تسعى شركات عالمية عاملة في مجال استخراج النفط والغاز وتقديم حلول الأتمتة من خلال مشاركتها في معرض ومؤتمر “اديبك 2010” إلى توسيع حصصها السوقية في منطقة الخليج وتوقيع المزيد من عقود تقديم الخدمات اللوجستية لتوسعات مشاريع النفط التي تقدر بمليارات الدولارات والتي أعلنتها العديد من شركات النفط الخليجية مؤخراً، بحسب مديري شركات. وأكد هؤلاء المديرين لـ “الاتحاد” على هامش المعرض العمل على تكثيف عملياتهم في الخليج لتقليل الأضرار التي أصابت مشاريعهم في أوربا وأميركا نتيجة الأزمة المالية. ويقول أحمد السعيدي المدير الإقليمي للإعلام في أوكسيدنتال الأميركية “ منطقة الشرق الأوسط تشكل 29% من اجمالي إنتاج الشركة في العالم والبالغ 645 ألف برميل يوميا”. ورفعت العديد من الدول الأجنبية من مساحات أجنحتها الوطنية في معرض “أديبك 2010” مثل ألمانيا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة والنرويج كندا واليابان والصين وتركيا، حيث تتسابق شركات هذه الدول في عرض أحدث منتجاتها وابتكاراتها في مجال حفر الآبار النفطية ومعداتها وحلول الأتمتة التكنولوجية. كما تشارك كبريات شركات النفط العالمية بأجنحة ضخمة تعرض من خلالها لمشاريعها الإنتاجية في المنطقة مثل شل وتوتال واكسون موبيل وأوكسيدنتال، والتي أجمع مسؤولوها على أن المشاريع النفطية الخليجية ساهمت في تعويض النقص الذي طال أعمالها في مناطق جغرافية أخرى في اوروبا وأميركا. ويشغل الجناح الألماني مساحة كبيرة من المعرض وتعرض الشركات الألمانية للعديد من المنتجات التي تتنوع ما بين معدات للحفر والاستكشاف والتنقيب عن النفط وبين الحلول التكنولوجية المتعددة. ويقول الفريد فان مدير شركة “ويد مولر” لمعدات الحفر إنه يشارك للمرة الثانية في “معرض أديبك” وتلقى معدات شركته إقبالاً من شركات النفط الحكومية والشركات الخاصة التي تقدم خدمات مساندة في قطاع النفط والغاز. وأوضح أن السمعة التي تتمتع بها الصناعة الألمانية تسهم في زيادة مبيعاتها في المنطقة، علاوة على الوجود المكثف للشركات الألمانية في المنطقة منذ فترة، مضيفاً أن إعلان شركات النفط الخليجية المدعومة من حكوماتها عن الاستمرار في مشاريعها التوسعية يحفزنا على الوجود المكثف في أسواق المنطقة خصوصاً بعد الـتأثير الواضح للأسواق الأوربية من جراء الأزمة المالية. ودخلت الصين على خط المنافسة، حيث تشارك في المعرض بجناح كبير يضم العديد من الشركات التي تقدم العديد من المنتجات من المعدات الثقيلة إلى الخفيفة مروراً بالحلول التكنولوجية. وقال ايفان جونج مدير المبيعات في مجموعة شنغهاي كوكو فالفي المتخصصة في معدات الحفر والتنقيب لآبار النفط “إن الشركات الصينية تدرك حجم المنافسة في السوق”، لذلك تعول على تقديم منتجات بكفاءة لا تقل عن مثيلاتها الأوربية، ولكنها تتفوق عليها في السعر. وأوضح أن شركته تحاول الوجود في أسواق الخليج، حيث يشارك لأول مرة في معرض أديبك ويسعى إلى الترويج لمعدات وأجهزة شركته التي تتفوق كما يقول على المنتجات المنافسة من حيث الجودة والسعر، مضيفاً أن منطقة الخليج ستظل من أفضل المناطق فيما يتعلق بأسواق معدات وأجهزة النفط بسبب كثافة المشاريع الحكومية. وأكد جونج أنه لمس حرص من جانب المسؤولين في شركات النفط في الإمارات على استمرار الإنفاق على المشاريع التي أعلنتها خصوصا أنها لم تعلن عن أية إلغاءات للمشاريع على غرار مع حدث مع مشاريع عقارية، ما يؤكد أن صناعة النفط تحظى بدعم حكومي ويغري الشركات