أحمد شعبان (القاهرة)
أكد سياسيون وخبراء في مصر أن انتخاب القيادي الإخواني أحمد الريسوني رئيسا للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين خلفاً ليوسف القرضاوي، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن قطر لن تتراجع عن سياستها الداعمة للإرهاب، ولن تتخلى عن دعمها لجماعة الإخوان المحظورة دولياً، وأن هذا الدعم يثبت أنها تسعى دائما لاستخدام الجماعة الإرهابية المحظورة دولياً لتنفيذ مخططات تقسيم وتفتيت المنطقة، وضرب استقرار وأمن دول الجوار.
وأكدوا أن أفكار الريسوني مستمدة من فكر جماعة الإخوان الإرهابية وهو فكر متشدد ومتطرف، محذرين من أن الدوحة تستخدم الإخوان لإثارة القلاقل والفتن المذهبية والطائفية، وأن حكام دولة قطر يريدون استخدام كل الأوراق المتاحة في أيديهم سواء كان مالاً أو إخواناً لتهديد الدول العربية والخليجية المقاطعة لقطر لدعمها للإرهاب. وأن السبب وراء اختيار الريسوني لخلافة القرضاوي، هو كراهيته لدول الرباعي العربي الرافض للإرهاب، وانتماؤه لجماعة الإخوان، وولاؤه للنظام القطري الداعم للإرهاب.
المنهج الإخواني
وكان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، اختار المغربي الإخواني أحمد الريسوني رئيسا للاتحاد خلفا ليوسف القرضاوي، والذي كان دائم الهجوم على قرار السعودية والإمارات والبحرين ومصر، القاضي بقطع العلاقات مع قطر وإغلاق الحدود معها بسبب دعمها للإرهاب، وكان هجومه على دول الرباعي العربي من الأسباب الرئيسية التي دفعت قطر لدعمه بالفوز بهذا المنصب ليستكمل المنهج الإخواني الذي سار عليه خلفه القرضاوي.
وتولي الريسوني هذا المنصب، يؤكد دعم قطر لجماعة الإخوان الإرهابية في كافة دول العالم، ويتمثل دعم الدوحة للإخوان في إيواء أعضاء الجماعة التي يعيش فيها الآلاف من قيادات وأعضاء الجماعة الإرهابية، والجماعات والتنظيمات الموالية لها، وبعضهم صدرت ضده أحكام بالإدانة وعقوبات تصل للمؤبد والإعدام لارتكابهم جرائم إرهابية وتورطهم في عمليات عنف وإرهاب وقتل في كثير من الدول، ومنهم يوسف القرضاوي الذي صدرت ضده أحكام بالإعدام في قضايا كثيرة ومنها قضية التخابر مع قطر، وطارق الزمر القيادي بالجماعة الإسلامية ورئيس حزب البناء والتنمية.
من هو الريسوني؟
ولد أحمد عبدالسلام الريسوني بقرية أولاد سلطان بإقليم العرائش، بشمال المغرب سنة 1953م وهو متزوج وأب لخمسة أبناء. وهو عضو مؤسس ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وكان يشغل سابقاً نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وعضو المجلس التنفيذي للملتقى العالمي للعلماء المسلمين، والمدير المسؤول لجريدة «التجديد» اليومية من عام 2000 إلى 2004.
وشغل الريسوني منصب رئيس حركة «التوحيد والإصلاح» بالمغرب منذ عام 1996 إلى 2003، وهي حركة خرجت من رحم «الإصلاح والتجديد»، وحركة «رابطة المستقبل الإسلامي»، وجميع هذه الحركات المغربية سارت على نهج حركة «الشبيبة الإسلامية» المتطرفة التي أنشأها عبد الكريم مطيع الحمداوي عام 1970 وتتبع في منهجها وسلوكها التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المحظورة دولياً.
وفي عام 1994 قرر القيادي الإخواني أحمد الريسوني الاندماج مع جمعيات أخرى في المغرب تحت اسم رابطة لمستقبل الإسلامي، وهي: «جمعية الدعوة بفاس» التي أسست عام 1976 على يد مجموعة من الإسلاميين المتشددين برئاسة عبد السلام الهراس، وجمعية «الشروق الإسلامية» و«مجموعة التوحيد»، بعد انفصال هذه المجموعات عن الحركة الإخوانية «الشبيبة الإسلامية».
وعلاقة الريسوني بقطر قديمة جداً، فقد تم اختياره نائباً لرئيس اتحاد علماء المسلمين يوسف القرضاوي، وتصريحاته كلها تؤكد ذلك، فقد صرح في يناير عام 2017 أنه من المستحيلات طرد دولة قطر للإخوان أو حركة «حماس»، أو جميع الحركات والتنظيمات الأخرى التي تأويها قطر.
