محمد إبراهيم (الجزائر)

واصل الحراك الشعبي الجزائري تظاهراته للأسبوع الثاني والأربعين منذ بدايته في فبراير الماضي، في آخر جمعة قبل إجراء الانتخابات الرئاسية المقررة يوم الخميس المقبل، لانتخاب رئيس جديد للبلاد خلفاً للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة الذي استقال مطلع أبريل الماضي. واستمرت مظاهرات الحراك الشعبي للمطالبة بتنحي رموز نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة عن المشهد السياسي ومحاسبة الفاسدين منهم، ورفض إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة، والمطالبة بمرحلة انتقالية يديرها مجلس توافقي. وبدأ المتظاهرون في التجمع في ساحة البريد المركزي عقب صلاة الجمعة حيث فرضت قوات الشرطة طوقاً أمنياً حول ساحة البريد المركزي وامتدت مظاهرات الحراك إلى ساحة موريس أودان وشارعي ديدوش مراد وحسيبة بن بوعلي.
وجاءت مظاهرات الأمس بعد إعلان أجهزة الأمن الجزائرية عن كشف مخططين الأول يتمثل في اختراق أجنبي لحملة المرشح علي بن فليس، والثاني مخطط تخريبي دبرته حركة «الماك» الانفصالية لإثارة العنف في المظاهرات. وقالت مصادر أمنية جزائرية إنها أوقفت المدعو (ب.ص) أحد المقربين من المرشح بن فليس بتهمة التخابر مع جهات أجنبية. وأضافت أن الشخص الموقوف قام بجمع معلومات بغرض تسليمها إلى دولة أجنبية والتي يؤدي استغلالها إلى الإضرار بمصالح الدفاع الوطني وهي أفعال تطرق لها قانون العقوبات.
وأشارت المصادر الأمنية إلى أن التوقيف تم بناء على معلومات تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي حيث تم تقديم المتهم لمحكمة بئر رايس بالعاصمة ليودع الحبس المؤقت، بتهم «إجراء مخابرات مع عملاء دولة أجنبية من شأنها الإضرار بالمركز العسكري أو الدبلوماسي للجزائر وبمصالحها الاقتصادية»، و«تنظيم طريقة للمراسلة أو الاتصال -بطريقة خفية- مع أجانب من شأنها الإضرار بالدفاع الوطني».
من جانبها، نفت حملة بن فليس علاقتها بالشخص المضبوط، إلا أن صوراً له تجمعه ببن فليس انتشرت أمس على مواقع التواصل الاجتماعي بالجزائر. كما أعلنت أجهزة الأمن أنها أحبطت مخططاً تخريبياً تقف وراءه حركة «الماك» الانفصالية. وقالت مصادر أمنية جزائرية إن المخطط الذي تقف وراءه كذلك حركة «انافاد» (حكومة القبائل المؤقتة التابعة لحركة الماك) يهدف للسيطرة على الحراك الشعبي بوساطة عناصر متطرفة والقيام بحركة عصيان ومظاهرات ليلية لدفع قوات الأمن لاستعمال القوة.
وألقت قوات الأمن بساحة الشهداء بالجزائر العاصمة على طالب في حركة الماك وعضو في حزب مقاطع للانتخابات الرئاسية (لم تسمه)، كان بصدد تصوير طريقة انتشار قوات الأمن.
وأشارت إلى أن الطالب الموقوف كشف عن مخطط تخريبي جاهز للتنفيذ عشية الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 12 ديسمبر الجاري، وعن تفاصيله في مرحلتيه الأولى والثانية من خلال إدلائه بتصريحات خطيرة لأجهزة الأمن بخصوص هذا المخطط. وحركة الماك هي حركة انفصالية أسسها مواطن جزائري مقيم في فرنسا يدعى فرحات مهني وصدرت بحقه مذكرة توقيف دولية عام 2001 كما أعلن في 2010 إنشاء حكومة مؤقتة تابعة للحركة بفرنسا من أجل المطالبة بحكم ذاتي لولايات جزائرية يقطنها الأمازيغ.‎