لندن (وكالات)

أدلى البريطانيون بأصواتهم، أمس، للاختيار ما بين الخروج من الاتحاد الأوروبي، بقيادة بوريس جونسون، أو تنظيم استفتاء جديد حول بريكست، بقيادة جيريمي كوربن، في انتخابات تشريعية مبكرة، ستطبع الاتحاد الأوروبي ومستقبل المملكة المتحدة لعقود.
وسجلت مكاتب الاقتراع في المملكة المتحدة، مشاركة واسعة، بينما استطلاعات الرأي لا تزال متباينة، على الرغم من تقدم ملحوظ للمحافظين بقيادة بوريس جونسون
وإن كان المحافظون، تقدموا على خصومهم العماليين، بزعامة كوربن، في استطلاعات الرأي حتى الآن، إلا أن آخر استطلاعات الرأي تشير إلى نتائج شديدة التقارب وغير محسومة.
وتوقع استطلاع، نشرت نتائجه صحيفة «تلغراف»، أمس، تقدم المحافظين بخمس نقاط، فيما أشار استطلاع آخر أجراه معهد كنتار، إلى تقدم بمقدار 12 نقطة.
كما أن الأمطار الغزيرة، وصولاً إلى هطول ثلوج في شمال البلاد، أثنت العديد من الناخبين عن الخروج للإدلاء بأصواتهم، من أجل اختيار نواب مجلس العموم الـ650، في انتخابات تجري وفق نظام الدائرة الفردية بدورة واحدة، على أن فوز المرشح الحاصل على أكبر عدد من الأصوات في دائرته.
وعنونت صحيفة «ذي صن»، «أنقذوا بريكست، أنقذوا المملكة المتحدة»، فيما تصدرت صحيفة «دايلي ميرور» صور مشردين ينامون في الشارع، وممرضات في مستشفيات تعاني من نقص في الطواقم الطبية، معنونة «من أجلهم...صوتوا للعماليين».
وأعلن بوريس جونسون (55 عاماً) «دعونا نحقق بريكست!»، مردداً هذه اللازمة طوال حملة انتخابية باهتة.
ووعد رئيس بلدية لندن سابقاً، الذي حقق طموح حياته السياسية، بتوليه رئاسة الحكومة، على الرغم من هفواته الكثيرة، «امنحوني غالبية وسأنهي ما بدأناه، ما أمرتمونا بتنفيذه، قبل ثلاث سنوات ونصف»، وأضاف موجهاً كلامه إلى الناخبين المؤيدين، للخروج من الاتحاد الأوروبي، «تصوروا كم سيكون رائعاً، أن نجلس حول حبش عيد الميلاد، وقد حسمنا مسألة بريكست»، وإلى توحيد البلاد، يقول جونسون، الذي اتهم بالاستغلال السياسي، بعد الاعتداء الدامي على جسر لندن، في نهاية نوفمبر، أنه سيتمكن أخيراً من معالجة «أولويات» الناس، وفي طليعتها الصحة والأمن.
ويعتزم جونسون، في حال فوزه، طرح اتفاق الطلاق، الذي تفاوض بشأنه مع بروكسل على البرلمان، قبل عيد الميلاد، بهدف تنفيذ بريكست في موعده المحدد في 31 يناير.
وردد مراراً ممازحاً: «الاتفاق جاهز، عليكم فقط خبزه»، ووصل به الأمر إلى القيام ببادرة رمزية، حين حطم بجرافة جداراً غير حقيقي، يرمز إلى «مأزق» بريكست.
لكن المعارضة، نددت مجدداً في اليوم الأخير من الحملة بأكاذيبه، ولا سيما وعده بالتوصل إلى اتفاق تجاري بعد بريكست مع الاتحاد الأوروبي، خلال أقل من سنة، وهو وعد تعتبره بروكسل غير واقعي، وفق ما أوردت الصحافة.
من جهته، اعتمد جيريمي كوربن، زعيم المعارضة العمالية، نبرة أكثر تحفظاً وهدوء، غير أنه وعد بـ«تغيير حقيقي»، بعد حوالي عقد من حكم المحافظين، في تجمع أخير عقده مساء الأربعاء، في لندن، وتهيمن على برنامجه عمليات تأميم لبعض القطاعات واستثمارات مكثفة، ولا سيما في هيئة الخدمات الصحية الوطنية (إن إتش إس)، التي أضعفتها سنوات من التقشف،
وراهن الزعيم العمالي على هذه المسألة، التي تعتبر من أولى مواضيع اهتمام الناخبين، فاتهم المحافظين بأنهم يعتزمون بعد بريكست، بيع هذه الهيئة التي تقدم خدمات مجانية، والتي تلقى تقديراً كبيراً من البريطانيين للأميركيين.
وأعلن مختتماً، حملة واجه فيها اتهامات، بعدم التحرك حيال ورود مزاعم متكررة عن ممارسات، تمت إلى معاداة السامية في صفوف حزبه، «الخيار المطروح أمامكم، أنتم شعب هذا البلد، هو خيار تاريخي حقاً».
في المقابل، أبقى كوربن على موقف ملتبس حيال بريكست، فوعد في حال فوزه، بالتفاوض مع الأوروبيين، بشأن اتفاق جديد أكثر مراعاة لحقوق العمال، يطرحه في استفتاء، يكون البديل فيه البقاء داخل الاتحاد الأوروبي، على أن يبقى هو نفسه «حيادياً».
وصوّت جونسون، وزعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربين، وزعيمة الحزب القومي الإسكتلندي نيكولا ستورجين، في لجانهم المحلية، صباح أمس، داعين الآخرين إلى الإدلاء بأصواتهم.
وقال جونسون، على تويتر، مصحوبةً بصورة فوتوغرافية له، خارج لجنة الاقتراع، مع كلبه ديلين: «اليوم هو اليوم المنشود، صوّتوا للمحافظين لإتمام بريكست»، وغرّد كوربين قائلاً: «تستطيعون التصويت من أجل حماية (خدمتنا القومية للرعاية الصحية)، تستطيعون التصويت لإنهاء التقشف، تستطيعون التصويت لإنقاذ كوكبنا، تستطيعون التصويت من أجل الأمل». وقالت ستورجين: إنها «صوّتت بكل فخر، من أجل ديفيد ليندين الاستثنائي»، مرشح الحزب القومي الإسكتلندي، في دائرة جلاسجو إيست الانتخابية.
وقالت شرطة إسكتلندا: إنها ألقت القبض على رجل، بعد العثور على جهاز مريب، في تجمع سكني، يضم لجنة انتخابية في بلدة مزرويل.
وقالت الشرطة: إن خبراء «نفذوا عملية تفجير عن بعد كإجراء احترازي»، بعدما تم الإبلاغ عن الجهاز عند حوالي الساعة الواحدة صباحاً.