على الرغم من محاولته التماسك خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب مباراتنا مع إيران والخسارة بالثلاثة، إلا أن كاتانيتش لم يفلح في ذلك، والأغرب أنه قدم مبررات محبطة للخسارة، رآها الحضور مبررات لخسائر أخرى ينتظرها المدرب السلوفيني، فهو وإن بدا يتحدث عن المباراة، غير أن ما ساقه كان عاماً، ويمثل رأيه في مرحلة سابقة وربما قادمة أيضاً، كما أنه قد يعد مؤشراً لنضوب ما لديه وأنه بات «قليل الحيلة». وكان المؤتمر الصحفي الذي أعقب مباراتنا مع كوريا، ربما الأطول في كل الممرات الصحفية بالبطولة، إذ تجاوز الساعة، وتحدث فيه المدربان بإسهاب وخرجا ولا يزال لدى الحاضرين تساؤلات أخرى، ولكن ما قاله كاتانيتش كان يكفي لإحباط كل من مثل الجانب الإماراتي في المؤتمر، خاصة عندما تحدث عن فارق اللياقة بين فريقه وبقية الفرق الأخرى، وأشار إلى الفارق الكبير بينهم وبيننا، وعندما أشار إلى أن المنتخب ليس في قوة العراق أو إيران، وأيضاً عندما تحدث عن إعداد الفريق، وأنه ليس مسؤولاً عن كامل إعداد اللاعبين، وأنه عملياً لم يدرب الفريق سوى شهرين فقط. وتفصيلاً، قال كاتانيتش: لو نظرنا إلى هذه المباراة، فقد كانت من جزأين، فقد لعبنا بشكل جيد في الشوط الأول، وكان التعادل سيد الموقف، واستمر الحظ في معاندة لاعبينا حيث وقف القائم الإيراني حائلاً أمام إحدى محاولاتنا الهجومية لتسجيل هدف التقدم. أضاف: خلال فترة الاستراحة بين الشوطين، عرفنا بتقدم المنتخب العراقي على كوريا الشمالية بهدف، وبأن الفرصة ضاعت من أيدينا، لذا حرصت على إعطاء الفرصة لبعض اللاعبين من أجل المشاركة في المباراة وتسجيل مشاركة لهم في البطولة القارية. وعاد كاتانيتش ليلوم الحظ وعدم التوفيق، وقال: في مشاركة “الأبيض” في الكأس الآسيوية لم نكن محظوظين ولو بنسبة 5% في البطولة وهذا أمر غير معقول، لكن ورغم عدم تحقيق المنتخب لأي انتصار، إلا أنني مرتاح ليس لعدم التسجيل بل للمستوى والأداء الذي لعبنا به في المباراتين السابقتين، وأبدى دهشته لتمادي تخلي الحظ عنه، لدرجة أن الفريق سجل هدفين في مرماه من نيران صديقة. ومضى كاتانيتش: في الحقيقة لعبنا في مجموعة صعبة، والآن يجب أن نعود إلى الديار برؤوس مرفوعة، وأن نستعد للعمل بقوة وبإصرار أكبر في الفترة المقبلة، حتى لو كانت مشاركتنا في البطولة القارية قد انتهت دون أن نسجل أي هدف في المباريات الثلاث. وأشاد المدير الفني لمنتخبنا بمستوى المنتخب الإيراني الذي دفع بلاعبين جدد سواء في بداية اللقاء، أو في الشوط الثاني، لكن تلك العناصر نجحت في صناعة الفارق خلال هذه المباراة. وعن أسباب تراجع مستوى المنتخب في الشوط الثاني وحالة الضياع التي عانى منها وتراجع أداء قائد المنتخب سبيت خاطر، قال كاتانيتش: نحن لسنا في مستوى العراق وإيران وكوريا الشمالية في الجانب البدني، لذلك من الطبيعي أن تحدث بعض المشاكل للاعبين على مستوى الضعف البدني وتراجع اللياقة في