أبوظبي (الاتحاد)

خلصت فعاليات الملتقى العالمي الأولى لشباب المجتمعات المسلمة في العاصمة أبوظبي الذي شهد مشاركة مجموعة من شباب المجتمعات المسلمة من الجنسين، يمثلون دولاً غير إسلامية، للترويج لقيم التسامح وتوفير آليات لتمكين الشباب، إلى التأكيد على 12 توصية تركز على القيم الجوهرية للاندماج والمشاركة في بناء المجتمعات، والابتكار وريادة الأعمال والعمل الخيري.
ودعا الشباب في الملتقى إلى تأسيس أمانة عامة لشباب المجتمعات المسلمة، تمثل بيت خبرة، وقاعدة انطلاق لصناعة مستقبل مزدهر للمجتمعات المسلمة، يصنعه شبابها.
وانطلقت فعاليات الدورة الافتتاحية من الملتقى الذي نظمه المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، تحت شعار «إعداد قادة الغد... الالتزام والنزاهة والابتكار»، واستمرت على مدار يومين، بمشاركة أكثر من 250 من شباب المجتمعات المسلمة، يمثلون مختلف دول ومناطق العالم من جزر فيجي إلى أوروجواي والبرازيل، ومن نيوزيلندا إلى إستونيا وليتوانيا.
وتشمل التوصيات الـ12 التي خلص لها الملتقى قضايا الأمن والاستقرار للمجتمعات، وترسيخ قيم التعاون والتعايش بين بني البشر، والقيم الأسرية والحفاظ على البيئة، والتحديات والفرص في المجتمعات الإسلامية، وتمكين الشباب من قيادة مؤسسات مجتمعاتهم، وتحقيق التمكين الحقيقي للشباب، وخلق حالة من الاستدامة في مؤسسات المجتمعات المسلمة، وبناء القدرات وإعداد القيادات إعداداً علمياً حقيقياً، والانتقال من حالة الانغلاق على الذات إلى حالة الانفتاح على شركاء الوطن، وخلق فضاء للعمل المشترك مع شركاء المجتمع، وإصلاح وتطوير الخطاب الديني، بما يتناسب مع احتياجات كل مجتمع ومتطلباته، والتأكيد على خصوصية كل مجتمع من المجتمعات المسلمة، وتوظيف الإعلام بكل أنواعه لتصحيح صورة الإسلام والمسلمين.
وقال معالي الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة: «استهدف المؤتمر تمكين شباب المجتمعات المسلمة في تلك الدول لتولي مناصب قيادية في مجتمعاتهم والعمل على نشر قيم التسامح والسلام في العالم».
وأضاف معاليه: «حرصنا خلال المنتدى على ضمان وصول صوت الشباب، ورؤيتهم وطموحاتهم وأحلامهم، وتمكينهم من قيادة مجتمعاتهم، فهم الأقدر والأجدر على ذلك، وهم المسؤولون عن صناعة مستقبلهم؛ ولذلك فمن حقهم الطبيعي أن يكونوا في قيادة عملية صناعة مستقبل مجتمعاتهم الذي هو مستقبلهم هم وأسرهم وأولادهم».
وشدد معاليه على أن التحديات التي تواجهها المجتمعات المسلمة تفرض ضرورة تمكين الشباب من الجنسين من تصدر المشهد، وقيادة مؤسسات مجتمعاتهم، وتمكين فكرهم ورؤيتهم وطموحاتهم، فقد عانت الكثير من هذه المجتمعات من أنماط قيادات لا تنتمي لها، ولم تنشأ فيها، وجاءت إليها حاملة هموم ومشكلات وأزمات مجتمعات أخرى، وارتهنت هذه القيادات في العديد من المجتمعات المسلمة أفكاراً ميتة، لا علاقة لها بواقع هذه المجتمعات التي يعيشون فيها.وذكر معاليه أن تمكين الشباب من قيادة مجتمعاتهم سيمثل الحل الحقيقي للعديد من المشكلات والأزمات؛ لأن هؤلاء الشباب نشأوا في مجتمعات متعددة الأديان والأعراق والثقافات، ويعرفون كيف يحققون قيم التعايش والتسامح والتعاون مع أتباع الديانات الأخرى من الذين يشاركهم الوطن والعيش والحلم.
وشهد اليوم الثاني من الملتقى قصصاً ملهمة لأصحاب إنجازات ومؤثرين وقادة مستقبليين من مختلف أنحاء العالم.