاله كافة، وليس الرياضية فحسب”، مشيراً إلى أن سموه يرى أن تنظيم فعاليات تراثية عملية هي أفضل السبل في الحفاظ على الكنز التراثي. وفي ختام تصريحاته عبر سعادته عن شكره وامتنانه للجهات الحكومية كافة، والخاصة، التي أسهمت بدور فعال في إنجاح فعاليات سباق أبوظبي لقوارب التجديف.