لا يزال الخلاف على السعر يعطل اتفاقية مهمة بين روسيا والصين ستمهد الطريق لإمداد الصين - أكبر مستهلك طاقة في العالم - بما يبلغ 68 مليار متر مكعب من الغاز السيبيري، بحسب الكسندر ميدفيديف نائب رئيس تنفيذي شركة جازبروم للطاقة. وأعلن ميدفيديف أن الجانبين لا يزالان مختلفين على السعر، ولكنه أضاف أن اتفاقاً منتظراً سيكون في مصلحة كلا الطرفين. وقال لصحيفة الفايننشيال تايمز في لندن قبل سفره إلى بكين أواخر شهر يوليو: “سيكون من الجيد الاتفاق؛ لأن لدينا خريطة طريق تهدف إلى توقيع عقد في منتصف هذا العام. ولكنها الرغبة الطبيعية من المشتري أن يشتري أرخص ومن البائع أن يبيع أغلى وفي الواقع خلف المستوى الراهن من المفاوضات مشكلة واحدة فقط لم تحل بعد هي السعر”. وكانت جميع الأوساط تتوقع أن تعقد روسيا والصين اتفاقية في شهر يونيو خلال زيارة هوجيانتاو رئيس الصين الرسمية إلى موسكو. تعتبر الصفقة التي تهدف إلى إمداد الصين في السنوات الثلاثين المقبلة بالغاز في صميم استراتيجية روسيا الرامية إلى عولمة تجارة طاقتها بعيداً عن الأسواق الأوروبية الرئيسية التي تشهد فيها أيضاً تزايداً للغاز الطبيعي المسال القادم من دول مثل قطر. غير أن ميدفيديف قال إنه مقتنع بأن موقف جازبروم من حيث السعر مبرر بالنظر إلى إمدادات العالم الحالية وموقف الطلب على الغاز. كما يتوقع أن يزيد الطلب على الغاز بالنظر إلى أن حكومات في أنحاء العالم تعيد النظر في تمسكها بالطاقة النووية عقب الكارثة اليابانية التي وقعت مؤخراً. كذلك يتعين على جاز بروم الاستثمار بكثافة في خطي الأنابيب اللذان اقترحت روسيا بناءهما من سيبيريا إلى الصين. وقال الكسندر ميدفيديف: “ندرك أن الصين تحتاج الغاز الطبيعي المستورد من روسيا لتحافظ على معدل نموها الاقتصادي كما أن الصين تعرف جيداً من خلال تعاملاتنا السابقة معهم مدى جديتنا في تصدير الغاز لهم”. يعتبر طلب الصين على الغاز أحد العوامل الرئيسية وراء توقعات وكالة الطاقة الدولية بأن العالم مقبل على العصر الذهبي للغاز. كما أن الكارثة النووية باليابان تزيد توقعات نمو الطلب على الغاز. وقال الكسندر ميدفيديف إنه حتى قبل كارثة مفاعل نوكوشيما كان هناك مبدأ هو التعامل مع الغاز الطبيعي ليس كحل مؤقت، ولكن كجزء مهم من تنوع الطاقة وكأفضل سبيل إلى بيئة نظيفة من ثاني أكسيد الكربون. نقلاً عن: “فاينانشيال تايمز”