علاء المشهراوي (غزة)

رشقَ المشاركون بمسيرات العودة في جمعة «مسيراتنا مستمرة» شرق مدينة غزّة، السفير القطري محمد العمادي بالحجارة، وسط هتافات تنعت العمادي بـ«العميل».
وأفادت قناة الميادين الفضائية، بأنّ الشبان بدأوا فور وصول العمادي إلى مسيرات موقع «ملكة» شرق مدينة غزّة، برشق موكبه بالحجارة، مرددين هتافات بينها «روح روح يا عميل». وأكد مراسل «الميادين»، أنّ أجهزة الأمن التابعة لوزارة الداخلية بغزّة، اعتقلت عدداً من الشبان على خلفية رشق موكب العمادي بالحجارة، موضحاً أنّه تم نقلهم إلى مراكز التحقيق بتهمة رشق العمادي بالحجارة، وتخريب المسيرات.
ووصل السفير القطري محمد العمادي، مساء الخميس، إلى قطاع غزّة، قادماً من قطر عبر مطار «بن غريون» بتل أبيب، ويحمل معه مبلغ 15 مليون دولار ضمن المساعدات التي أعلنت قطر تقديمها للقطاع.
يُذكر أنّ الجماهير الفلسطينية توافدت يوم الجمعة، نحو مخيمات «العودة» المُقامة على الحدود الشرقية لقطاع غزة، للمشاركة في فعاليات «مسيرات العودة وكسر الحصار» السلمية، رافعين الأعلام الفلسطينية.
وأكد رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، السفير محمد العمادي، لدى وصوله مخيمات مسيرات العودة شرق مدينة غزة، استمرار قطر في صرف المنحة القطرية لرواتب موظفي غزة والأسر الفقيرة والكهرباء لمدة 6 أشهر.
وقال السفير القطري: «سنستمر في منحة الرواتب للأسر الفقيرة لمدة ستة أشهر وبقيمة 15 مليون دولار شهرياً، بالإضافة إلى منحة الوقود بقيمة 10 ملايين دولار».
وأضاف في تصريح صحفي: «اتفقنا مع الإسرائيليين على حل مشكلة الكهرباء وخط 161، والممر المائي، بالإضافة إلى الاتفاق معهم على أمور كثيرة، ولم تكن الأمم المتحدة طرفاً في المنحة المقدمة من قطر إلى قطاع غزة، وإنما تمت بإشراف كامل من اللجنة القطرية».
وكان السفير القطري محمد العمادي قد تعرض قبل شهور عدة للطرد والرشق بالأحذية في غزة بعد زيارته مستشفى الشفاء، من قبل عمال النظافة، نظراً لأنهم لم يتقاضوا رواتبهم منذ شهور عدة، وحاولوا إيقاف السفير العمادي ليطالبوا بمطالب عدة، ولكن حرس السفير تعرض لهم وحاول إبعادهم، ما دفعهم لإيقاف السيارة التي تقل السفير لكن دون جدوى.
وقد اعتبر العمال تصرف السفير مسيئاً بحقهم، حيث انفجر بعضهم بالصراخ والهتاف، فيما حاول البعض الآخر الوصول إلى سيارة العمادي قبل أن تمنعهم عناصر الشرطة من ذلك.

فتح والأموال القطرية
في السياق نفسه، علقت حركة فتح على إدخال الأموال القطرية إلى قطاع غزة عبر إسرائيل، بالقول: «قطعت مهزلة تحويل الأموال اليقين بالشك أن حركة حماس وطوال الفترة السابقة كانت تتلاعب بعواطف وعقول الناس، وتتحايل على القضية الفلسطينية تحت مسمى مسيرات العودة وسلاح المقاومة».
وأضافت الحركة، على لسان رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم، منير الجاغوب: «لقد اتضح ملياً أن سلاح حماس خنجر في خاصرة القضية الفلسطينية ولا علاقة له بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي».
