محمد حامد (دبي)

لماذا يحرص روجيه فيدرر نجم التنس العالمي على الإقامة في الإمارات غالبية شهور العام؟
وما الذي يدفع نجوم الكرة العالمية وعلى رأسهم زين الدين زيدان، وكريستيانو رونالدو، ووين روني وجون تيري، وغيرهم على القدوم إلى الإمارات رفقة عائلاتهم في عطلاتهم السنوية؟
والأهم ماذا ينقل هؤلاء النجوم والمشاهير في عالم الرياضة عن الإمارات للصحافة العالمية؟
تساؤلات يعلم العالم إجابتها، حيث تعد الإمارات نموذجاً متفرداً على المستويين الشرق أوسطي والعالمي في إعلاء وممارسة قيم التسامح والتواصل مع العالم، وقبول الآخر، وتوفير أجواء الأمن. وبعيداً عن حرص مشاهير الرياضة العالمية على القدوم إلى «أرض التسامح» بهدف الإقامة أو الزيارة، فإن البطولات القارية والعالمية التي تنظمها الإمارات، ومن بينها مونديال الأندية الذي أقيم في الإمارات 4 مرات، تشهد تفاعلاً من نجوم الرياضة العالمية ممن يشاركون في هذه البطولات أقرب إلى الانبهار ببيئة التسامح والتواصل الإيجابي وقبول الآخر. وبث سيرجيو راموس نجم وقائد الريال رسائل المحبة والتقارب من أبوظبي إلى العالم خلال وجوده مع الفريق الملكي للمشاركة في مونديال الأندية نهاية 2018، وفي نسخة البطولة عام 2017، وهو ما تجلى في رسالته التي كتبها للملايين من المتابعين له، ولمنصات الريال الرقمية والتي يوجد بها أكثر من 300 مليون شخص حول العالم، وجاء في الرسالة «هنا أبوظبي.. هنا الثقافة والفن والتاريخ وكرة القدم أيضاً»، وكان للرسالة تأثير كبير في إظهار الوجه الحضاري للإمارات. وفي النسخة الأخيرة لمونديال الأندية أظهر راموس حرصه المستمر على زيارة معالم أبوظبي، وعلى رأسها جامع الشيخ زايد الكبير، ونشر صورته مرفقة بكلمات تقول: «إنه مكان يتفرد على غيره من جامع الشيخ زايد أروع ما رأيت في حياتي، أشعر بالإعجاب والاحترام لهذا المكان، أحترم ثقافتكم، وأشكر الجميع على هذا الاستقبال الدافئ، وهذه المشاعر التي تفيض حباً، وشكراً على دعم وتشجيع ريال مدريد».
وجاءت زيارة راموس لجامع الشيخ زايد الكبير لتؤكد أن تقارب المعتقدات، والثقافات، والحضارات المختلفة أمر يحدث على أرض الواقع في بيئة الإمارات المثالية للتسامح والتواصل مع الآخر، وأحدثت رسالة راموس تأثيراً كبيراً، فمن المعروف أن الرياضة جسر سحري لتوصيل مثل هذه القيم للملايين حول العالم، واللافت في الأمر أن ذلك يحدث بصورة تلقائية لتصبح أكثر رسوخاً في العقول والقلوب. وارتباط اسم الإمارات بالتسامح ليس مصادفة، فقد تم إعلان 2019 عاماً للتسامح، والرائع في الأمر أن أشهر نجوم الكرة والرياضة العالمية أتوا إلى أبوظبي ودبي وكافة إمارات الدولة للاحتفال بالعام الجديد في رسالة تلقائية للعالم أجمع تؤكد أن الإمارات أرض المحبة والتسامح والتواصل مع مختلف ثقافات وحضارات العالم. زين الدين زيدان أيقونة الكرة العالمية لاعباً ومدرباً، حرص على القدوم إلى أبوظبي مع عائلته للاحتفال بالعام الجديد، وظهر في زيارة لمتحف اللوفر، وهو أحد شرايين التواصل الحضاري مع العالم، حيث تحرص الإمارات على هذا التواصل والتقارب اللافت مع مختلف الحضارات والثقافات.
وكتب زيدان تعليقاً مختصراً عن هذه الزيارة، بقوله: «زيارة رائعة»، كما يحرص مشاهير النجوم على زيارة «لوفر أبوظبي»، ومن بينهم سيرجيو راموس قائد الريال الذي فعل ذلك أكثر من مرة، وبعث برسالة تؤكد على رمزية وأهمية هذا المكان، حينما قال:«هنا أبوظبي، حيث الحضارة والثقافة والفنون وكذلك كرة القدم»، كما ظهر زيدان مع عائلته في دبي احتفالاً بالكريسماس والعام الجديد.
أما النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو فهو أحد الوجوه التي اعتادت القدوم إلى الإمارات بصفة دائمة، وظهر مع عائلته في دبي، وحرص على نشر الصور خلال وجوده في الإمارات احتفالاً ببدء العام الجديد، وعكست الصور التي نشرها عبر حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي استمتاعه وعائلته بالاحتفال ببدء عام 2019 من أرض التسامح، ويحظى النجم البرتغالي بمتابعة ما يقرب من 350 مليون متابع عبر منصات السوشيال ميديا.

