أبوظبي (الاتحاد)

تألق ابن الإمارات راشد القمزي، في مساء الأبطال، بالجولة الختامية من بطولة العالم لزوارق الفورمولا2، في العاصمة أبوظبي، ولم يكتفِ بالتتويج ببطولة العالم فقط، وإنما حصد لقب جولة العاصمة، وحقق 95 نقطة من أصل 100 في مسيرته بالمونديال البحري هذا الموسم، ليصنع لنفسه تاريخاً جديداً، وامتداداً من التفوق في الرياضة البحرية.
قائد زورق أبوظبي 35، كشف عن المهمة الصعبة التي قرر القيام بها هذا الموسم، بعد أن حل وصيفاً لمونديال الفورمولا2 الموسم الماضي، وبطلاً في موسم 2017، وعن ذلك يقول القمزي: «قبل بداية الموسم، كنت مصمماً على ألا أفرط في أي نقطة منذ الجولة الأولى، وأن أعمل بتركيز كبير للوصول للقب، قبل بداية الجولة الافتتاحية طلبت من إدارة الفريق أن يتم تخصيص حصص تدريبية، وتمارين بشكل مكثف لي، وسافرت خصيصاً إلى إيطاليا من أجل القيام بأكثر من تمرين».
وأكد القمزي، أن جولة أبوظبي حملت صعاباً كثيرة، أبرزها الانطلاقة والمنافسة مع البرتغالي دوارتي بينيفتي، وأيضاً مرحلة رفع العلم الأصفر أكثر من مرة، وقال: «كان دوراتي يقترب مني في أكثر الدورات، ولكنني كنت مصمماً على أن أحتفظ بالصدارة، وأقاتل في سبيل ذلك، ووفقت في أن أحقق اللقب، وأظفر بالمركز الأول».
ويتابع: «طوال الجولات الماضية، كنت أخوض كل سباق على أنه نهائي، ولا أرضى بديلاً عن المركز الأول، وبالفعل أنهيت جولات ليتوانيا وإيطاليا والبرتغال في المركز الأول، وحللت ثانياً في النرويج، وتوجت جهودي بتحقيق لقب العاصمة في أبوظبي، كي أعانق المنصة في كل جولة، ودون أي نزف للنقاط طوال الموسم». وأكد القمزي، أن الفوز ثمرة دعم إدارة النادي، وتوفير كل ما يلزم البطل، مشيداً بدعم الطاقم الفني والراديو مان، وأوضح أن اليد الماهرة في إعداد الزورق والمحرك قبل السباق، لعبت دوراً كبيراً في صناعة الإنجاز، وقال: لا يوجد فريق ناجح من دون طاقم فني ماهر وذي خبرة، وقد وفر لي فريق أبوظبي الأفضل في هذا المجال، وبصراحة إنني أكملت ثلاثة مواسم من دون أي أعطال أو توقفات في أي جولة، ما يحسب للفريق الماهر الذي أنا جزء منه، ولا أحتسب الحوادث جزءاً من ذلك، حيث إنها بعيدة كل البعد عن الأعطال، كما أن الراديو مان، وهو ناصر الظاهري، قدم لي توجيهات ذهبية في كل سباق، وكان جزءاً أساسياً من الوصول إلى النتيجة الإيجابية في أي منافسة، لقد كان سنداً لي في أي سباق، كي أصل إلى النتيجة المرضية، وكان صوته يرن في أذني دوماً في أي تحدٍ، سواء من ناحية التحفيز أو حتى إيصال أي معلومة عن اللجنة، أو توجيه خلال القيادة.
وعن السباق الأكثر صعوبة هذا الموسم، قال القمزي: كل سباق يمتاز بمواصفات مختلفة عن غيره، ولكن في إيطاليا كانت الصعوبة هي أن المسار صغير جداً، وعدد الزوارق كبير، انطلقت متصدراً في البداية، وخلال عشر دورات وجدت أنني قد لحقت بصاحب المركز الأخير، فوجئت بأنني يجب أن أقوم بمناورات عديدة كي أظل في الصدارة، وفي نفس الوقت تجاوز الزوارق أمامي، وفعلاً قمت بدورتين كاملتين على كل الزوارق تقريباً، وأنا أجاوز بشكل دقيق جداً، هي أكثر جولة شهدت من خلالها تجاوز زوارق أخرى وبشكل متواصل، وفي النهاية عندما انتهى السباق، كانت اللجنة الفنية تنتظرني في الخارج، حيث قامت بفحص زورقي بشكل أشهده للمرة الأولى، وتفكيك المحرك تماماً، حيث استغرب القائمون من السرعة التي وصلت لها، وتجاوز الزوارق مرتين خلال السباق، ونسي الجميع أنني مغامر بطبعي، ولا أرضى عن الأفضل بديلاً.
وقدّم القمزي، وردة الإنجاز في «مساء الأبطال» إلى والدته التي دوماً ما ترفع يديها وتدعو له قبل أي سباق، وقال: «دائماً ما أنزوي إلى أحد الأركان قبل أي سباق، كي استمع إلى صوتها الدافئ والحنون، وأنا أطلب منها الدعاء لي، من صوتها أستلهم الشجاعة، وبحضور صورتها دوماً، وهي فرحة بفوزي أصل إلى قمة العطاء».
وأكد القمزي الصغير، أن طموحه قد تحقق هذا الموسم بالتتويج باللقب، والاحتفال به في جولة العاصمة، والفوز وسط الجماهير وعلى الأرض، وقال: على الرغم من أنني قد ضمنت اللقب قبل نهاية الموسم بجولة كاملة، إلا أنني كنت مصمماً على أن أكمل المشوار، وأحقق لقب جولة أبوظبي، وتمكنت من ذلك، ولله الحمد، وكانت أسعد لحظة هذا الموسم لي، هي رفع العلم أمام كل الجماهير، وإهداء فوز العاصمة للإمارات، لا يزال أمامي طموحات مستقبلية في كل البطولات البحرية الكبرى، ولن أقف عند حاجز الفورمولا 2 فقط.

إهداء
أهدى راشد القمزي، إنجازه للقيادة الرشيدة وشعب الإمارات، بمناسبة اليوم الوطني الـ 48، وأشاد باهتمام ومتابعة سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان مستشار صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي أبوظبي البحري، والشيخ محمد بن سلطان بن خليفة آل نهيان نائب رئيس مجلس إدارة نادي أبوظبي الدولي للرياضات البحرية.

فريق أبوظبي محرك لا يتوقف عن الهدير
أثبت فريق أبوظبي للزوارق السريعة أنه رقم صعب في كل البطولات البحرية التي يشارك فيها، وبالرغم من أنه قد حسم لقب التحدي الكلاسيكي 24 ساعة، ولقب الحركات الاستعراضية في الدراجات المائية ولقب بطولة العالم للفورمولا2، إلا أنه لا يزال هناك لقبان في انتظار الحسم هذا الشهر، وهما لقب بطولة العالم للاكس كات التي تقام جولتها الختامية في إمارة دبي نهاية الأسبوع، ولقب بطولة العالم للفورمولا1 بإمارة الشارقة بعد أسبوعين، ومن الآن يضع أسياد البحر الأعين على حسم هذه الألقاب والاحتفال بأحد أجمل المواسم البحرية للفريق ولرياضة الإمارات.