المباراة الثالثة خلال أسبوع واحد، وذلك ليس على مستوى اللاعب سبيت خاطر وحده، بل على مستوى العديد من اللاعبين. وأردف قائلا: لكن لم يكن لدي إمكانية لتجهيز الفريق خلال المدة القصيرة التي توليت أموره فيها، فعملياً بدأت مع الفريق من شهرين تقريباً، وكانت فترة التجهيز الأخيرة قصيرة جدا لمدة 14 يوما ومن الصعب جدا خلالها تجهيز المنتخب بدنياً والوصول إلى اللياقة المطلوبة. وتابع في الشوط الثاني وبعد انتهاء الأمل بالتأهل، حرصت على إشراك عمر عبد الرحمن للتعرف إلى ما إذا كان من الممكن أن يلعب بهذا المستوى. ورداً على سؤال: ماذا يحدث في منتخبات الخليج التي تخرج تباعا من المسابقة القارية ولم يتأهل منها سوى منتخبي قطر والعراق، قال أنا لا أتحدث عن المنتخبات الأخرى، لكني سأتطرق إلى “الأبيض” تفصيليا، ففي المباراة الأولى سددنا 23 مرة ولم نسجل أي هدف، وفي المباراة الثانية سددنا 17 مرة ولم نسجل، لكن لو نظرنا إلى إحصاءات المنتخبات الأخرى، إيران ضد كوريا الشمالية سددت 3 مرات على المرمى وسجلت هدفا، وأحيانا كرة القدم يمكن أن تكون صعبة وقاسية وتحتاج إلى الحظ. ومضى يقول: أما بالنسبة إلى مشكلة منتخبات الخليج وتراجع مستواها، فأرد ذلك إلى اعتماد تلك المنتخبات على اللاعبين المحليين، بينما منتخبا إيران والعراق على سبيل المثال لديهم لاعبون محترفون في أوروبا، وهذا ما يصنع الفارق بينهم وبين لاعبي المنتخبات الخليجية، لأن فوارق اللياقة البدنية والقوة تختلف عندما تلعب في أوروبا على اللاعب المحترف في بطولات محلية خليجية. وتابع: طبعا الجانب البدني مهم جدا، خاصة لو حددنا أيضاً أن اللاعب الإماراتي يفتقد الطول والقوة التي يمتاز بها لاعبو منتخب إيران على سبيل المثال، وعند مواجهتهم تحتاج إلى اللعب بسرعة وتحريك الكرة أسرع، وذلك ليس سهلا أبداً، ويجب أن تكون جاهز بدنياً بنسبة 120 % للعب مع هذه المنتخبات. وعما حدث بينه وبين أحمد خليل في الشوط الثاني، اعترف كاتانيتش دون أن يصرح بوجود خلاف بين الطرفين وقع خلال المباراة، حين قال ردة فعل أحمد خليل لم تكن جيدة، لكن هذا يحدث أحيانا لكن لا شيء خاص بيني وبين أحمد خليل. ووصف كاتانيتش المنتخب الإيراني بأنه أفضل منتخب في المجموعة، وقد حصل على العلامة الكاملة، ليبرهن بذلك ورغم المشاركة بلاعبين من على دكة البدلاء أو بلاعبي الصف الثاني، إنهم يمتلكون القوة والتكنيك، مؤكداً أن الفريق تم إعداده بشكل جيد، لكن مواجهته في الدور ربع النهائي مع كوريا الجنوبية، ستكون مباراة صعبة على المنتخبين . وحول خطوته التالية مع “الأبيض”، قال كاتانيتش: في فبراير المقبل لن يكون هناك اي استحقاق امام “الأبيض”، وفي مارس سننتظر قرعة كأس العالم 2014، ولا أحد يعرف كيف ستكون، وسننتظر متى سنلعب ومع من في التصفيات، سيكون هناك نشاط للمنتخب الأولمبي في إطار التصفيات المؤهلة إلى أولمبياد لندن، كما ستكون هناك مباراة ودية في شهر مارس خلال أيام “الفيفا”.