باتت دبي مهيأة لتصبح عاصمة عالمية لمراسي اليخوت الفاخرة مع استمرار نجاحها في جذب شركات عالمية تستهدف الاستثمار في هذا القطاع الحيوي للاستفادة من فرص نموه وازدهاره محلياً وخليجياً وإقليمياً.
وسعياً منها للمساهمة في تعزيز مكانة دبي كوجهة عالمية مفضّلة لليخوت والقوارب الفاخرة والأنشطة الاقتصادية المرتبطة بها ..أعلنت "مِراس" بالشراكة مع "دبي القابضة" اليوم عن توقيع اتفاقية مع "دي مارين" الشركة التابعة لمجموعة "دوغوش" والمشغل لأكبر سلسلة من المراسي البحرية في شرق البحر المتوسط بهدف جذب الاستثمارات العالمية في قطاع اليخوت ومختلف القطاعات الداعمة له علماً بأن سوق اليخوت ومتطلباتها من المراسي البحرية والاحتياجات اللوجستية والصيانة والإدارة تتميز بارتفاع معدلات الإنفاق كما أن نصيب اليخوت والقوارب الفاخرة من السياحة العالمية في نمو متواصل ويساهم هذا النشاط أيضاً بشكل متزايد في الجذب السياحي والاستثماري للأثرياء من مالكي اليخوت.
وتبرز الحاجة إلى إنشاء المزيد من مراسي اليخوت محلياً في ظل ارتفاع الطلب المتواصل على توفير هذه الخدمة إقليمياً إذ تقود منطقة الخليج النمو المتزايد في السوق العالمي لليخوت والقوارب الترفيهية المتوقع أن يبلغ قيمته 23 مليار دولار بنهاية 2018 وفقاً لتقرير حديث صادر عن شركة الاستشارات والأبحاث العالمية "فورست آند سوليفين" التي رجحت نمو حجم السوق إلى ما يترواح ما بين 28 مليار دولار إلى 30 مليار دولار بحلول 2022.
ويشهد هذا القطاع تطوراً ملحوظاً في دبي ودولة الإمارات باعتبارها وجهة عالمية مفضلة لأسلوب الحياة الراقي وقبلة للأثرياء من مختلف دول العالم الباحثين عن الإقامة والعيش برفاهية ومن المتوقع أن تصل إجمالي قيمة القطاع البحري في الدولة إلى حوالي 66 مليار دولار بنهاية 2018 فيما تصل قيمة صناعة القوارب الترفيهية إلى ما بين 1.3 مليار دولار إلى 1.5 مليار دولار علماً بأن الإمارات صعدت إلى المركز التاسع عالمياً بعدد اليخوت الفاخرة قيد التصنيع للعام الجاري لتؤكد بذلك مكانتها العالمية الرائدة في قطاع الملاحة الترفيهية مع 14 مشروع يخت فاخر بطول إجمالي يبلغ 611 متراً.
وتتزايد الحاجة في منطقة الخليج تحديداً والشرق الأوسط عموماً إلى توفير المراسي البحرية إذ تعد المنطقة سوقاً رئيسياً لليخوت الفاخرة وتضم 205 يخوت فائقة الفخامة يزيد طول كل منها على 40 متراً ويمثل هذا الرقم 13 بالمائة من إجمالي الأسطول العالمي لليخوت من هذا الحجم علماً بأن المنطقة ساهمت في نمو عدد اليخوت الفاخرة عالمياً بنسبة 7 بالمائة على مدى السنوات الثلاث الماضية بحسب تقرير حديث لجمعية صانعي اليخوت الفاخرة المعروفة اختصاراً باسم "سايباس".
ويأتي إبرام اتفاقية الشراكة بين "مِراس" و"دبي القابضة" مع "دي مارين" التي تعد واحدة من أكبر مشغلي المراسي البحرية في 6 وجهات عالمية رئيسية التزاماً من "مِراس" و"دبي القابضة" بالمساهمة في خطط تنويع اقتصاد دبي وتعزيز مكانتها كوجهة رئيسية للعطلات والسياحة البحرية الفاخرة في المنطقة والعالم.
وقع الاتفاقية سعادة عبدالله الحباي رئيس مجموعة "مِراس" ورئيس "دبي القابضة" و فريت شاهنك رئيس مجموعة "دوغوش" التي تمتلك حصة في "دي مارين" ممثلاً عن الأخيرة في مركز"إم بي 92" في برشلونة.