دورينا
وجه آخر ينقله نجوم الرياضة للعالم عن الإمارات باعتبارها وطناً للتسامح، وهؤلاء النجوم يحترفون في دورينا، حيث يحرص هؤلاء النجوم على التحدث إلى وسائل الإعلام في بلدانهم، للكشف عن رؤيتهم للإمارات، سواء فيما يتعلق بالجوانب التي تتعلق بالحياة اليومية، أو ما يخص الجانب الكروي، وأكد عدد من النجوم على رأسهم الأسترالي مارك ميليجان، والتشيلي خورخي فالديفيا، والبرازيلي ليما، والغاني أسامواه جيان، والسويدي ماركوس بيرج على أن الإمارات تمنحهم الشعور بالاستقرار.

البابا يشجع سان لورينزو ويفضل ميسي
البابا فرنسيس من أصول أرجنتينية، وكرة القدم جزء من ثقافته، وعشق منذ طفولته وصباه، وكشفت تقارير صحفية أرجنتينية عن أن البابا من مشجعي فريق سان لورينزو منذ فترات شبابه، وأكدت تقارير إيطالية أنه يتابع مباريات الفريق الأرجنتيني حينما تتاح له الفرصة لذلك، كما حرص على استقبال الفريق عقب فوزه بلقب كوبا ليبرتادوريس عام 2014.
وظهر البابا في كثير من المناسبات، وهو يستقبل نجوم الرياضة، وكرة القدم على وجه الخصوص، ومن بينهم أسطورة الأرجنتين والكرة العالمية دييجو أرماندو مارادونا، فضلاً عن استقباله لكثير من الأندية في مختلف اللعبات الجماعية، بل إن البابا تحدث عن المنافسة الملتهبة بين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، ولكن دون أن يقلل من شأن النجم البرتغالي، فقد تلقى البابا سؤالاً مباشراً عن اللاعب الأفضل في التاريخ، هل هو بيليه أم مارادونا ؟ فكانت الإجابة «ميسي»، ليؤكد رؤيته أن ميسي اللاعب الأفضل في التاريخ، وذلك وفقاً لما نقلته صحيفة «سبورت» الكتالونية. ويدعم الفاتيكان التسامح في الرياضة، وهو ما تجلى في وقوفه مع مبادرة كوريا الموحدة في الدورات الأولمبية، سواء الشتوية أو الصيفية، حيث يسير الكوريون من أبناء الشمال والجنوب معاً في طابور واحد وتحت علم واحد، وهي مبادرة ترتكز على جعل التسامح بمثابة الدواء الأفضل لسنوات الخلاف والتوتر بين البلدين.

