الموسم السياحي يصل ذروة نشاطه في أبوظبي

رشا طبيلة (أبوظبي)

يحقق الموسم السياحي في أبوظبي انتعاشا متزايداً منذ دخل ذروة نشاطه مع بداية شهر نوفمبر، مدعوما بأداء إيجابي للمؤشرات السياحية، وسط توقعات عاملين وخبراء في القطاع بنمو يتراوح بين 10 و20% في الطلب السياحي ومعدلات الإشغال الفندقي. ويبدأ الربع الأخير بنشاط شهر أكتوبر المرتبط بإقامة العديد من المعارض والفعاليات المهمة التي تصل ذروتها بشهر نوفمبر الذي يعتبر الأكثر نشاطاً وحراكاً بقطاع السياحة، ويؤكد ذلك تراوح نسبة إشغال الفنادق بأبوظبي من 84% إلى 100%، فيما يتميز ديسمبر بمناخ معتدل واحتفالات وطنية تجذب السياح.
وتشهد أبوظبي تشهد زيادة في الإقبال من أسواق السياحة الرئيسة، الهند والصين وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة ودول الخليج، كما شهد السوق الروسي نموا ملحوظاً خلال الربع الأخير من العام، وازداد إقبال السياح الروس على المنتجعات الفندقية في أبوظبي، كما من المنتظر أن يزيد متوسط إشغال الفنادق في أبوظبي على 79% بالربع الأخير من العام، وفقا لبيان دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي الذي توقع أن تسجل فنادق الإمارة إشغالاً بمعدل 74% خلال شهر أكتوبر، و84% خلال نوفمبر، و80% في ديسمبر.
ومقارنة بالعام الماضي، سجلت فنادق أبوظبي خلال الربع الأخير من 2018 نسبة إشغال بين 74 إلى 82%، بحسب بيانات «دائرة السياحة»، وتفصيلاً بلغت نسبة الإشغال 74% في أكتوبر من العام الماضي، و82% في نوفمبر، و78% في ديسمبر. أما في عام 2017، فسجل شهر أكتوبر 78%، ونوفمبر 83%، وديسمبر 79%، في حين سجل أكتوبر 2016 نسبة إشغال بلغت 73%، وشهر نوفمبر 80%، وديسمبر 75%.
وقال فابريس دوكري، مدير عام «منتجع وفلل السعديات روتانا»، إنه «مع دخول ذروة الموسم السياحي فمن المتوقع أن يشهد القطاع الفندقي إقبالاً قوياً على الطلب، بالتزامن مع العديد من الأنشطة والفعاليات المقامة في أبوظبي واعتدال الطقس». وأضاف «إن منتجع وفلل السعديات روتانا يشهد حاليا معدلات إشغال عالية ونتوقع أن تزيد نسب الإشغال عن 20% مقارنة بالفترة نفسها العام الماضي».
وحول الاستعدادات الخاصة لهذه الفترة قال دوكري، إن «كل الفنادق تحرص خلال هذا الموسم من كل عام على تقديم فعاليات تجذب الزوار والنزلاء من خلال عروض تشمل الإقامة أو المطاعم، إلى جانب الفعاليات الاحتفالية بالسنة الجديدة، لأننا نستقبل الضيوف والسيّاح من الإمارات ومن كافة أنحاء العالم، خاصة من روسيا وبريطانيا وألمانيا».
وقال رينيه ماير، مدير المبيعات والتسويق بفندق «جراند حياة أبوظبي» ومساكن لؤلؤة الإمارات «شهدنا مع بداية الربع الأخير من العام زيادة ملحوظة على الطلب بخاصة من المجموعات ومسافري الترانزيت ما انعكس إيجابياً على نسبة الإشغال، حيث سجلنا معدلات مرتفعة في أكتوبر الماضي فهنالك العديد من المؤتمرات وللفعاليات العالمية التي تستضيفها العاصمة أبوظبي خلال الربع الأخير من العام». وأضاف «يتوقع أن يكون متوسط أسعار الغرف أقل بقليل مقارنة بالعام الماضي نظراً للتنافسية والخيارات العديدة المتاحة، وتتنافس الفنادق والمنتجعات لتوفير أقصى معايير الفخامة التي طالما تميزت بها العاصمة وينعكس إيجاباً على عدد الزوار المتزايد سنوياً».
وبحسب بيانات «دائرة السياحة»، بلغ متوسط أسعار الغرفة الفندقية خلال الربع الثالث من العام الجاري 279 درهما، فيما بلغ متوسط أسعار الغرف للأشهر التسعة الأولى من العام الجاري 345 درهماً. وأرجع رينيه ماير ارتفاع متوسط معدل الإشغال خلال العام إلى النمو الكبير في أعداد الزائرين من دول مجلس التعاون الخليجي وأوروبا ، وكذلك من السوق المحلية تليها المملكة العربية السعودية وسوق الاتحاد الأوروبي وروسيا».
وفي السياق، قال علاء العلي مدير «نيرفانا للسفر والسياحة»: «يتوقع أن يرتفع الطلب من حيث عدد السياح والحجوزات في أبوظبي للربع الأخير من العام الجاري بنسبة تراوح بين 10 إلى 15%».
وأرجع العلي ذلك إلى زيادة عدد الفعاليات الترفيهية التي تستقطب عدداً كبيراً من السياح، إلى جانب المعارض والمؤتمرات، مثل أديبك والفورمولا وان في نوفمبر.
وبحسب آخر بيانات للدائرة، استقبلت فنادق أبوظبي 3.8 مليون نزيل في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري بنمو 2.9% مقارنة بالفترة نفسها العام الجاري، وأشارت البيانات، إلى أن المنشآت الفندقية التي يبلغ عددها 168 فندقا بسعة 33 ألف غرفة، سجلت 71% في معدل الإشغال بنمو 1.6%، في وقت سجلت 4 مليارات درهم في إجمالي الإيرادات بنمو 8.1%.

