أبوظبي (الاتحاد)
أطلق «مركز الإحصاء – أبوظبي» أمس نتائج استطلاع التسامح لإمارة أبوظبي الذي جرى تنفيذه في يوليو من العام الجاري بالتعاون مع دائرة تنمية المجتمع ممثلة بمؤسسة زايد للثقافة الإسلامية وشمل عينة من أطياف مجتمع الإمارة وغطى جميع الأقاليم: أبوظبي والعين والظفرة وتصدر نتائجه لأول مرة على مستوى الدولة والإمارة.
يأتي ذلك تزامناً مع إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» عام 2019 في دولة الإمارات عاماً للتسامح، وحرصاً من «مركز الإحصاء – أبوظبي» على متابعة ورصد حجم الجهود الحثيثة والطاقات الكبيرة التي بذلت من القيادة الرشيدة لإبراز وترسيخ مكانة دولة الإمارات عاصمة عالمية للتسامح وتعزيز قيم التسامح الثقافي، والديني، والاجتماعي بالأرقام والمعلومات والمؤشرات الإحصائية.
الانفتاح على الثقافات
وأكد عبدالله السويدي المدير العام لمركز الإحصاء – أبوظبي بالإنابة، أن نتائج هذا الاستطلاع عكست بدقة مجموعة المبادرات والمشاريع الكبرى والسياسات والتشريعات التي انتهجتها الحكومة بهدف تعميق قيم التسامح والحوار وتقبل الآخر والانفتاح على الثقافات المختلفة، وأن دولة الإمارات عامة وإمارة أبوظبي خاصة أصبحت حاضنة لقيم التسامح والسلم والأمان والتعددية الثقافية، حيث بينت النتائج أن 95.2% ممن شملهم الاستطلاع يرى بأن الحكومة لعبت دوراً مهماً وإيجابياً كحاضنة للتسامح وأسهمت في الجهود الدولية لتعزيز التسامح وإبراز دور الدولة كبلد متسامح.
وأوضح أن قيم التسامح النابع من إرث الآباء والأجداد وامتداداً لنهج زايد مؤسس الدولة واهتمام ورعاية خاصة من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» أصبح نهج حياة في مجتمع الإمارة وعملاً مؤسسياً مستداماً كفل للجميع العدل والاحترام والمساواة لأكثر من 200 جنسية تنعم بالحياة الكريمة على أراضيها حيث بلغ المستوى العام للتسامح في الإمارة 92.7%، كما وصل مستوى التسامح في القيم المجتمعية إلى 92.0%.
احترام الأديان
وأكد السويدي أن نهج التسامح والسلام والتعايش الاجتماعي، واحترام الأديان الذي انتهجتها الحكومة، أسهم في خلق بيئة جاذبة يسودها الود والتسامح والاحترام والخير والاستقرار بين كافة أطياف مجتمع الإمارة، حيث بلغ مستوى التسامح الديني ممن شملهم الاستطلاع بشكل عام 93.6%، كما بلغ مستوى التسامح الديني ومستوى الشعور بالأمن والتعايش مع الآخرين لدى المواطنين بشكل خاص 96.6% و98% على التوالي، في حين أن نسبة مستوى التسامح في حرية ممارسة الشعائر الدينية تجاوزت المتوقع إذا ما قورنت بدول أخرى حيث بلغت هذه النسبة 97.6%.
وبين السويدي أن إحدى أهم المبادرات الرئيسة لعام التسامح هي تعميق قيم التسامح والانفتاح على الثقافات والشعوب في المجتمع من خلال التركيز على هذه القيم لدى الأجيال الجديدة، حيث أوضحت النتائج حجم العمل الكبير في هذه المبادرة، فقد رأي 93.7% ممن شملهم هذا الاستطلاع بوجود مواد عن التسامح في المناهج الدراسية الحالية، كما ارتفع مستوى تطبيق نهج التسامح لدى الشباب إلى 82.5%.
واختتم السويدي تصريحه بأن نتائج هذا الاستطلاع غطى خمسة محاور رئيسة هي؛ التسامح الديني، والقيم المجتمعية، والتسامح بين الشباب، وتعزيز دور الحكومة كحاضنة للتسامح والمساهمة في الجهود الدولية لتعزيز التسامح وإبراز دور الدولة كبلد متسامح، وإثراء المحتوى العلمي والثقافي للتسامح، وبذلك فإن هذه النتائج تقدّم صورة متكاملة لمؤشرات التسامح التي تعكس مستوى التسامح من حيث القيم الاجتماعية ومستوى حرية ممارسة الشعائر الدينية ومستوى الشعور بالأمن والسعادة بالتعايش مع الآخرين ومدى وجود سمة التسامح لدى الشباب وعلاقتها بأنماط حياتهم.