محمد حامد (الشارقة)

على الرغم من انشغاله بانتخابات الغد التي سوف يكون لها تأثيرها الممتد لعقود قادمة على السياسة البريطانية، وجد جيريمي كوربن زعيم حزب العمال البريطاني، الذي يخوض سباقاً ملتهباً في مواجهة غريمه بوريس جونسون، نفسه في قلب العاصفة الكروية التي تحيط بنادي آرسنال، فهو الشخصية الأشهر التي تشجع النادي اللندني بعد الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا.
كوربن سوف يكون مسؤولاً عن آرسنال بصورة كاملة في المرحلة المقبلة، ليس هذا فحسب، بل إنه سوف يخصص 20 مليار جنيه استرليني، وهو مبلغ خيالي لإبرام صفقات تاريخية تجعل آرسنال القوة الكروية الأكبر في العالم، ومن بين الصفقات التي يفكر كوربن في إبرامها التعاقد مع ليونيل ميسي، وكريستيانو رونالدو، ونيمار، وكيليان مبابي، وكيفين دي بروينه، وروبرت ليفاندوفسكي، ورحيم سترلينج، وغيرهم من النجوم.
وكان للإعلامي البريطاني الشهير بيرس مورجان دور في نشر هذه الشائعة التي تعامل معها الملايين باعتبارها مزحة القرن، فقد نشر مورجان ذلك عبر حسابه بموقع تويتر الذي يحظى بمتابعة 7 ملايين فولورز، وأثار تفاعلاً كبيراً، خاصة أن كوربن يشتهر بعشقه الجنوني لآرسنال الذي يحرص على حضور مبارياته بصورة منتظمة، ويشارك جماهيره كافة التفاصيل، بداية من غلاء أسعار التذاكر، وصولاً إلى نتائج وعروض الفريق التي لم تعرف التحسن خلال السنوات الماضية.
وكان كوربن قد تحدث قبل أسابيع عن بعض الخطط لتطوير الأندية الإنجليزية، وجعلها أكثر قرباً وتفاعلاً مع المجتمع، بل إنه يطالب بمنح المشجعين فرصة للمشاركة في إدارة هذه الكيانات الكروية، مضيفاً: «الأندية جزء مهم من النسيج الاجتماعي في المجتمع البريطاني، ولا يمكن تركها في يد من يقررون كل شيء من منطلق مالي وتجاري، سوف نعمل على إصدار تشريع يلزم الرابطة الإنجليزية المسؤولة عن البريميرليج بتخصيص 5 % من دخل حقوق البث من أجل تطوير اللعبة، وخاصة الناشئين، وكذلك السيطرة على ظاهرة ارتفع أسعار تذاكر حضور المباريات».
ويرى كوربن أن الرياضة بشكل عام، وكرة القدم على وجه التحديد يجب أن تتم إدارتها لمصلحة الجماهير التي تعشقها، لكي تستعيد كرة القدم وجهها الحقيقي، الأكثر عدالة، وجعل المشجع أكثر ارتباطاً بالنادي، وأكثر شغفاً لخدمته، كما يعزز روح الانتماء بقوة.