فعاليات ومعارض الربع الأخير ترفع الإشغال
يشهد الربع الأخير من عام 2019 عدداً كبيراً من الفعاليات والمعارض والمؤتمرات بمختلف القطاعات، من الاقتصاد والعقار والطاقة إلى الترفيه والتعليم والرياضة، لتسهم في رفع الإشغال الفندقي لنسب تراوح بين 80% إلى 100%.
وبحسب بينات دائرة الثقافة والسياحة، يزيد معدل الإشغال الفندقي عن 95% خلال معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول «أديبك» في نوفمبر، ويتراوح بين 85% إلى 95% خلال أسبوع «الفورمولا وان» في جزيرة ياس وفي اليوم الوطني، و85% خلال المعرض الدولي للعقارات والاستثمار «آيريس 2019» الذي انعقد في أكتوبر، في وقت سيصل بين 90 إلى 100% خلال رأس السنة الميلادية. وفي مركز أبوظبي الوطني للمعارض، فيشهد استقطاب فعاليات رئيسية خلال الربع الأخير من العام، ففي أكتوبر ، شهد مركز أبوظبي الوطني للمعارض انعقاد 16 فعالية رئيسية، وفي نوفمبر يستعد المركز لاحتضان من أهم معارض الطاقة في العالم «أديبك»، الملتقى العالمي الذي يجمع المختصين في صناعة النفط والغاز حول العالم تحت مظلة واحدة، ويعد واحداً من أكبر 3 معارض في فئته، وبالقطع الأكبر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وبحسب بيانات شركة أبوظبي الوطنية للمعارض «أدنيك»، فإنها تستضيف في مراكزها بالإمارة خلال النصف الثاني من العام 150 فعالية، ليكون هذا الموسم الأكثر زخماً بالفعاليات منذ انطلاق الشركة.
وشهد مركز أبوظبي الوطني للمعارض، انعقاد معرض أبوظبي الدولي للقوارب الذي استقطب بنسخته الثانية أكثر من 25 ألف زائر، وشهد أكتوبر أيضا انعقاد معرض «جيمز كون الشرق الأوسط 2019» الذي استقطب عشاق منصات الألعاب للاطلاع على أحدث العروض والابتكارات التكنولوجية في صناعة الألعاب العالمية والإقليمية. وبنهاية الشهر نفسه المركز أيضا انعقاد المعرض الدولي للعقارات والاستثمار «آيريس 2019»، بمشاركة عدد كبير من كبار المطورين العقاريين والمستثمرين ومشتري الوحدات «أدنيك».
وانعقد في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، خلال الفترة من 30 أكتوبر حتى 1 نوفمبر معرض «نجاح»، الحدث الرائد في قطاع التعليم العالي بالدولة، حيث جمع ممثلين عن أكثر من 150 جامعة محلية ودولية ومسؤولين من مؤسسات التعاليم العالي من دولة الإمارات والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وفرنسا، واليابان، وكندا، والمجر، ولبنان، والبحرين، ومصر، وهولندا، والأردن، ومختلف أنحاء العالم. وفي ديسمبر، يستضيف وينظم مركز أبوظبي الوطني للمعارض الدورة العاشرة من معرض «سيال الشرق الأوسط».
أما جزيرة ياس، فتشهد موسماً حافلاً في الربع الأخير من العام، حيث يتوقع أن تستقطب نحو 25 فعالية، من أهمها سباق «الفورمولا وان» في حلبة مرسى ياس، خلال شهر نوفمبر. وخلال الفترة من 5 حتى 9 نوفمبر، سيعقد في مركز العين للمؤتمرات معرض «أربيان ستايل 2019» الذي سيجمع أبرز المختصين في الفنون والحرف اليدوية، إضافة إلى عرض المأكولات الشعبية من الدول العربية. وسيتيح المعرض للمستوردين والمصنعين والعلامات التجارية الرائدة الفرصة للتعرف وتبادل المعلومات عن أحدث اتجاهات السوق في منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن الاطلاع على أحدث الابتكارات من كبار الخبراء والمتخصصين.