وبحسب الاتفاقية المبرمة بين الأطراف الثلاثة ستقوم الشركة المشتركة بإدارة وتشغيل المراسي البحرية الحالية والمقبلة التي تطورها كل من "مِراس" و"دبي القابضة" بما في ذلك المراسي الواقعة في "بورت دو لا مير" و"دبي هاربر" و"جميرا بيتش هوتيل" .. كما ستسعى هذه الشراكة في تأسيس مركز إقليمي بمواصفات عالمية لتجديد وخدمة وصيانة لليخوت والقوارب الفاخرة في دبي مماثلاً لمركز"إم بي 92" التابع لـ"دي مارين" والذي يوفر خدماته حالياً عبر فروع في كل من برشلونة الإسبانية و لسيوته الفرنسية.
ومع التشغيل المرتقب لمشروع "دبي هاربر" ستضم "مِراس" ضمن محفظتها أكبر مرفأ يخوت في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بألف و 100 مرسى وهو ما يضاعف عدد وحدات المراسي المتاحة في الإمارة.
وتنص الاتفاقية أيضاً على تطوير مرافق إضافية خاصة بالمراسي البحرية في منطقة الشرق الأوسط والشرق الأقصى في المدى البعيد وذلك عبر منظومة شاملة من الخدمات والاستثمارات التي تغطي قطاعات أخرى.
وتنفيذاً لهذه الشراكة تركز "دي مارين" على إدارة المراسي عبر خدماتها الاستشارية في ما يخص الجوانب التقنية والتصميمية لبناء مراسٍ بحرية بكلفة تنافسية. كما سيسهم إنشاء قاعدة محلية للشركة في دبي في ضمان التكامل مع عملياتها الحالية في جنوب شرق أوروبا وفي منطقة شرق البحر المتوسط. وتقدم الشركة أيضاً الدعم من ناحية التسويق والإعلان، بالإضافة إلى الخبرات المتراكمة وأفضل الممارسات العالمية التي يتمتع بها فريق الإدارة العليا كما وتهدف هذه الشراكة إلى تقديم خدمات بمستوى عالمي لأصحاب ومستخدمي القوارب واليخوت حول العالم ووضع رزنامة من الأنشطة البحرية وسباقات القوارب وغيرها من الفعاليات البحرية التي تساهم في تعزيز مكانة دبي مركزاً عالمياً لهذا القطاع.
وأكد سعادة عبدالله الحباي رئيس مجموعة "مِراس" ورئيس "دبي القابضة" أن نجاح الشركتين في جذب مؤسسة عالمية مثل "دي مارين" للاستثمار في مجال مراسي اليخوت الفاخرة، عبر إبرام هذه الاتفاقية، يأتي تنفيذاً للرؤية المستقبلية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" بشأن تعزيز مكانة دبي كوجهة سياحية عالمية رائدة.
وقال إن هذه الخطوة تأتي أيضاً مساهمةً من "مِراس" و"دبي القابضة" في تنفيذ خطة دبي 2021 الرامية إلى تنويع اقتصاد الإمارة وتعزيز نموه المستدام عبر زيادة مساهمة قطاعات حيوية مثل السياحة وما يرتبط بها من أنشطة مثل مراسي اليخوت الفاخرة والنقل البحري في الناتج المحلي الإجمالي وذلك تعزيزاً لمكانة دبي واحدةً من أهم خمسة مراكز عالمية للسياحة والتجارة والنقل والتمويل.
واعتبر أن هذه الاتفاقية تساهم في جذب استثمارات أجنبية جديدة إلى دبي التي تحقق معدلات مرتفعة في نمو الاستثمارات المباشرة في القطاعات ذات القيمة المضافة المرتفعة ما جعلها تتربع على قائمة المدن الصديقة للأعمال.
وأشار سعادة عبدالله الحباي إلى أن دبي تتمتع بميزات نسبية جذابة في مجال المراسي البحرية نظراً لما تمتلكه الإمارة من إرث بحري عريق ولذا فإن هذه الاتفاقية الاستراتيجية مع "دي مارين" ستسخر الخبرات المشتركة لتطوير المرافق والخدمات العالمية للمراسي وتوفير البنية التحتية وستعزز حضور دبي ومكانتها كوجهة مفضلة لمالكي وعشاق اليخوت في العالم.
وقال فريت شاهنك رئيس مجموعة "دوغوش" إن دبي أصبحت قصة ملهمة للتطور في العقود الماضية وقد بدأ حضور مجموعة "دوغوش" يتنامى فيها منذ عام 2011 من خلال أنشطة شركاتها في قطاعي العقارات والضيافة ..معرباً عن إمتنانه الكبير للفرص التي أتاحتها لهم دبي .
وقال أنه ومن خلال هذا الشراكة والمركز الإقليمي في دبي سوف تستثمر المجموعة في الإمكانات الواعدة على المدى البعيد..معرباً عن تطلعهم للاستفادة من الفرص المتاحة في إدارة المراسي وتطويرها في منطقة الخليج .
دبي تتهيأ لتصبح عاصمة عالمية لمراسي اليخوت الفاخرة
المصدر: وام