محمد إبراهيم (الجزائر)

بدأ الجزائريون في الخارج في الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها خمسة مرشحين، غداة أول مناظرة تلفزيونية بين المرشحين تشهدها البلاد. ويتنافس في تلك الانتخابات المقررة في الداخل يوم الخميس المقبل، خمسة مرشحين هم: عز الدين ميهوبي الأمين العام بالنيابة لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، وعبد القادر بن قرينة رئيس حزب حركة البناء الوطني، ورئيس الوزراء الأسبق عبد المجيد تبون، وعلي بن فليس رئيس حزب طلائع الحريات، وعبد العزيز بلعيد رئيس حزب جبهة المستقبل.
وقال محمد شرفي، رئيس السلطة المستقلة للانتخابات. إن تصويت الجزائريين بالخارج مستمر حتى يوم الخميس المقبل، مؤكداً متابعة السلطة لعمليات التصويت في مقار البعثات الدبلوماسية بالخارج. ويبلغ عدد الناخبين المسجلين في الخارج 914 ألفاً و308 ناخبين، من بين 24 مليوناً و474 ألفاً و161 ناخباً مقيدين في القوائم الانتخابية.
وقال علي ذراع مسؤول الإعلام بسلطة الانتخابات في تصريحات له أمس، إن «تصرف من أرادوا التشويش على سير العملية الانتخابية بالمهجر، مرفوض أخلاقياً وحضارياً وديموقراطياً. وأشار ذراع إلى ورود معلومات إلى سلطة الانتخابات حول وجود نوايا ومحاولات تزوير، مضيفاً «جاءتنا أخبار من جهات مختلفة أن هناك من يريد التربص والتزوير بالعملية الانتخابية وهؤلاء سيجدون أمامهم العدالة، تماماً كما تحاكم العصابة الآن».
ووفقاً لوسائل إعلام جزائرية فقد شهدت عدة مراكز دبلوماسية جزائرية بالخارج وخاصة في فرنسا مظاهرات رافضة للانتخابات الرئاسية. وتختتم اليوم الأحد الحملة الانتخابية في الداخل التي استمرت 25 يوماً، بعد مناظرة تلفزيونية بين المرشحين الخمسة لم تضف جديداً لأي منهم.
ودارت المناظرة التي استمرت لثلاث ساعات ونصف، حول محاور: السياسة، والاقتصاد، والتربية والتعليم والصحة، والسياسة الخارجية والأمن، واسترجاع الأموال المنهوبة، إلا أنها خرجت باهتة دون أن تضيف جديداً لأي من المرشحين الذي لم تختلف إجاباتهم عما قالوه خلال جولاتهم الانتخابية.
واستبق المرشح بن قرينة المنشق عن حزب حركة مجتمع السلم«حمس»الذراع السياسي لجماعة الإخوان بالجزائر، الانتخابات بالتحذير من محاولات التزوير، وهو ما اعتبر المحلل السياسي علي داسة «محاولة لاستباق نتائج الانتخابات». وقال داسة لـ«الاتحاد» إن بن قرينة يلعب لعبة الإخوان المعتادة بالتشكيك في الانتخابات، تحسباً لفشله في كسب الأصوات. وأضاف أن بن قرينة أخطأ خطأ جسيماً عندما قال في المناظرة إن الانتخابات النزيهة الوحيدة كانت انتخابات 1992، في إشارة للانتخابات التي فازت جبهة الإنقاذ المحظورة بجولتها الأولى وكانت سبباً في اندلاع العشرية السوداء التي خلفت 150 ألف قتيل.
وتابع داسة قائلاً «الشعب الجزائري وعى الدرس، ولن يعطوا الفرصة مرة أخرى لأمثال هؤلاء في الوصول للحكم، نظراً للدماء التي تلوث أيديهم». وقال «لأول مرة في تاريخ الجزائر، تجرى الانتخابات الرئاسية، ولا يمكن توقع الفائز بها، فلا حزب حاكم يقدم مرشحاً، ولا المؤسسة العسكرية تدعم مرشحاً، الأمر كله في يد الشعب».