فاز حزب المحافظين البريطاني بزعامة رئيس الوزراء بوريس جونسون بالأغلبية في مجلس العموم البريطاني، حسب النتائج الرسمية التي نشرت صباح اليوم الجمعة.
وبعد فرز النتائج في 605 دوائر، حصل المحافظون على أكثر من 330 من أصل 650 مقعدا، حسب أرقام نشرتها شبكتا "بي بي سي" و"سكاي نويز" ووكالة "برس أسوسييشن" وتؤكد الأغلبية الكبيرة التي حصل عليها المحافظون، مما يمهد الطريق لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي في 31 يناير المقبل.
وكان استطلاع لآراء المقترعين قد أفاد، في وقت سابق فجر الجمعة، أن حزب المحافظين حقق أغلبية مطلقة. وتوقع الاستطلاع الرسمي لآراء الناخبين بعد التصويت أن حزب المحافظين سيحصل على 368 مقعدا.
ورحّب جونسون، اليوم الجمعة، بحصوله على "تفويض قوي جديد" لإنجاز الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست). واحتفظ جونسون بمقعده النيابي عن دائرة أوكسبريدج في شرق لندن. كما عزز رصيده الشعبي بالمقارنة مع الانتخابات السابقة في 2017.
وقال جونسون "في هذه المرحلة، يبدو أن هذه الحكومة المحافظة... نالت تفويضا جديدا وقويا ليس لإنجاز بريكست فحسب لكن لتوحيد البلاد والنهوض بها".
وأضاف "أعتقد أن هذه ستصبح انتخابات تاريخية ستمنحنا الآن، في هذه الحكومة الجديدة، فرصة احترام الإرادة الديمقراطية للشعب البريطاني.. لتغيير هذه البلاد للأفضل ولإطلاق إمكانات شعب هذا البلد بأكمله".
كان استطلاع، أجراه معهد "إيبسوس/موري" لحساب وسائل الإعلام البريطانية، أفاد بأن حزب المحافظين سيحصل على 368 مقعداً من أصل 650 في مجلس العموم.
تعني هذه النتيجة، إذا تأكّدت، أنّ لا شيء سيعترض، بعد اليوم، طريق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. كما تعني أنّ المحافظين بزعامة جونسون حقّقوا انتصاراً غير مسبوق منذ عهد مارغريت تاتشر، إذ إنّ حصّتهم في مجلس العموم ارتفعت من 317 مقعداً في انتخابات 2017 إلى 368 مقعداً اليوم، مقابل هزيمة نكراء مني بها حزب العمّال.
أما زعيم حزب العمّال البريطاني المعارض جيريمي كوربين، فأعلن أنّه يشعر بـ"خيبة أمل شديدة" نتيجة الانتخابات التي مني فيها حزبه بهزيمة نكراء، مؤكّداً أنه "لن يقود الحزب في الانتخابات المقبلة".
وقال كوربين (70 عاماً)، بعد الإعلان عن إعادة انتخابه في دائرته الانتخابية "ايسلينغتون نورث"، "لن أقود الحزب في أية حملة انتخابية مقبلة".
وأضاف أنّه يريد أن يبدأ حزب العمّال "تفكيراً في نتيجة الانتخابات وسياسته المستقبلية" بعدما خسر، بحسب استطلاع لآراء المقترعين، عشرات المقاعد النيابية.
وخاض كوربين الانتخابات ببرنامج يساري للتغيير الاجتماعي، يقوم خصوصاً على استثمارات ضخمة في الخدمات العامة، إضافة إلى تنظيم استفتاء ثانٍ على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وبحسب نتيجة الاستطلاع، فإن حصّة حزب العمّال بزعامة كوربين في مجلس العموم ستتراجع من 262 مقعداً إلى 191 مقعداً، في أسوأ نتيجة في تاريخ الحزب منذ 1935.
وفي حين سارع عدد من كبار قادة حزب العمّال إلى تحميل زعيمهم مسؤولية الهزيمة النكراء، اعترف كوربين في خطاب إعلان احتفاظه بمقعده النيابي أن النتائج كانت "مخيّبة للآمال بشدّة".
لكن زعيم العمال لم يصل إلى حدّ القول إنه سيستقيل على الفور، مكتفياً بدلاً من ذلك بإعلان عزمه على قيادة الحزب خلال "عملية تفكير" بشأن الأخطاء التي قادت إلى ما حصل.
وخسرت زعيمة الحزب الليبرالي الديمقراطي المؤيّد للاتحاد الأوروبي جو سوينسون مقعدها النيابي، بحسب ما أظهرت النتائج الأولية للانتخابات.
وسوينسون، التي بنت حملتها الانتخابية على وعد بإلغاء بريكست في حال انتخابها، حلّت في المركز الثاني خلف مرشّح الحزب الوطني الاسكتلندي في دائرتها الانتخابية "إيست دنبارتونشاير" في غرب اسكتلندا.
رئيس وزراء بريطانيا يحقق أغلبية مطلقة في الانتخابات المبكرة
المصدر: وكالات