شادي صلاح الدين (لندن)

حقق حزب المحافظين انتصاراً تاريخياً في الانتخابات العامة في بريطانيا التي جرت أمس الأول، متفوقاً على حزب العمال بفارق كبير، ليحتفظ رئيس الوزراء بوريس جونسون، بمنصبه، ويقود البلاد خلال السنوات الأربع القادمة، التي ستشهد خروجاً «مثيراً» للمملكة المتحدة من أوروبا، بينما أعلن زعيم حزب العمال، جريمي كوربين أنه لن يقود الحزب في أي انتخابات قادمة بعد أسوء نتيجة للعمال منذ عقود.
وحصل حزب المحافظين على 365 مقعداً، ليشكل بذلك بوريس جونسون حكومة أغلبية، مقابل 203 مقاعد لحزب العمال، بينما حصل الحزب الليبرالي الديمقراطي على 11 مقعداً فقط، والحزب القومي الإسكتلندي على 48 مقعداً، والأحزاب الأخرى والمستقلون على 23 مقعداً. وفشل حزب البريكست اليميني في الحصول على أي مقاعد.
وشهدت الانتخابات التاريخية، مفاجآت غير متوقعة، وخاصة خسارة زعيمة الحزب الليبرالي الديمقراطي، جو سوينسون، مقعدها، أمام مرشح الحزب القومي الإسكتلندي لتفقد وضعها كعضوة في مجلس العموم، وهو ما يعني إجراء انتخابات داخلية للحزب لاختيار زعيم جديد. والمرشحان المحتملان هما ليلى موران وإد ديفي، اللذان خاضا الانتخابات الأخيرة ضد سوينسون على زعامة الحزب في وقت سابق من هذا العام. وأعلنت سوينسون استقالتها من الحزب بأثر فوري بعد أن خسرت مقعدها.
وأكد جونسون، أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيتم كما كان مقرراً في 31 يناير القادم. وقال جونسون في مؤتمر صحفي، إن نتيجة الانتخابات العامة وضعت حداً لأي احتمال بإجراء استفتاء ثان للبريكست.
وتابع قائلاً: «سنتمكن الآن من تنفيذ خطة الخروج من الاتحاد الأوروبي دون تردد أو تشكيك»، مضيفاً أنه سيعمل على وضع نظام جديد للهجرة.
ووجه جونسون شكره للناخبين على خوضهم انتخابات ديسمبر، التي وضفها بأنها استفتاء «تاريخي».
وقال جونسون في كلمته بعد إعلان فوزه «لقد حطمنا حاجز الطريق، لقد أنهينا المأزق» مع أكبر «أغلبية للمحافظين منذ الثمانينيات».
وأعلن زعيم حزب العمال، جريمي كوربين، نيته ترك منصبه كزعيم للحزب بعد أن سقط الحزب في واحدة من أسوأ الانتخابات العامة على الإطلاق. وقال كوربين إنه «لن يقود الحزب في أي حملة انتخابية مستقبلية» وأنه سيتنحى بمجرد تعيين خليفته. وأضاف «سأناقش مع حزبنا للتأكد من أن هناك الآن عملية تفكير بشأن هذه النتيجة والسياسات التي سيتخذها الحزب للمضي قدما. سأقود الحزب خلال تلك الفترة لضمان إجراء النقاش والمضي قدماً في المستقبل».
وواجه كوربين دعوات فورية للاستقالة من المرشحين الغاضبين لعضوية حزب العمال بمجرد توقف التصويت في الساعة 10 مساء بعد أن أظهر «استطلاع الخروج» خسائر فادحة للعمال. وخسر العمال الكثير من مقاعده التقليدية لصالح كل من المحافظين والحزب القومي الإسكتلندي.
وقال كوربين «من الواضح أن هذه ليلة مخيبة للآمال للغاية بالنسبة لحزب العمال، والنتيجة التي حصلنا عليها». ومن جانبها قالت زعيمة الحزب القومي الإسكتلندي، والوزيرة الأولى، نيكولا ستورجيون، «لقد أوضح شعب اسكتلندا أنهم لا يريدون بوريس جونسون رئيساً للوزراء، ولا يريدون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ويريدون أن يكون مستقبل اسكتلندا في أيدي اسكتلندا».
وارتفع الجنيه الاسترليني أمام الدولار واليورو مع ظهور استطلاع الخروج قبل بدء فرز النتائج، قبل أن يرتفع أكثر مع بدء إعلان النتائج وتأكد فوز جونسون بالأغلبية. وسجل الاسترليني 1.348 أمام الدولار.
وأكد المفوّض الأوروبي الجديد للسوق الموحدة والرقمية تييري بروتون أمس رغبة المفوضية الأوروبية في «إعادة بناء» العلاقات مع لندن خصوصاً في القطاع التجاري، بعد فوز جونسون.
وقال بروتون «الآن، يجب إعادة بناء العلاقات مع المملكة المتحدة وهي شريك مهم»، متمنياً «عقد» مفاوضات تجارية «متوازنة» مع لندن.
من جانبه قال جون ماكدونيل، المتحدث باسم حزب العمال: «أعتقد أن أنصار بريكست هيمنوا، لقد هيمنوا على كل شيء. كنا نظن أن هناك قضايا أخرى يمكن أن تحل عبر مناقشة أوسع. من الواضح أن الأمر لم يكن كذلك».