وتساءل الجاغوب: «كيف لحركة تدّعي أنها تسعى لتحرير الوطن وكيف لسلاح تسميه سلاح المقاومة أن يقبل أموالاً تدخل بتنسيق مع الاحتلال وعبر إشرافه المباشر وبآلية تعطيه القرار النهائي حول طريقة صرفها؟ هل أصبح الاحتلال غبيّاً لدرجة أنه يريد مساعدة من يدعي أنه يسعى للخلاص منه ويناضل من أحل تحرير فلسطين من النهر إلى البحر؟؟!! وهل إدخال هذه الأموال وبهذه الطريقة المُذِلّة يتماشى مع ما تتشدّق به حركة حماس ليل نهار بأنها لن تعترف بإسرائيل ولن تفرط بذرة تراب من أرض فلسطين؟؟».
وتابع: «إذا كان هدف حركة حماس كما تدعي هو فك الحصار عن قطاع غزة وإنهاء معاناة أهلنا الصامدين فيها، فإن أقرب طريق لذلك هو العودة إلى الوحدة الوطنية وإتمام المصالحة وإنهاء الانقلاب بدلاً من الدخول مرة أخرى في مراهقات سياسية ومتاهات ستكون لها آثارها المدمرة على المشروع الوطني الفلسطيني برمته»، وفق تعبيره.
من ناحيتها، قالت وكالة الأنباء الرسمية (وفا)، إن «15 مليون دولار دفعة تحت الحساب وصلت لحركة حماس كثمن بخس لدماء أبناء شعبنا الغالية في قطاع غزة، والتي استغلتّها قيادة حماس لتواصل مؤامرتها التي تتماشى مع المؤامرة الصهيو-أميركية الهادفة إلى فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية».
وأضافت الوكالة الرسمية: «أكثر من 220 شهيداً، بينهم 43 طفلاً ونحو 25 ألف جريح، منهم من فقد أطرافه أو أجزاء من جسده، منذ انطلاق فعاليات مسيرات العودة في الـــ30 من مارس، باعت (حماس) دماءهم الزكية التي رووا بها تراب قطاع غزة الحبيب، وقبضت بـ(الدولار الأميركي) والذي أدخل بحقائب عبر معبر إسرائيلي، وبالتنسيق مع حكومة اليمين في إسرائيل!».
واستطردت: «المواقع العبرية سارعت للإعلان عن النبأ، إدخال الأموال القطرية إلى غزة لدفع رواتب موظفي حماس»، مشيرةً إلى أن الأموال تبلغ 15 مليون دولار أدخلت في 3 حقائب في مركبة السفير القطري محمد العمادي عبر معبر بيت حانون (إيرز) شمال القطاع، وبالتنسيق الكامل مع إسرائيل.
وأوضحت أن «هذه الدفعة المالية هي جزء من مبلغ 90 مليون دولار وعدت قطر بتحويلها إلى حماس لدفع رواتب موظفيها لمدة 6 أشهر، وأن قوائم موظفي حماس الذين سيتم الصرف لهم يوم الجمعة تم فحصها أمنياً في إسرائيل ضمن عملية متفق عليها من قبل الوسطاء!».
وأكملت الوكالة الرسمية: «ما دامت (حماس) وقّعت على اتفاق المصالحة بتاريخ 12-10-2017، فلماذا لا تقوم بتنفيذه بشكل شمولي؟ ولماذا لا تسمح لحكومة الوفاق من ممارسة مهامها في القطاع؟ ولماذا يواصل قادتها نشر الأكاذيب والافتراءات والهجوم على الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يقف سداً منيعاً في وجه المؤامرات الأميركية والإسرائيلية، ويقول (لا) لما يسمى بـ (صفقة القرن؟)».
وقالت: «كل هذه المعطيات، تجعلنا نوجّه أصابع الاتهام لقيادة حركة حماس الانقلابية، والتي ترفض المصالحة ووحدة الوطن، وتسعى لإقامة دولتها المزعومة في غزة، بدعم من إسرائيل وأميركا وأطراف دولية أخرى تعمل، ليل نهار، لتقويض مشروعنا الوطني»، وفق قولها.
واستدركت: «لكن قيادتنا الفلسطينية الشرعية متيقنة تماماً لما يحدث، وستواصل بذل الجهود لمواجهة المؤامرات والمخططات الأميركية الإسرائيلية الهادفة إلى فصل غزة عن الضفة، بهدف الاستفراد بالضفة الغربية والقدس».