أزهار البياتي (الشارقة)

أكد حنان المحمود، المدير التنفيذي لمركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات بالشارقة، أهمية الدورة الثانية من مخرج E88 للمأكولات والتسوق في 15 ديسمبر الجاري، لما يقدمه من فرص للعائلات، في مهرجان يعزز التواصل بين أفرادها، والتغلب على تحديات الحياة العصرية التي فرضت نموذجاً جديداً للعلاقات بين الناس، وعلى رأسها العلاقة بين الأطفال وذويهم.
وأضافت: «انطلاقاً من كوننا جزءاً من الحراك الثقافي والتوعوي في الشارقة، نحرص في تنظيم فعالياتنا على المساهمة في تحقيق الانسجام والتناغم في المجتمع، وتوفير بيئة حاضنة للأطفال والعائلات من كل الجنسيات، بحيث يتفاعلون مع بعضهم البعض، ويتشاركون أوقاتاً ممتعة ومفيدة في آن، مشيرة إلى أن إيقاع الحياة المعاصرة والنمط السريع الذي يحكم سلوكياتنا وممارساتنا لأعمالنا، سواء في المنزل أو المكتب، انعكس بشكل كبير على نمط علاقاتنا ولقاءاتنا مع الأهل والأصدقاء. إزاء هذا الواقع، لا بد لنا من تخصيص مساحات أكبر للتواصل المباشر بين الأم وأطفالها، وبين الأب وأسرته وبين الأطفال أنفسهم».

نمو الطفل
وأضافت: «نحن نتابع باهتمام الدراسات والبحوث التي تتناول أثر الحياة العصرية؛ بتقنياتها وأدواتها الجديدة، على حياة الإنسان بشكل عام، وعلى نمط حياة الأسرة بشكل خاص، حيث قدم العديد من العلماء في العالم أدلة قاطعة على تأثر نمو الطفل الذهني والنفسي بمدى تفاعل ذويه معه، وتكريس الوقت للتواصل والاهتمام المباشر به. وأثبتوا من خلال عدة تجارب سريرية، أن دماغ الطفل قد يفقد تدريجياً محفزات نموه، إذا لم يشعر بتجاوب أحد أبويه معه، بشكل فعال وإيجابي.
وقالت المحمود: إن هذه الحقائق لا تعني أن على الأهل التواجد مع أطفالهم على مدار اليوم، ولا يعني أبداً أن الأم تؤذي طفلها عندما تطلب منه اللعب في غرفته، ريثما تنجز بعض الأعمال، لكن هذه الحقائق تضعنا أمام واقع جديد، يستحق أن نعيد فيه النظر بالعلاقات الأسرية اليوم، وتراجع التفاعل المباشر بين أفراد الأسرة الواحدة، حيث للنظرات الدافئة والابتسامات الصادقة معانٍ وإشارات على الود والاحترام والتفاهم، موضحة أن بعض الدراسات تشير إلى مخاطر النموذج الجديد للأبوة والأمومة، حيث الحضور الجسدي مع العائلة يترافق مع غياب ذهني وعاطفي كامل، بفعل الانشغال بالعمل والجهوزية الدائمة للرد على رسالة هاتفية، والانغماس شبه الكامل بمتابعة المستجدات على مواقع التواصل الاجتماعي».
وأوضحت أن عامل الوقت مهم جداً في العلاقات الإنسانية وخاصة العائلية، كثيراً ما نسمع أمّاً أو أباً يقول إن أطفاله كبروا بسرعة، وقد يتمنى البعض لو يرجع الزمن إلى الوراء، ليعوض عليهم ما فاتهم من وقت مع أطفالهم».

صحة العائلة
وتابعت: «نحن محظوظون في الشارقة والإمارات بقيادة تهتم بالعائلة وتعنى بالصحة النفسية والذهنية للأطفال، فلدى الشارقة، التي استحقت لقب مدينة صديقة للأطفال واليافعين من منظمة اليونيسيف، المئات من الفعاليات والأنشطة الترفيهية والتعليمية التي تساهم في الحفاظ على النسيج العائلي والاجتماعي الذي يميز مجتمعنا وثقافتنا وعاداتنا، ومن هذا المنطلق، يأتي تنظيمنا لمخرج E88 للمأكولات والتسوق على مدار 21 يوماً هذا العام، لنتيح للأطفال وذويهم قضاء إجازة شتوية متميزة، وبناء ذكريات جميلة تؤسس لعلاقات أكثر ترابطاً بينهم.
وعددت المحمود ستة عوامل تجعل الفعاليات الترفيهية خياراً مثالياً للأهل:
. التفاعل المباشر مع طفلك خلال الفعاليات الترفيهية، يعيد ثقته باهتمامك وبعاطفتك تجاهه.
. انضمامك إلى الأنشطة الترفيهية يوفر لك مساحة لاستعادة حيويتك والترفيه عن نفسك، والتخلص من ضغوط العمل. . تتيح لك هذه الأنشطة التعرف عن كثب، على مواهب طفلك واهتماماته، مما يمنحك الفرصة لتوجيهه ومساعدته على تطوير مهاراته.
. توفر لك الأنشطة والفعاليات اكتشاف هوايات مشتركة بينك وبين أطفالك، مما يساعدك على التقرب منهم أكثر.
. تساعدك هذه الأنشطة على تعليم طفلك كيفية مواجهة تحديات، مثل عدم الفوز في مسابقة، أو الخوف من تجربة هواية جديدة.
. تقدم لك هذه الفعاليات الفرصة لتعليم طفلك، بشكل غير مباشر، أساسيات التعامل مع الآخرين، سواء أقرانه أو الأكبر منه سناً.