محمد صلاح (رأس الخيمة)
كشفت الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء عن رفع طاقة الضخ بمحطة غليلة إلى 24 مليون جالون يومياً، كما كشفت عن تحقيق أحد أهم الأهداف الاستراتيجية بقطاع المياه والمتعلق بالتوقف عن استخدام الآبار الجوفية والذي يندرج ضمن الأجندة الوطنية 2021، ونجحت الهيئة في ضخ المياه المحلاة للمناطق الجبلية والمرتفعة، كما رفعت الطاقة التخزينية بالمناطق الشمالية في إمارة رأس الخيمة.
وأوضح محمد محمد صالح، مدير عام الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء، لـ«الاتحاد»، أن رفع طاقة الضخ بمحطة غليلة إلى مستوى 24 مليون جالون يومياً ساهم في تحقيق أحد أهم الأهداف الاستراتيجية للهيئة والمتمثل في الحفاظ على تعزيز قطاع التحلية وإيقاف استخدام الآبار الجوفية والتي كانت الهيئة تلجأ لها لتغذية بعض المناطق الجبلية في السابق، وذلك تماشياً مع أهداف الأجندة الوطنية المتعلقة بقطاع المياه 2021 واستراتيجية الأمن المائي 2036.
وتابع: «تتزامن هذه الخطوة مع مشروع إنشاء شبكات ذات قدرة كبيرة للنقل وإحلال شبكات التوزيع القديمة، إلى جانب تعزيز عملية التخزين لضمان مستوى ضخ ثابت للمياه على مدار اليوم للمناطق التي تغذيها الهيئة شمال إمارة رأس الخيمة والتي تمتد من الرمس حتى منطقة الجير، واستبدلت الهيئة جميع الخزانات القديمة ذات القدرة التخزينية المحدودة بخزانات طاقتها التخزينية تصل لعشر أضعاف الخزانات القديمة، من بينها خزان رئيس في منطقة وادي شعم جرى تشييده على ارتفاع 165 متراً بطاقة مليوني جالون، إلى جانب رفع طاقة التخزين بمحطة غليلة وإنشاء عدد من الخزانات الكبيرة في هذه المناطق».
وأشار إلى أن الهيئة لديها خطط لرفع الطاقة التخزينية بمقدار 260 مليون جالون عبر تنفيذ عدة مشروعات للتخزين، من بينها مركز توزيع وتخزين في منطقة الخريجة برأس الخيمة بطاقة 150 مليون جالون، ومركز للتخزين بقدرة 40 مليون جالون في منطقة الحليو بعجمان، ومركز في البريرات بقدرة 20 مليون جالون، ومركز بطاقة 40 مليون جالون يغذي الغيل وأذن وصولاً للطويين والمناطق الوسطى، إلى جانب مجمع تخزين وتوزيع يخدم منطقتي حقيل وشمل بطاقة 4 ملايين جالون، وخزان في منطقة شعم بطاقة مليوني جالون.
وأكد مدير عام الهيئة إلى أن هذه المشروعات تتزامن مع إنشاء شبكات نقل النقل والتوزيع وإحلال الشبكات القديمة والتي من بينها مشروعات في المناطق الشمالية برأس الخيمة، حيث يجري إحلال الشبكات القديمة بطول 70 كيلومتراً في المناطق الممتدة من خور خوير حتى الجير، ويشمل هذا المشروع إلى جانب إحلال الشبكات القائمة، إضافة أطوال جديدة للشبكة لتغذية جميع المناطق السكنية والتوسعات الحالية والمستقبلية بها، كما بدأت الهيئة في إحلال الشبكات القديمة في منطقة جلفار، خاصة المناطق القريبة من البحر لتحسين عملية الإمداد بها، بالإضافة لإحلال شبكات الشعبيات الممتدة من الرمس حتى الجير، وتشمل شعبيات المهابيب والقيشة والظهوريين.
وبين صالح أن الهيئة تقوم بشكل مستمر بتمديد شبكات النقل الرئيسة وشبكات التوزيع في المناطق السكنية التي تشهد توسعات كما تقوم الهيئة بمشاريع إحلال لشبكات المياه القائمة واستبدالها بشبكات مياه أكثر كفاءة تتماشى مع مستجدات المناطق السكنية، حيث تسهم هذه الخطوة في تحسين الخدمة المقدمة للمتعاملين، وقال : ومنذ بداية العام الجاري تم التركيز على منطقتي الخران والقصيدات بمشاريع الإحلال نظراً لقدم الشبكات وكثرة التسريبات وهدر المياه وكثرة أعمال الصيانة المطلوبة في المنطقتين، وفي هذا الإطار تم إحلال أجزاء من شبكات المياه على امتداد شارع الشيخ سالم بن سلطان بالتنسيق مع دائرة الخدمات العامة برأس الخيمة حيث توجد أعمال توسعة للطرق، وفي منطقة الخران تم تنفيذ شبكات مياه بطول نحو 5 كم وفق أعلى المعايير والمواصفات المعتمدة وتم مد الخدمة لمنازل 80 مستهلكاً في المنطقة بوصلات جديدة، وتم استبدال العدادات الميكانيكية بعدادات ذكية في هذه المنطقة بتكلفة تقارب من 1.9 مليون درهم في هذه المنطقة. وفي منطقة القصيدات تم تنفيذ شبكات مياه بأقطار مختلفة لتلبية احتياجات المنطقة وتمديد شبكات بطول نحو 20 كم ولا تزال أعمال التمديدات قائمة وتصل أطوالها لحوالي 70 كم بتكلفة مبدئية نحو 22 مليون درهم وسيتم إلغاء جميع الشبكات والوصلات القديمة التي كانت تغذي المنطقة.
120 ألف عداد ذكي
حول مبادرة الهيئة باستبدال عدادات المياه القديمة بعدادات ذكية، أكد محمد صالح أن استراتيجية استبدال هذه العدادات تسير وفق المعدلات المطلوبة، وتم استبدال نحو 120 ألف عداد ذكي حتى الآن في قطاع المياه، من إجمالي حوالي 270 ألف عداد بالهيئة، وسيجري استبدال بقية العدادات خلال العامين المقبلين، مشيراً إلى أن العدادات الجديدة تندرج ضمن استخدامات الذكاء الاصطناعي، حيث تحتوي هذه العدادات على تقنية تنبه المستهلك في حال وجود أي تسريب أو استهلال غير طبيعي، خاصة خلال فترة الليل، وتقوم بتنبيه النظام الخاص بالهيئة والذي بدوره يتواصل مع المستهلك عبر الرسائل النصية على هاتفه، كما سترتبط هذه العدادات بنظام الفوترة الخاص بالهيئة، وستسهم في ترشيد المياه ما سينعكس إيجابياً على المستهلك وعلى خطط الهيئة الخاصة بترشيد استخدام المياه والحفاظ عليها لكونها من القطاعات الحيوية التي تبذل الدولة جهوداً كبيرة للحفاظ عليها.