ويستمد الريسوني أفكاره المتشددة من فكر جماعة الإخوان المتطرفة، حيث أكد في كتابه «الحركة الإسلامية المغربية» أن حرية التكفير مثل حرية التفكير، كما كتب تدوينة على صفحته الخاصة على «فيسبوك» عام 2016 قال فيها: «تخصيص مقبرة خاصة بالملحدين أمراً معقولاً ومقبولاً، وأن المقابر الإسلامية أرض وقفية محبَّسة على دفن الموتى المسلمين، والتقيد بشروط المُحبسين ومقاصدهم واجب بلا خلاف، وأن هذه المُسَلَّمات لا تحتاج إلى وصية أو طلب من الملحد أو من أصدقائه وأهل ملته».
وأقر الريسوني فتوى من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين تُجيز للدول الأجنبية مهاجمة مصر، والجهاد ضد الجيش المصري في سبيل ما سماها «عودة شرعية الإخوان»، معتبراً أن مقاطعة الدوحة حرام شرعاً، وفي عام 2015 شارك بفكره المتشدد في الجدل الذي أثاره القيادي عن حزب العدالة والتنمية، المقرب من فكر الإخوان، والذي دعا لتقنين الإجهاض، فرد الريسوني متهماً من وصفهم بـ«الإجهاضيين» بالعمل على تحرير الفروج، قائلاً: «أن معركة الإجهاض يخوضها فريقان رئيسيان هما: فريق الإسلاميين، وفريق الإجهاضيين».
دعم الجماعات الإرهابية
وتعليقاً على اختيار الريسوني أكد الدكتور محمد حبيب نائب مرشد جماعة الإخوان السابق، ومنشق عن الجماعة، أن انتخاب الريسوني لرئاسة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والمعروف بفكره المتشدد والمتطرف الذي يستمده من فكر الجماعة المحظورة؛ يؤكد أن قطر لن تتخلى عن سياستها الداعمة للإرهاب، ويؤكد أيضاً دعم الدوحة لجماعة الإخوان المحظورة دولياً، وأن الدوحة بتمسكها بقيادات جماعة الإخوان تحاول أن يكون لها شأن وتأثير في محيطها الإقليمي، مستغلة في ذلك دعمها للكيانات الإرهابية واحتضانها لقيادات هذه التنظيمات ومنها جماعة الإخوان والتي صنفت دوليا بأنها جماعة إرهابية.
وأشار إلى أن احتضان قطر للقيادات الإخوانية ومنهم الريسوني، يثبت أنها تسعى لتنفيذ مخططات تقسيم وتفتيت المنطقة، وضرب استقرار وأمن دول الجوار وإثارة الفتن المذهبية والطائفية، مؤكداً أن جماعة الإخوان هي من أسست للعنف الذي نشهده الآن، وبالتالي سعت قطر لانتخاب الإخواني الريسوني رئيساً للاتحاد خلفا للدكتور يوسف القرضاوي.
وحذر حبيب من أن قطر لن تتراجع عن سياستها الداعمة للإرهاب، وعلاقتها بجماعة الإخوان، بعد إعلانها دعم وانتخاب الريسوني والتخلي ظاهرياً عن القرضاوي، مؤكداً أن الدوحة مستفيدة من جماعة الإخوان كتنظيم دولي سياسياً في كل الأوضاع، لافتاً إلى أن ظروف المقاطعة التي تقوم بها دول الرباعي العربي، تجاه قطر كان لها تأثيرها السلبي على التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، خاصة في مصر، وبالتالي التخلي عن القرضاوي والاستغناء عنه بالريسوني.
وأشار حبيب إلى أن الدوحة تحتضن جماعة الإخوان مثل بعض الدول الأوروبية الكبرى التي تحتضن التنظيم الدولي للإخوان، وأن حكام قطر يريدون استخدام كل الأوراق المتاحة في أيديهم سواء كان مالاً أو إخواناً، للضغط على الدول العربية والخليجية المقاطعة لقطر لدعمها للإرهاب وابتزازها وتهديد أمنها، وأنهم يرون في جماعة الإخوان وقياداتهم الورقة الرابحة.
استقطاب الإخوان
ومن جانبه أكد الدكتور سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية، أن اختيار الريسوني لرئاسة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يؤكد أن علاقة قطر بجماعة الإخوان المصنفة بأنها جماعة إرهابية قديمة وقوية، ويؤكد أيضاً أن قطر مستمرة ومصرة على سياستها الداعمة للإرهاب، وأنها تستقطب عددا كبيرا من رموز وقادة الإرهاب على أراضيها، وبالتالي يؤكد هذا صحة الإجراءات والمقاطعة التي اتخذتها دول الرباعي العربي، الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر ومملكة البحرين، ضد قطر لدعمها للإرهاب. مؤكداً أن قطر بإصرارها على هذه السياسة الداعمة والممولة للجماعات والتنظيمات الإرهابية، تعد خطراً على باقي الدول العربية والخليجية.