على الوجود في المنطقة. وقدرت شركة أيه بي بي المتخصصة في تقديم حلول الأتمتة لمشاريع النفط قيمة عقود المشاريع التي حصلت عليها في الإمارات بحوالي 100 مليون دولار (367 مليون درهم) غالبيتها مع شركة أدنوك، في حين تبلغ قيمة العقود في دول مجلس التعاون الخليجي بحوالي 1,5 مليار دولار (5,5 مليار درهم). وأوضح باجارتي بيدرسون الرئيس الإقليمي لشركة أيه بي بي في الهند والشرق الأوسط وأفريقيا أن التوسعات التي أعلنتها شركة أدنوك وشركاتها التابعة وفرت لشركته مزيدا من الأعمال رغم المنافسة التي تجدها من 4 إلى 5 شركات تعمل في قطاع تقديم حلول الأتمتة لمشاريع النفط والغاز، مشيرا إلى التوسعات الكبيرة التي أعلنتها شركات ادكو وبروج وزاكوم والتي تستهدف رفع طاقتها الإنتاجية. وأضاف أن لدى شركته عقوداً مع شركات المرافق والخدمات في الإمارات تتراوح قيمتها بين 4 و 6 ملايين دولار، منها مشاريع مع هيئة كهرباء ومياه أبوظبي وشركات الكهرباء في السعودية، علاوة على عقود عمل في مشروع مصهر “ايمال للألمنيوم في أبوظبي ودوبال في دبي. وأضاف أن حكومات دول مجلس التعاون الخليجي أكدت عزمها على المضي في مشاريع شركاتها الحكومية في قطاع النفط والغاز، وهو ما أسهم في نمو حجم أعمالنا في المنطقة على عكس الوضع في اوروبا، حيث تراجعت الأعمال بسبب تداعيات الأزمة المالية. وأضاف باجارتي أن شركته تسعى من خلال مشاركتها في “أديبك” الى زيادة حصتها السوقية في مجال تقديم حلول الأتمتة لمشاريع النفط والغاز، حيث يوفر المعرض فرصة للقاء قيادات الشركات الكبرى في المنطقة والتي تحرص على حضور المعرض للتعرف إلى أحدث التقنيات التكنولوجية في مجالات الحفر والتنقيب. واعتبر أحمد السعيدي المدير الاقليمي للاعلام في شركة أوكسيدنتال بتروليوم كوربوريشن أن منطقة الشرق الوسط ثالث اكبر منطقة جغرافية مهمة لشركته بعد الولايات المتحدة وأميركا الجنوبية، حيث تستحوذ على 29% من اجمالي انتاج الشركة من النفط والذي يقدر بحوالي 645 ألف برميل يوميا. ووسعت أوكسيدنتال من وجودها في منطقة الشرق الأوسط من خلال القيام بعمليات في الإمارات وقطر وعمان واليمن وتبلغ موجوداتها الكلية في المنطقة 22% من انتاج الشركة، غير أن السعيدي أوضح بأن اكبر مشاريع أوكسيدنتال تقع في قطر من خلال شراكتها في مشروع دولفين للغاز والذي يعتبر واحدا من أهم المشروعات الحدودية للطاقة. وتتوقع أوكسيدنتال أن يكون لمشروع دولفين تأثير مهم على تطور المنطقة، وأن يكون مسهما يعتمد عليه في الأداء المالي لأوكسيدنتال خلال الـ25 عاماً المقبلة، حيث ساعد نجاحها في قطر على جعلها واحدة من أهم الشركات العالمية على صعيد تعزيز عمليات الاستعادة السريعة للنفط وانعاش المخزون من الحقول الناضجة. وأكد السعيدي ان شركته ملتزمة بالمنطقة التي لم تتأثر كثيراً بالأزمة المالية حيث تمكنت أوكسيدنتال خلال العامين الماضيين من الحصول على عقود جديدة وتوسيع مشاريعها في المنطقة، مضيفاً ان للشركة مشاريع في البحرين مع شركة تطوير بتروليوم وفي اليمن من خلال تطوير حقل مخيزنة، كما للشركة حصة عمل تبلغ نحو 28% في منطقة ماسيلا التي تمت فيها بعض من اكبر اكتشافات البترول في عقد التسعينات، كما تمتلك الشركة حصة بنحو 40% في منطقة شبوه الشرقية. وأضاف ان العراق واحد من اهم الاسواق التي دخلتها أوكسيدنتال، وذلك من خلال تطوير”حقل الزبير” الذي يتوقع أن يصل حجم انتاجه 1,2 مليون برميل يومياً عبر شراكة مع شركة إينا الايطالية وكوجاس الكورية.