الفاتيكان: الرياضة «ضوء وملح»
أعلن الفاتيكان مؤخراً عن أن هناك تخطيطاً لإنشاء مجلس رياضي داخل الفاتيكان، يتولى وضع سياسات وخطط تتعلق بالرياضة، سواء على مستوى الممارسة أو المشاركة الشرفية في البطولات، حيث لا يتجاوز سكان الفاتيكان 900 شخص، مما يعني أن إنشاء أندية في مختلف اللعبات، أو تأهيل أبطال في الألعاب الفردية للمشاركة في البطولات العالمية أو الدورات الأولمبية يبدو أمراً مستبعداً في الوقت الراهن على الأقل، بل إن الأمر يتعلق بتعزيز العلاقة بين الرياضة وهذه المؤسسة الروحية، من أجل نشر قيم التسامح والمحبة والسلام.
وقال الفاتيكان إنه تلقى دعوة رسمية من اللجنة الأولمبية الدولية، لحضور ممثلين له للدورات الأولمبية بصفة شرفية، وهو ما يجعل هذا الحضور في عالم الرياضة أقرب ما يكون إلى ثنائية الضوء والملح، وفي تفسير ذلك قال الأب ميلشور سانشيز من المجلس البابوي للثقافة والرياضة، إن الوجود الشرفي للفاتيكان في الرياضة يجعلها مثل الضوء، الذي يمثل الأمل، فيما يرمز الملح إلى مقاومة الفساد، ومنح التنافس الرياضي مذاق الحياة.

مسجد لنجوم «نيوكاسل» المسلمين
التسامح علاقة احترام وقبول متبادل بين طرفين على الرغم من الاختلاف بينهما في المعتقدات، والثقافة، والفكر، والعرق، وغيرها، وفي الوقت الذي تبني دولة الإمارات جسور التواصل والتسامح مع العالم، فإن الآخر يمد لنا يد التسامح في كثير من المواقف، وهي إشارات لها تأثير إيجابي كبير على الملايين في العالم العربي.
وفي عام 2013 حدثت الإشارة التسامحية الأقوى في ملاعب العالم، والتي كان لها مفعول السحر في نفوس الملايين في العالم العربي، فقد قرر نادي نيوكاسل بناء مسجد خاص لنجومه ممن يعتنقون الدين الإسلامي، فقد كان عدد هؤلاء النجوم كبيراً، وبلغ 7 نجوم على وجه التحديد، وهم حاتم بن عرفة، وماساديو حيدر، ومابو يانجا، ومهدي عبيد، وموسى سيسوكو، وشيخ تيوتي، وبابيس سيسي. كما رصدت الصحافة العالمية، ممثلة في صحيفة الجارديان، وكذلك هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» تأثير النجم العربي محمد صلاح كأحد النماذج في تقوية وتحسين التواصل بين الثقافات والمعتقدات المختلفة، فقد تغيرت صورة المسلم بطريقة إيجابية في إنجلترا والغرب.

«كلارين» ترصد الصلوات الخمس في العين
في إشارة تؤكد أهمية الرياضة في تقديم وجه الإمارات المتسامح الساعي للتواصل دائماً مع العالم، بادر الصحفي الأرجنتيني ماريانو روخاس خلال تغطيته لمونديال الأندية الذي أقيم في أبوظبي نهاية العام الماضي بنقل ما يتعلق بصلاة الفجر في مدينة العين، وصوت الأذان الذي يصدح في كل مكان، فقد كان ماريانو مرافقاً لفريق ريفر بليت بطل أميركا الجنوبية، وكشف لـ «الاتحاد» عن حرصه الشديد على نقل تفاصيل ثقافة ومعتقدات الإمارات لقراء الصحيفة واسعة الانتشار وموقعها الإلكتروني. وقال ماريانو: «حرصت على جعل قراء الصحيفة والموقع الإلكتروني التابعين لها يتفاعلون مع تقارير أخرى لا تتعلق بالفريق الذي أتى إلى هنا لتمثيل الكرة الأرجنتينية، لقد كتبت عن معالم أبوظبي والعين، والثقافة التي لا يعلم أبناء الأرجنتين الكثير عنها، شعرت بالانبهار من صوت الأذان الذي يستجيب له المسلمون 5 مرات في اليوم، وخاصة صلاة الفجر، حيث تتميز العين بكثرة المساجد، ونقلت صوت الأذان لموقع صحيفتي، لقد أحببت هذه الأجواء التي تفيض بمعاني التسامح».