محمد عبدالسميع (الشارقة)
أبدى مثقفون عرب مخاوفهم من توقف الصحافة الورقية، وأعلنوا عن قناعتهم بأنها آيلة للتوقف إن لم تجدد خطابها بل أكد بعضهم أنها ستختفي من الساحة في 2050م، وذلك في ندوة «صحف متوارية» التي استضافتها قاعة ملتقى الأدب، بمعرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ37، أدراتها فيء ناصر وشارك فيها استاذ الإعلام التطبيقي في جامعة فيصل السعودية الدكتور فهد الطياش، والشاعرة والكاتبة فوزية رشيد، والكاتبة والروائية رشا عدلي التي قالت إن الصحف الورقية سوف تختفي عن الساحة عام 2050م، وتحتل مكانها الصحف الإلكترونية، فالصحف الورقية مع ظهور الأنترنت اعتمدت على نقل الأخبار منه مباشرةً، لأن الخبر يأتي جاهزاً بدون مجهود، وقل الإقبال على الصحف الورقية بسبب زيادة سعر الطباعة، موضحة أن الصحف الورقية أصبحت لا تحقق الهدف منها. وأن الاتجاه نحو الصحف الإلكترونية ابتدأ يأخذ خطوات جادة جداً، واستدركت: «ولكن لابد من وجود قوانين تحكم الصحف الإلكترونية».
وأكدت الشاعرة والكاتبة فوزية رشيد أن الصحف الورقية سوف تختفي بعد عقد أو عقدين على الأكثر لأن الإنسان نفسه قابل للتغير، خاصة بعد امتلاك الجميع الهواتف الذكية والإلكترونية والتكنولوجيا الرقمية، التي نتعرف من خلالها على جميع الأخبار وكل شيء في الحياة، كما أن القنوات الفضائية أيضاً أثرت على اختفاء الصحف الورقية، خاصة أنها تشرك المشاهد في برامجها، مضيفة: الصحف تعتمد على كاتب الرأي، وإذا اختفى كاتب الرأي سوف تختفي الصحف الورقية نهائيا.
وأشارت رشيد إلى أن عامل الزمن يعمل لصالح الإلكتروني، وأن صحافة الـ «أون لاين» تحتاج إلى الصحفي الشامل، بعكس الصحف الورقية التي لا تزال تعمل بأنظمة صحفية قديمة.
وقال الطياش: العالم يتغير من حولنا، ونحن نشهد حجم الصراع والمعاناة التي تعاني منها مؤسساتنا الصحفية. فبروز الصحف الإلكترونية والإعلام الجديد يفترض ألا يبعدنا عن مساندة مؤسساتنا الصحفية، فهي مؤسسات تتمتع بالمهنية والمصداقية والقيادات الصحفية، ودعم هذه المؤسسات هو استثمار وطني تنقصه المظلة التي تؤسس لصناعة صحفية تتماشى مع روح التقنية التي تساعدها على البقاء. وتابع الطياش: لابد من وجود مؤسسات قوية تستطيع أن توجه السوق نحو الصحف الورقية مرة أخرى، ولابد أن يكون هناك توازن بين الصناعات وبين المؤسسات الصحفية والتكنولوجيا.
وطرح الطياش السؤال الأزلي: أيهما يأتي أولاً الكتابة أم الإعلان؟، ليجيب: الكتابة هي التي تجذب الإعلانات، كلما كانت الجودة جيدة ورائعة كلما زاد عدد المعلنين، لذلك لابد من الاهتمام بجودة الصحف الورقية، خاصة أن الصحف افتقدت ثقافة الموضوعات التفاعلية، بل إنها تفتقد الرسوم التوضيحية ورسومات الانفوجرافيك. يجب على الصحف الورقية أن تعرف احتياجات وطلبات قرائها وأن تتواصل معهم بشكل مباشر حتى تستطيع أن تنافس الإنترنت.