المهدي الحداد (الدار البيضاء)

يستضيف النجم الساحلي التونسي منافسه الوداد المغربي مساء اليوم بالملعب الأولمبي بسوسة، في قمة عربية ملتهبة، في افتتاح مباريات إياب دور الـ 16 لكأس زايد للأندية الأبطال، في قمة تمثل باب النجاة لأحد الفريقين والغرق للطرف الآخر، بعدما فشلا في الفوز بالبطولات، حتى الآن وبات لقب البطولة العربية أملاً ينشده الفريقان.
الديربي المشحون يفتح باب الصراع على أشده بين فريقين متقاربين في المستوى والحظوظ للتأهل لربع النهاية، خصوصاً بعد نتيجة التعادل السلبي في لقاء الذهاب بستاد محمد الخامس بالدار البيضاء، والتي اعتبرها الطرفان ملغومة ولا ترجح كفة أي فريق عن الآخر، في ظل قدرتهما معا على حسم العبور بعيداً عن المنطق والتكهنات التي تغيب في هكذا قمم ومواجهات صعبة ومعقدة بين الجيران.
الوداد المغربي خاض حصة تدريبية وحيدة بتونس، وكانت بالملعب الأولمبي بسوسة، بعدما حط الرحال بها بكامل ترسانته البشرية المعروفة، لكن بمعنويات مهزوزة بعد الإقصاء المفاجئ والمحبط من نصف نهائي كأس العرش أمام نهضة بركان، حيث لم يتقبل الفريق الخروج من المسابقة التي خطط لحصد عاشر لقب بها.
ويخشى الوداديون أن يدق النادي رسمياً ناقوس الخطر ويغرق في بحر الأزمة بإقصاء ثالث توالياً من كأس زايد للأندية الأبطال، حينما يواجه النجم الساحلي العتيد بميدانه، والذي يبحث بدوره عن التأهل ولا يرضى بالخسارة ووداع المسابقة العربية أمام الأنصار وبشكل مبكر، خصوصاً أن الفريق ودع دوري الأبطال، وخرج من الموسم بلا بطولات.
ضغوطات ثقيلة جداً على الفريق المغربي الذي لا يملك خياراً غير الفوز أو التعادل الإيجابي، لخطف تأشيرة العبور وتحقيق المصالحة واسترجاع الثقة المفقودة، ويأتي المدرب الفرنسي رينيه جيرارد كأكثر المهددين في حالة الإقصاء أمام النجم الساحلي التونسي، إذ سيوضع تحت مقصلة الإقالة رغم توليه مهمة الإشراف الفني على النادي قبل شهر ونصف الشهر فقط، لتحمله جزءاً من المسؤولية في تراجع نتائج الفريق مؤخراً وخروجه غير المتوقع من المربع الذهبي لكأس العرش، حيث لم يحقق الإضافة المرجوة ولم يترك بعد لمسته الفنية.
وينتظر أن يحدث جيرارد بعض التغييرات على التشكيلة الرسمية التي تواجه النجم الساحلي، خصوصاً في قلب الهجوم بإبعاد الليبيري ويليام جبور الصائم عن التهديف، مع اعتماد خطة تكتيكية لامتصاص حماس التونسيين والاعتماد على الهجمات المرتدة الخطيرة بقيادة الثنائي الهجومي الخطير محمد أوناجم وإسماعيل الحداد، والاستفادة من خبرة لاعبي وسط الميدان النقاش والسعيدي لتحمل ضغط المباراة والتحكم في عقاربها وضبط الإيقاع.
من جهته يفتقد النجم الساحلي عميده وسلاحه الهجومي ياسين الشيخاوي بسبب الإصابة، فضلاً عن علي البريقي وعمار الجمل وحازم الحاج حسن، مما سيفرض على المدرب البلجيكي جورج ليكانز الدخول بأوراق بديلة وتشكيلة مختلفة نسبياً عن تلك التي لعبت مباراة الذهاب، مع تغيير الخطة من الدفاع إلى الاندفاع ومحاولة تسجيل هدف مبكر، يبعثر أوراق الزوار ويسهل المباراة على زملاء محمد أمين الشرميطي.
وطالب ليكانز الجمهور بالتوافد بغزارة والتشجيع من أول إلى آخر دقيقة، وتوقع بأن تكون مباراة الإياب والتي سيقودها الحكم العراقي مهند قاسم أصعب بكثير لفريقه من لقاء الذهاب بالدار البيضاء، كونها حسب رأيه ستُجرى فوق صفيح ساخن لرغبة كل طرف التأهل والمضي قدماً نحو آخر أدوار المسابقة، والمنافسة في اللقب العربي الثمين وربح المكافأة المالية الضخمة وتعويض الإخفاقات الأفريقية والمحلية الأخيرة.